عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
عبدالله كمال "كل سنة وأنت طيب"

عبدالله كمال "كل سنة وأنت طيب"

بقلم : محمد الشرقاوي

لم يعد في المهنة الجينتل مان – إلا نفرًا- الذي يدين بالفضل لأستاذه، ويسير على دربه، أو حتى يذكر مناقبه، بل أصبحت الموبقات تحكم المهنة، وعدد من الأساتذة الأسطوات على مر تاريخ المهنة، كانوا يعتبرون الصحفي وخاصة المتدرب "التلميذ في صاحبة الجلالة " سائسًا في إسطبل خيوله–هكذا سمعنا من السلف الصحفي-.



[لكن] في روزاليوسف لا مفر من الوقوف مجبرًا أمام الأستاذ، الذي أعطي لتلاميذه أكثر مما أخذ، فبحره الصحفي سبح فيه الجميع دون دفع رسوم دخول شاطئه.

كانت ثقة القيادة السياسية والنخبة والشارع في روزا تناطح السحاب، وقت أن كان رئيس تحريرها الكاتب الصحفي العظيم عبدالله كمال –المغفور له بإذن الله- فرئيس التحرير يُدَعْبِسْ عن المعلومة، وطوّع عقول كل المحررين للتنقيب عنها وتوثيقها أي المعلومة، وفي الأغلب تكتشف أنه يعرفها وإن لم يكن كذلك فتضيف له، ليخرج مطبخ صالة التحرير بخلطة صحفية ساخنة مغلفة بسوليفان ثوابت الدولة المصرية، لتتناولها النخبة والقارئ مع شروق شمس كل صباح بصحبة فنجان القهوة.

هكذا اكتسبت روزاليوسف [الجريدة] الوليدة في 2005 والجارة العتيقة [المجلة] هذه الثقة! وعندما [سئل] الرئيس الأسبق مبارك عن الصحف التي يطالعها يوميا [قال] روزا قبل أن ينطق لسانه بالأخريات، فالقيادة والوسط الصحفي يعرفان أن عبدالله كمال يأتي إلى روزا قبل الساعة السابعة صباحًا ويغادرها منتصف الليل، ليتابع بنفسه كل ما يجرى بالثانية، بينما غيره من رؤساء التحرير منشغلون بحياتهم الخاصة، تاركين المتابعة والصياغة لمن هم أقل كفاءة قبل المكانة، ومن ثم تكررت أخطاؤهم إلى حد هز ثقة الرئيس فيهم.

كانت "روزا" في كل صفحة فيها خريطة مليئة بالتضاريس الوعرة لتحركات الوزراء، وجولات الرئيس وقرارات رئيس الوزراء، كنا نتتبع الحسنات والسيئات  إلا قليلًا، متاح لكل صحفي كشف عورات ملفه دون ستر أو ستره.

 فوزير الثقافة فاروق حسني –رغم قوة نفوذه في الحكومات المتعاقبة، وصيت دعم سوزان مبارك له – لم يمانع رئيس التحرير من نشر خبر تعدي أحد ممتلكاته على النيل، نهيك عن حملة تمت بمباركة رئيس التحرير للزميلة "ولاء حسين" بكشف المستور عن تعديات الأباطرة من رجال السلطة والمال والنفوذ على نهر النيل، وبالتالي كان هناك وطيس معركة بين روزا ووزير الري حينئذ "محمود أبوزيد" ووقتئذ كشفنا الثقب الفاضح في تسريب أوراق امتحانات الثانوية العامة، حتى وصل بنا الحال إلى نشر خط سير الأسئلة، وظلت الحملة التي قادتها الزميلة "منيرفا سعد" حتى رفعت الحكومة يدها عن وزير التربية والتعليم وقتئذ باستبعاده –ضمن تغيير ضيق للغاية-.

 كان رئيس التحرير يكتب عن الأيدي الناعمة للحكومة، في وقت كان مجرد لمس هذه اليد بمثابة مشرط الرحيل من المنصب، ولا يتجاهل القوة الصلبة من النفوذ والسلطة والمال، ويركز على القوة الناعمة للفكر والمعرفة، فأفسح المجال لذلك بصفحات أسبوعية عن الأحزاب، وأخري عن العمال، وثالثة عن الأزهر ورابعة عن الكنيسة، وخامسة عن التعليم، وسادسة عن الشباب.

أحدثت روزا جريدة ومجلة ثورة صحفية –سواء اتفقنا أو اختللفنا- ففي الوقت الذي لا تقول فيه الصحافة الأخرى لك، إلى أين يسير القطار المصري سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا؟ وما هو شكل وموقع محطة الوصول؟ كانت روزا تحدد علي وجه الدقة، المسافة التي سيقطعها القطار حتى الوصول إلى محطة النزول، فكنا نعرف ما يدور في الكواليس، لدرجة معرفة ميعاد خروج كل مسؤول من بيته، وأين قضي عطلة الأسبوع؟ وما القرار الذي سيتخذه فور عودته؟ وما أجندة وجدول أعماله؟ ليس طوال اليوم لكن على مدار الأسبوع!

عبد الله كمال الذي نحتفل بعيد ميلاده هذه الأيام، والذي ودعنا قبل سابق إنذار في 13/6/2014، بقولك: " كل سنة وأنت طيب يا راجل يا طيب".

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز