عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أيها المتفاجئون والمتباكون ثكلتكم أمهاتكم

أيها المتفاجئون والمتباكون ثكلتكم أمهاتكم

بقلم : عادل عبد المحسن

الإنسان الجاد الصادق مع النفس، لا يعرف الهزل والتباكي، ولا يكون متفاجئًا بما هو معلوم مسبقًا، فعندما كان الرئيس عبدالفتاح السيسى وزيرًا للدفاع خلال الفترة الانتقالية في عهد الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور، أجرى الكاتب الصحفي ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم الحالي، ووقتها كان رئيسًا لتحرير صحيفة "المصري اليوم"، حوارًا مع القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح السيسى في صحيفة "المصري اليوم" وتطرق رزق في اسئلته مع السيسى إلى مطالب الشعب بترشحه في الانتخابات الرئاسية، وكان رد السيسى آنذاك واضحًا ولا لبس فيه، معى سوف تتعبون، لأنى أعرف مشاكل مصر جيدًا ولن تفيق مصر سوى بالتخلص من الدعم الذي يثقل كاهلها، ولمن لم يقرأ هذا الحوار أو قرأه ويتناساه، يمكنه الرجوع إليه ويقرأه مرة أخرى لعل وعسى لا نتنكر للمعلوم مسبقًا.



فالرجل لم يخدع أحدًا وكان صادقًا معنا منذ البداية، قبل أن يترشح وينتخب رئيسًا في عام 2014 وبدأ في وضع وتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي بتحرير سعر صرف الجنيه المصري عام 2015، وترك تحديد قيمته للعرض والطلب، وكانت هذه أولى خطوات برنامج الإصلاح، كما تم تحديد فترة 5 سنوات لرفع الدعم عن المحروقات والكهرباء ومياه الشرب، وكل عام يتم استقطاع جزء من قيمة الدعم على هذه السلع والخدمات، فأين المفاجأة في ذلك، ولمَ التباكى على شىء معلوم مسبقًا وليس مفاجئًا؟!، نعم نحن نعانى وكاتب هذه السطور أول من يعانى، والله يعلم صدق ما أقول، ومن يعرفوننى يعلمون، لكن الإنسان الجاد في حياته الصادق مع نفسه لا يدخل في الهزل ولا ينقاد وراء من يتباكون ويشكون ويتفاجأون وهم يعلمون، فما أسهل النقد وأصعب البناء. والرجل القابض على زمام عقله لا ينقاد وراء المنقادين، ولا يطبل للباطل حتى لو سار في طريق الحق وحيدًا.

بناء الدول ليس سهلاً، وإنما يتم بالعرق والجهد والدماء أحياناً، كما يحدث في سيناء بتطهيرها من الإرهاب على مدار الأعوام السابقة.

لا يفوتنى أن أذكر أننى كنت قد كتبت مقالاً منذ أكثر من عام أتفاخر فيه بأنه سيأتى يوم أقول إننى من الجيل الذي تحمل تبعات الإصلاح الاقتصادي، وبناء بلادى، فهل يجدر بى أن تتراجع عزيمتى وأنكص بعهد قطعته على نفسى، وأقول لن أتحمل، لا يجوز ويجب ألا أسير على نهج بنى إسرائيل مع سيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، عندما قالوا كما أخبرنا المولى عز وجل في محكم التنزيل: "قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ"، لن يتخلى الشعب المصري العظيم عن السير في طريق قرر أن يسلكه مع قيادته إلى أن تتم غايته في رفع شأن بلاده، ولن نلتفت إلى المتفاجئين والمتباكين.

فلن يسلم الجسد المعتل إلا بالدواء المر، وبلادنا معتلة في صحتها، ولن تستعيد عافيتها بدون العمل والجهد والعرق والدماء حتى تبنى، وتكون قلعة حصينة مهابة الجانب قوية الشكيمة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز