عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أين نحن من هؤلاء

أين نحن من هؤلاء

بقلم : جميل كراس

مشكلة أزلية ومستعصية مازلنا نبحث لها عن حل نهائى، فالنظافة هى عنوان الدول والشعوب وداخل أى بلد أو مجتمع هى الصورة، لكونها تعكس سلوكه وحضارة هذه الدول لتعبر عن رقيها وتقدمها فى شتى المجالات وليست النظافة وحدها ولأنه دائما نردد بأن «الجواب يبان من عنوانه» وبناء على ذلك أحلم باليوم  الذى أرى فيه وطنى مصر صاحب حضارة السنين والتاريخ البشرى يضرب لنا أروع الأمثلة فى كل مناحى الحياة..  فالنظام أى «السيستم» يجب احترامه والالتزام به أو عدم تجاوزه لكونه  إحدى دعائم القوة والرقى والتقدم والوجه الحضارى وبما أنه أى «النظام» جزء مهم من الحياة فالنظافة كذلك هى من الإيمان.. ونحن لسنا أقل من الدول الأخرى التى سبقتنا فى هذا المنوال ورغم ذلك ينقصنا الكثير لنحققه ونغير من السلوكيات السلبية، والخاطئة فالذى نتجاوزه هى صور مرفوضة  لأنها تؤثر على سمعتنا أمام الآخرين، فمصر الغالية بأيدينا نبنيها ونحافظ عليها..   وموضوع حيوى مثل القمامة والنظافة يجب  أن يحظى بالأهمية من الجميع وليس الدولة بمفردها، ولن يتحقق الهدف   إلا من  خلال تكاتف الكل بمزيد من الجهد والعمل والإخلاص فى تحقيق الغرض والحرص على الحفاظ على مقدرات الوطن قبل أى شيء حتى لو كان ذلك من خلال المشهد الحضارى أو الصورة الجميلة..  هنا أعود بذاكرتى عام 1993 ومنذ 26 عاما تحديدا عندما كنت فى زيارة عمل رسمية مكلف بها بفرنسا بمنطقة الجنوب الفرنسى «مدينة مونبيلييه» التى شهدت أياماً رائعة لتوهج ونبوغ عميد الأدب الراحل «طه حسين».. وبعد أن وقعت فى حبها لأول وهلة نظرا لرونقها الجميل وسلامة ونظافة شوارعها، وكذلك الميادين والجبال الرائعة التى يكسوها اللون الأخضر وكان أيضا أهم ما لفت نظرى أن كل شيء جميل ومنظم وكل مواطن يعرف دوره نحو بلده ولا مجال هناك لأى ما يلوث بصرك أو حتى ذهنك لدرجة أننى تمنيت أن أبقى فى هذا البلد لأطول مدة وفى ذات الوقت من داخلى تمنيت أيضا أن تكون مصر بهذه الصورة الحضارية الراقية..  فلا توجد مجرد ورقة أو شيء يلوث عينيك وأنت تسير فى الشوارع أو الميادين فكل شيء بحساب وحتى لا مؤاخذة فضلات الحيوانات الأليفة كالقطط أو الكلاب كان يتم جمعها والتخلص منها أولاً بأول دون ترك أى أثر بذلك..  ولدرجة أننى اندمجت داخل هذا البلد فى الوقت الذى كنت فيه حريصا على الالتزام بنظافته مثل أصحابه تمامًا  حتى أننى وجدت نفسى أخشى أن ألقى ولو بورقة صغيرة إلا داخل إطارها الصحيح أو المكان المخصص لها.. مما جعلنى أسال نفسى وأين نحن من هؤلاء وكيف  نرتقى بأحوالنا ونحرص على أن تكون مصر نظيفة فى كل شيء ومن ضمنها التخلص من القمامة وأن نعيد للميادين والشوارع هيبتها بالنظافة واللون الأخضر الجميل.. لكن بكل أسف الواقع يبرهن بغير ذلك فالكثير من أحوالنا «لا تسر عدو أو حبيب» ونحن فى حاجة ماسة لوقفة مع النفس فمشكلة القمامة  والتخلص منها والحرص على النظافة داخل مجتمعنا لا يقل أهمية عن أى شيء آخر..  والمشكلة أيضا مترامية  الأطراف أو بعيدة المدى ومازالت مستعصية علينا وتخرج لنا لسانها بعد أن فشلنا فى التعامل معها من قبل، ولدرجة أننا قمنا بالاستعانة بعدد من شركات النظافة المتخصصة والنتيجة لا شيء يذكر..  هنا أيضا أسأل أين دور المحليات من تلك الأزمة أو ذلك الوضع المزرى حيث يدعونا ذلك إلى وضع حلول جذرية للتعامل معها بدلا من الأخذ بنظام المسكنات الوقتية التى سرعان ما  تزول أو تتلاشي.. لذا عندى أمل وحلم أكبر بشوارع وميادين فى غاية النظافة والرقى فى كل ربوع مصر ومحافظاتها، فعنوان أى بلد هى نظافته فما بالك بمصر أم  الدنيا..   ويبقى السؤال هل نلتزم ونغير ما فى داخلنا من رواسب سيئة وسلوكيات غير حضارية ونحرص جميعا على سلامة ونظافة بلدنا بل نعمل بتلك الآية من القرآن الكريم «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»..  وبناء على ذلك حتما ولابد أن نتغير ونتحول إلى ماهو أحسن للوطن ونكون على أهبة الاستعداد لنتسابق أو نتساوى مع مصاف الدول المتحضرة حتى لو كان ذلك من خلال النظافة والتخلص من أطنان القمامة فى كل مكان بالطرق الحديثة دون ترقب أو انتظار وحتى لا نندم كثيرا



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز