عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
اللهم إنى صائم! (2)

اللهم إنى صائم! (2)

بقلم : جميل كراس

احتكار وتعطيش



ونحن نتعايش ونسعد بأسمى معانى الروحانيات من الشهر الفضيل علينا أن ندرك جيدا بأن التوقف عن الطعام ليس هو نهاية المطاف أو كى يكون الصيام مقبولا عند المولى سبحانه وتعالى ومع ذلك يجب أن تسأل نفسك أولا ماذا تفعل هل تخشى البشر الذين مثلك ولا تخاف الله صاحب الجلالة، فالصوم ليس فقط مجرد زهد عن تناول الطعام أو الشراب لمدة تزيد أو تمتد لساعات طويلة بدايتها تكون مع الإمساك قبل صلاة الفجر وحتى ساعات الغروب مع آذان المغرب وانطلاق مدفع الإفطار، وقد ميز الله الإنسان دون سواه بالعقل والعاطفة.

فالصوم والصلاة معا من كبار الفضائل وما يتبع ذلك من أفعال تؤجج تلك المشاعر وتقوم هذا السلوك فالدين يعنى المعاملة وعليه كيف نكون أو نصير، فقبل أن نفكر فى الصيام حتما ولابد أن نتوقف عن كل ما يغضب الله ونتوقف تماما عن أعمال الشر والكذب والخداع والتضليل أو الغش والفساد.. إلخ وترك كل العادات السيئة وعدم مؤازرة الباطل ضد الحق أو مناصرة الشر ضد الخير ومن عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها.

وفى هذه المناسبة ونحن نغوص فى أعماق شهر رمضان المعظم والمبارك رأينا كيف استعدت الدولة لهذا الشهر الكريم بداية من طرح أكبر كمية من السلع الغذائية المتنوعة سواء فى السوق أو داخل المجمعات الاستهلاكية ومحلات السوبرماركت وبأسعار تكاد أن تكون معقولة وفى كل محافظات مصر وحرص الحكومة فى التوسع بإقامة العديد من المنافذ لطرح السلع سواء كان ذلك من جانب القوات المسلحة أو الداخلية ووزارة التموين والزراعة للعمل على سد احتياجات المواطنين فى كل مكان وفى ظل رقابة ومتابعة مستمرة ولأن البعض من البشر أساء  استخدام هذا الحق ولجأ إلى تخزين السلع ومن ثم الاستحواذ عليها واحتكارها وتعطيش السوق حتى يتثنى لها طرحها من الطرق الخلفية أو السوق السوداء بغرض الإتجار والتربح غير المشروع فى حق المواطن الغلبان وخلق أزمة مفتعلة مع أن مثل هذه السلوكيات التى يحاسب عليها القانون تبطل صيامهم على الفور خاصة الذين يعرضون السلع المدعمة بسعر أعلى من ثمنها الحقيقى.

وبالصدفة البحتة رأيت بعض من هؤلاء المستغلين يرسلون بأطفالهم أو غيرهم لشراء أكبر كمية من الدواجن المدعمة التى بذلت فيها الحكومة جهدا لتوفيرها بأسعار مناسبة ومعقولة وسمعت من يقول لهم على الشواية دوغرى لبيعها بعد ذلك بثلاث أظعاف ثمنها فهل هذا شىء يعقل أو يجب أن يكون وأين الله من أفعالك التى تحاسب عليها وأنت تسغل سلع الشهر الكريم للإتجار فيها والتربح منها وبناء عليه أهمس فى إذن هؤلاء المخالفون أصحاب الضمائر الخربة اتقوا الله أولا وأخيرا.. واللهم أنى صائم.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز