عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
وخرجت سعدية بنت نبروه

وخرجت سعدية بنت نبروه

بقلم : محمد الشرقاوي

كنت كمن يشرب من الماء المالح لمرارة قضيتها، فكلما ارتويت بكتابة مقال أزداد عطشًا لكتابة آخر، ثلاثة مقالات كتبتها والرابع كان في الطرق، لكنه كان سيسير في الاتجاه المضاد لرياح مؤسسات الدولة بسبب تأخر فك أسرها، إلى أن دقت طبول الفرح بزفاف خبر الإفراج عنها فعدت إلى الطريق الموازي مرة أخرى.



تنفست الحاجة سعدية عبد السلام بنت قرية درين– مركز نبروه بالدقهلية- الحرية أمس الاثنين- صاحبة واقعة "العمرة المزيفة"- بعد قضائها 38 يومًا بالسجن السعودي " ظلما"، والتي تحول حلمها بزيارة بيت الله الحرام لأداء مناسك العمرة إلى "كابوس" أثار استياء كل من تناقل قصتها أو سمع تفاصيلها المخجلة.

فالقصة التي بدأت في 20 مارس المنصرم بجملة "مبروك يا حاجة سعدية في راجل سعودي تبرع لكِ بعمرة مجانية"، والكلام لجارها الشيطان في صورة إنسان، لتنتهي بالقبض على السيدة المسنة، واحتجازها من قبل سلطات مطار "ينبع" بالسعودية بتهمة حيازة وتهريب أقراص مخدرة، كان قد نصبها لها فخا المتهم الرئيسي في القضية ويدعى "عبد الله"

أخيرا خرجت سعدية من محنتها وظهرت بابتسامة عريضة أثناء تواجدها بالقنصلية المصرية بجدة برفقة الدكتور حازم رمضان القنصل العام المصري في جدة والقيادات المصرية، عقب الإفراج عنها بالتنسيق مع النيابة العامة ووزارة الخارجية السعوديتين، بعد القيام بتسليم أصول تحقيقات النيابة المصرية في القضية للجانب السعودي والتي تثبت براءة المواطنة.

تعود سعدية إلى أحلى اسم في الوجود "مصر" خلال أيام معدودات بعد استكمال الإجراءات القانونية ذات الصلة، بعدما أهدتها الدولة عمرة كرسالة حب وتقدير لصبرها وجلدها، بدأت في أداء مناسكها وزيارة المسجد النبوي الشريف أمس– وكنت أتمناها حجا– وأعتقد لو تم الإفراج عنها في فترة الحج لما تأخرت الدولة المصرية عن منحها الفرصة.

مجهودات بذلت يجب إلقاء الضوء عليها لإبراز دور مؤسسات الدولة في حماية السلم الاجتماعي وإنصاف العدل– أساس الملك- فكان هناك تكتيك أمني لوزارة الداخلية لسرعة القبض على الجاني الرئيسي، تحركات محورية لوزارة الخارجية وقنصليتنا في جدة لتقريب وجهات النظر مع الجانب السعودي، ومتابعة قضيتها منذ الشرارة الأولى وزيارتها بانتظام في مقر احتجازها وتمكينها من الاتصال بذويها، فضلا على التأكد من استقرار حالتها الصحية.

دور فعال للنائب العام المصري بتجميع أوراق القضية التي ثُتبت براءتها في أيام معدودات وإرسالها إلى وزارة الخارجية، نواب برلمانيون يتحركون بطلبات إحاطة، إعلاميون يتابعون القضية عن كثب، صحفيون يكتبون مقالات مؤازَرة للست العجوز، صحف ومجلات تفرد مساحات لإعلان القضية رأي عام، مظاهرات شعبية للضغط على القيادة السياسية لسرعة الإفراج عنها، وتحركات أكثر من رائعة للجالية المصرية بالسعودية والتي نصبت أمس حفل عشاء على شرف الإفراج عنها بحضورها، حتى السلطات السعودية نشكرها على التعاون الكامل وتقديم الرعاية اللازمة للمواطنة المصرية أثناء فترة الاحتجاز.

هذه هي العدالة الناجزة التي ننادي بها منذ فترة، فالتحركات الرسمية والشعبية كانت على أعلى مستوى للوصول إلى هدف واحد وهو رفع الظلم عن المظلوم ومعاقبة الجاني!

ولنسدل الستار بتصفيق حار على حجم الإيرادات التي حققتها القضية الإنسانية وبطلتها سعدية في الوصول بسرعة إلى محطة الحُكم واجب النافذ ببراءتها.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز