عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
حياة كريمة

حياة كريمة

بقلم : محسن عبدالستار

لا يخفى على أحد ما تقوم به الدولة، من دور بارز، لإعادة مصر إلى دورها الريادي الذي تلعبه طيلة السنوات الماضية، في محيطها العربي والعالمي، إلى جانب الإصلاحات الداخلية لما لها من أثر في خلق مجتمع متماسك، وظهر ذلك جليًا في الكثير من المبادرات التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومنها "حياة كريمة"، التي تولي فقراء مصر، ومن يحتاجون لرعاية الدولة اهتمامًا خاصًا.



إن التكافل الاجتماعي، غاية أساسية تتسع دائرته، حتى تشمل جميع الناس، فقد قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ".

ومن أهم آثار التكافل بين البشر، أنها تصون نفس الإنسان، وتجعله يشعر بالراحة والطمأنينة لتسود المحبة، وبالتالي تزداد الثقة بالنفس، لشعور المحتاجين بالتقدير والدعم اللازمين من المجتمع، مما يدفعهم للإقبال على الحياة، والعمل على تحسين مستواهم بالجد والعمل لرفعة الوطن، وبالتالي ينعكس ذلك على أفراد المجتمع كله، فيصبح أكثر تماسكًا واستقرارًا، ويكون ذا قدرة على مواجهة كل ما يعترض طريقه من صعاب وأضرار، ويسهم في زوالها، وسد حاجات الناس، وزيادة أواصر الألفة والوفاق بين أفراد المجتمع، مما يزيدهم تميزًا وعطاء.

"الحاجة صفية"، عجوز لا مأوى لها إلا الشارع، تعيش بجوار إحدى محطات مترو الأنفاق، قامت إحدى الفتيات بتصويرها ونشر صورها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، لعلها تجد من يحنو عليها ويطلب رعايتها، من تقلبات المناخ، والبرد القارس، وسرعان ما وصل الأمر إلى الرئيس السيسي، الذي وجه بالتعامل مع حالتها.. وتم عمل كل الإجراءات والفحوصات الطبية اللازمة لها.

لقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: " مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى".

فالتكافل يكون بين أفراد المجتمع للحفاظ على المصالح العامة والخاصة فيما بينهم، ودفع المفاسد والأضرار المادية والمعنوية، بحيث يشعر كل فرد في المجتمع، بالحقوق التي له، ويعلم ما عليه من واجبات للآخرين، خاصة الذين ليس باستطاعتهم أن يحققوا حاجاتهم الخاصة، نظرًا لضيق ذات اليد، وذلك بإيصال المنافع والخير إليهم، ودفع الأضرار عنهـم.

إن التكافل بين أفراد الأسرة الواحدة، رباط محكم يحفظ الأسرة من التفكك والانهيار، ويبدأ التكافل في محيط الأسرة من الزوجين بتحمل المسؤولية المشتركة في القيام بواجبات الأسرة ومتطلباتها، كل بحسب وظيفته الفطرية التي فطره الله عليها، امتثالًا لقول رسولنا الكريم، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَلا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ".

وهنا تظهر جهود الدولة الحثيثة، لإحراز المزيد من الخطوات الملموسة على صعيد تحقيق العدالة الاجتماعية، عن طريق تنفيذ مبادرة "حياة كريمة"، التي تستهدف الارتقاء بالمستوى الاقتصادي والاجتماعي والبيئي للأسر في القرى الفقيرة، من خلال تضافر جهود الدولة، بالمشاركة مع المجتمع المدني والقطاع الخاص، لكفالة الفقراء والمساكين ومشاركتهم آلامهم وتنفيس الكرب عنهم وبذل العون لهم ماديًا ومعنويًا.

لقد دعا الرئيس جميع مؤسسات وأجهزة الدولة، بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني، إلى توحيد الجهود بينهم لاستنهاض عزيمة المصريين لإنجاح تلك المبادرة الوطنية.

وهذه المبادرة بها شق للرعاية الصحية، يشمل تقديم خدمات طبية وعمليات جراحية.. وتتضمن تنمية القرى الأكثر احتياجًا، وصرف أجهزة تعويضية، بالإضافة إلى توفير فرص عمل بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة في هذه القرى والمناطق، كما ستسهم في زواج اليتيمات استعدادًا للزواج.. بما يشمل ذلك من تجهيز منازل الزوجية، وعقد أفراح جماعية.

وتتضمن المبادرة أيضا إقامة مشروعات متناهية الصغر، وتفعيل دور التعاونيات الإنتاجية في القرى، وإنشاء حضانات منزلية، لترشيد وقت الأمهات ومساعدتهن في الدور الإنتاجي اللائي يقمن به.

وعن طريق هذه المبادرة، تم اختيار أفقر 277 قرية في مصر، طبقًا لخرائط الفقر، الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وهذه القرى المستهدفة تقع في 15 محافظة، معظمها في الوجه القبلي، لتحظى برعاية الدولة والقطاع الخاص كي يعيش أهلها "حياة كريمة".

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز