عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
خطايا شيرين بنت عم (عبدو) الوهاب

خطايا شيرين بنت عم (عبدو) الوهاب

بقلم : طارق مرسي

تعرف «شيرين عبدالوهاب» معنى الكلمة وتتذوقها كما تجيد التعبير عنها بإحساس ساحر يصل لقلوب الآذان المحبة للغناء.. تختار موضوعات وقضايا جذابة تمس المشاعر الإنسانية..



هذه المعرفة وتلك الإجادة وهذه الاختيارات «فضائل ربانية».. ولكنها دأبت على نسف كل هذا وذلك بـ«رذائل دنيوية» عندما تترك نفسها وتتحدث للجمهور فتقع فى الخطأ وسوء الفهم وتفتح أبواب المزايدة والتكسير.

شيرين صاحبة الإحساس الخاص فى الغناء استهلت أول نسمات 2019 بفواصل كلامية ساذجة تستكمل فيها  كتالوج الخروج عن النص الذى أصبح مصاحبا لمشوارها الغنائى ووصل قمته العام الماضى فى موقعة غير متكافئة مع عمرو دياب، سبقتها معركة شاذة مع الموسيقار عمرو مصطفى تبادلا فيها ما لذ وطاب من الردح العلنى.

فى حفل رأس السنة الفخم الذى أقيم فى أحد فنادق 5 نجوم وحضره أكثر من 1200 مستمع ومشاهد وبتنظيم وحضور خليجى ملفت، واصلت «شيرين» العزف المنفرد فى إطلاق الكلام غير المسئول وقالت: «والله أنا خسارة فى البلد دى»، وبصرف النظر عن سياق الكلام وإنها لا تقصد الإساءة لمصر- على طريقة ماشربتش من نيلها والبلهارسيا فى حفل سابق وأثارت وقتها جدلا واسعا ثم قامت بالاعتذار- فإن شيرين لا تتعلم من الأخطاء وتترك نفسها دائما فى مصيدة الانفلات اللفظىوالنوايا الملتبسة.

فحسب المعلومات التى وردتنا من شهود عيان فى الحفل، فإن شيرين لمحت بوجود خلل فى الصوت خارج عن إرادتها يعود لطبيعة الديكور، واستعانت فى اعتذارها أمام الجمهور بالموسيقار الكبير حلمى بكر الذى كان يجلس فى الصفوف الأولى، وأكد بإشارة بصحة كلامها بأنه بسبب الديكور والحواجز الزجاجية المحيطة بالمسرح، ثم قالت: والله أنا خسارة فى البلد دى، فى إشارة إلى أنها «بتاعة كله» وتفهم سبب خلل وتردى الصوت وعلى سبيل الإفيه أطلقت هذه الكلمات غير المسئولة.

ولم تكتف شيرين بأنها خسارة فى مصر بل تحدثت عن تسريحة شعرها واللوك الجديد «الكاريه» وبأن الكوافير طلب 3 آلاف دولار مما جعلها تذهب لحلاق زوجها حسام حبيب لتوفير النفقات لعمل تسريحتها الجديدة، وكأنها تستهين بالجمهور بالهزار غير المقبول..لكن ما ذنب الجمهور الذى ذهب ليسمعها بمعرفة كواليس تسريحتها وما كل هذه الوصلة التى تسيء لصورتها كمطربة تتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة.

شيرين التى قدمت وصلة غنائية شملت أشهر أغنياتها بجانب رائعة الراحلة العملاقة شادية (إن راح منك يا عين) وقالت حسب نفس الشهود إنها تقدمها للفنانة إلهام شاهين التى حضرت الحفل، بالإضافة إلى أغنية «أما براوة» للفنانة الكبيرة نجاة.. وبالرغم من تألقها فى الحفل وبراعتها فى تقديم وصلة غنائية دسمة فإنها وضعت نفسها أمام لوحات التنشين وسمحت للمزايدين. ونشطاء السوشيال ميديا للسخرية منها. بل واتهامها بالإساءة لمصر رغم أنها لا تقصد هذا تحديدا.

حب شيرين لمصر وارتباطها بتراب هذا الوطن لا يقبل المزايدة، ليس لأنها فقط قدمت أروع الأغنيات الوطنية بين أبناء هذا الجيل لمصر (ماشربتش من نيلها)و(بلادى بلادى يا أرض النعم)، بل لأنها تمثل نموذج البنت المصرية التى نشأت فى بيئة بسيطة وفرضت نفسها بإحساسها الصادق وشخصيتها المتفردة مما جعلها تحتل المركز الأول ليس فى مصر بل فى الوطن العربى.

على شيرين، بدلا من الوقوع فى فخ الأخطاء، أن تتعلم من الدروس وألا تكرر السقطات التى تشوه صورتها وأن تركز فى مشروعها الغنائى بعد أن وصلت لمرحلة النضج الفنى، هذا النضج يفرض عليها أن تكون مسئولة عن انتقاء ألفاظها وأن تتجنب الوقوع فى الخطأ، وما أكثر الأخطاء التى وقعت فيها بحسن نية أحيانا، فالفضيلة علم يجب أن تتسلح به والرذيلة جهل.

وكما تتطلع شيرين إلى الحفاظ على قمتها والاستعانة بعمالقة الغناء لتعيد أمجادهم أن تتمسك بمسيرتهم الخالية من الأخطاء الساذجة ولتقل خيرا أو لتصمت، ولا يتمنى أحد أن تصمت عن الغناء.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز