عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
إفريقيا.. رايح جاي!
بقلم
محمد نجم

إفريقيا.. رايح جاي!

بقلم : محمد نجم

على طريقة معلقي المباريات الرياضية؛ إيه الحلاوة دي؟ وإيه الجمال ده؟ عندما يصفون لعبة حلوة أو هدفًا ملعوبًا!



فقد كتبت منذ شهرين فقط «لماذا لا نتجه جنوبا؟» ومن بعدها وأنا أتابع الأخبار السعيدة التي تسقط في حجري كما تسقط الثمار الناضجة على الأرض.

آخرها بالطبع.. فوز مصر بتنظيم «نهائيات بطولة الأمم الإفريقية» في يونيو المقبل، وأيضا فوز اللاعب المصري الموهوب والخلوق (صلاح) كأحسن لاعب في إفريقيا في عام 2018، وذلك للمرة الثانية على التوالي.

وقد سبق ذلك إعلان «مصر رئيسا للاتحاد الإفريقي»، وإعلان الرئيس السيسي في مؤتمر الشباب العالمي الأخير اختيار «أسوان» عاصمة للثقافة الإفريقية، وانعقاد المؤتمر القادم للشباب على أرضها، وقد علمت أن وزارة الثقافة تستعد حاليًا لإقامة العديد من الاحتفالات الثقافية والفنية المواكبة لانعقاد الاتحاد والمؤتمر، ومنها تنظيم معرض ضخم للكتاب يتضمن الكتب كافة التي أصدرتها دور النشر المصرية حول أفريقيا وتحررها من الاستعمار، وكذلك الكتب التي تتناول إفريقيا جغرافيًا وتاريخيًا.. وآفاق المستقبل السياسي والاقتصادي.

ليس ذلك فقط.. بل هناك وفد أعمال مصري يستعد لزيارة دولة موريشيوس لتنفيذ مشروعات بنية تحتية وأنفاق وإسكان اجتماعي، وتوفير صناعة مواد بناء بقيمة تصل إلى 36 مليار جنيه مصري، وهناك وفد آخر من شركات المقاولات المصرية يستعد أيضا للسفر إلى دولة تنزانيا للاتفاق على العديد من المشروعات التي دعت الحكومة التنزانية قطاع الأعمال المصري لإقامتها.

مرة أخرى.. ليس ذلك فقط، فقد تم الاتفاق على أن تتولى الشركات المصرية وعلى رأسها المقاولون العرب إقامة السد التنزاني الجديد لأغراض استخراج الكهرباء وتنظيم عمليات الري هناك.

وتجدر الإشارة أيضا إلى أن مصر لديها 8 مزارع نموذجية إرشادية في بعض الدول الإفريقية، وأن هذا العدد سوف يرتفع إلى 22 مزرعة بحلول عام 2022.

والمعنى من كل ما تقدم أن «احنا رايحين لإفريقيا.. وإفريقيا جاية لنا»، يعني.. طرق الربط بيننا وبين إفريقيا برية أو بحرية أو جوية.. أصبحت رايح جاي!

ولست أعلم.. هل ستكون البداية على قدوم إفريقيا إلى مصر مع مؤتمر الشباب القادم في أسوان، أم مع اجتماعات اتحاد الإفريقي على الأراضي المصرية؟

لكن المؤكد أن نهائيات البطولة الإفريقية ستكون في مصر في يونيو المقبل ولمدة لا تقل عن شهر تقريبا، وما يعنيه ذلك من طواقم مختلفة من لاعبين ومدربين ومشجعين ووسائل إعلام مختلفة إفريقية وعالمية.

وبمعنى آخر.. فمصر سوف تكون «على الهواء مباشرة» إفريقيا ولمدة شهر كامل.. بخلاف المتابعات الإقليمية والعالمية، أما الأيقونة المصرية «مو صلاح» فتلك حكاية أخرى يجب التوقف عندها قليلا، ففي رأيي أن اللاعب المصري الموهوب والخلوق محمد صلاح يقوم بما يمكن أن تقوم به مؤسسات كبرى للدعاية والإعلان وبميزانيات تصل إلى ملايين الدولارات.

فهو خير مثال على أخلاق وسماحة المجتمع المصري، كما أنه «دعاية» إيجابية للسياحة المصرية، فضلا على تعبيره العملي عن سماحة الإسلام وأخلاق المسلمين وكيفية تعاملهم مع الآخر، خاصة الأوروبيين والأمريكان وأبناء الدول المتقدمة، الذين اعتقدوا- خطأ- أن هؤلاء الإرهابيين الفجرة الذين اكتوت مجتمعاتهم بنارهم هم ممثلو الإسلام والمعبرون عنه!

وإذا عدنا إلى إفريقيا.. فإنني أذكر القراء بما كتبته من قبل.. بأن إفريقيا هي المستقبل.. فهي قارة فتية اقتصاديا وهي تجمع سياسي ضخم أصبح صاحب قرار مستقل، ومن ثم فهي قوى تصويتية ضخمة في المنظمات والمؤسسات الدولية ودائمًا ما كانت تقف مع الحقوق العربية قبل التراجع العربي!

ولمن لا يعلم.. فقارة أفريقيا هي ثاني قارات العالم بعد آسيا من حيث المساحة، وهي تضم على أرضها 54 دولة يعيش فيها أكثر من 1.5 مليار مواطن يمثلون أكثر من 16% من سكان العالم.

وأكرر مرة أخرى أنها القارة القادمة اقتصاديا، وقد ضربت مثلا من قبل بدولة تنزانيا الذي ينمو الناتج المحلى الإجمالي فيها بواقع 7% سنويا، وكانت تعد من قبل من أفقر دول العالم.

والآن أزيدك من الشعر بيت.. فمثلا رواندا والتي كانت تعاني من حرب أهلية ذهب ضحيتها حوالي مليون مواطن بسبب النزاع القديم بين عنصريها من الهوتو والتوتسي، وأيضا بسبب خلافاتها المتكررة مع جارتها بوروندي.

ورواندا التي تعرف ببلد الألف تل، هي بلد غير ساحلي مع أنها تقع في منطقة البحيرات الكبرى، وتعاني من الكثافة السكانية، وكان يعمل 90% من سكانها في الزراعة، والآن يعد الاقتصاد الرواندي الأكثر والأسرع نموًا في دول القارة، ويكفي الإشارة هنا إلى أن المواد الخام التي كانت تنتجها وعلى رأسها البن والشاي لم يكن تزيد على 900 مليون دولار في العام، والآن يصل إلى حوالي 10 مليارات دولار.

وتصنف رواندا أيضا بأنها الأكثر جذبا للاستثمارات الخارجية حيث تنشأ فيها أكثر من 10 آلاف شركة سنويا، وذلك بسبب تبسيط إجراءات تسجيل الشركات والتي لا تزيد على خمس ساعات فقط! ومن خلال ملء استمارة على موقع إلكتروني، هذا إلى جانب أنها الدولة الأقل فسادًا في إفريقيا حاليا.

هذا مثال لما أصبحت عليه بعض الدول الإفريقية، والتي تحولت من «المجاعة» بسبب الحرب الأهلية، إلى «الكفاية» وغزو الأسواق الخارجية بالصادرات الرواندية.

ناهيك عن دول مثل جنوب إفريقيا أو نيجيريا أو حتى إثيوبيا ونحن ولله الحمد تربطنا بأفريقيا علاقات طويلة من التاريخ والجغرافيا، وأغلب قادتها من خريجي أزهرنا الشريف، وساعدنا أغلبها في فترة التحرر من الاستعمار الأجنبي.

وآن لنا أن نحصد ما زرعناه من قبل بعد فترة طويلة من الغياب والحمد لله.. فقد بدأت «تندع»!

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز