عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أين الظواهرى.. أين القاعدة؟

أين الظواهرى.. أين القاعدة؟

بقلم : د. فاطمة سيد أحمد

غابت أخبار (أيمن الظواهرى)خليفة (أسامة بن لادن) فى قيادة التنظيم الإرهابى العالمى (القاعدة الجهادية)، ومع إيماننا الكامل بأن كل الدواعش والتنظيمات الأخرى من أنصار بيت المقدس وجبهة النصرة وغيرهم تدربوا واستقوا الفكر الإرهابى من هذه القاعدة التى تعتبر الظهير العسكرى العالمى للتنظيم الإخوانى الإرهابى، وتلك القاعدة أعدت تماما بواسطة مخابرات أمريكية وغربية، إلا أن وجود كيانات منبثقة عنها بمسميات أخرى يرجع لفكر المعدين لتلك القاعدة عندما اكتشفوا أنه قبل الربيع العربى 2011 وبعد قيام قاعدتهم تلك بعمليات إرهابية فى كل الدول العربية والإسلامية تقريبا وكان لنا نصيب منها زاخر فى سيناء مابين 2004 و 2006، ولكن لا مصر ولا كثير من الدول كان يريد الإعلان بأن القائم بها هى القاعدة لأن هذا معناه أن يأتى جنود أمريكيون وأوروبيون ويعسكرون داخل البلاد، وهو ما لم تكن تسمح به مصر على وجه الخصوص، ولذلك تم إخفاء تواجد عناصر من القاعدة فى سيناء، لكن الأهم أن (أيمن الظواهرى) فى عام 2010 كتبت عنه إعلانه (وظائف خالية) فى التنظيم تعتنق فكره فيما أطلق عليه (تثوير المدن) كان يريد الظواهرى مخزونًا بشريًا يدين له بالولاء ويثبته ويدعمه فى قيادة القاعدة بعد بن لادن وألا يظهر منافس له لديه أتباع أكثر، وعلى الرغم من أن للظواهرى عداءً مع جماعة الإخوان قديمًا إلا أنه فى عام 2010 تغاضى عنه لجذب عدد كبير من شبابهم كجهاديين جدد يريد بواسطتهم تكوين خلايا عنقودية جديدة على أرض مصر لتصير وقودا للخزان البشرى الذى يدين له بالولاء داخل التنظيم والذى كاد أن ينضب، وهذا مرجعه تغير الوضع إلى حد كبير فى سنوات ما قبل 2011 بالنسبة للتنظيم، حيث تقلص فيه عدد الجهاديين المصريين بسبب التضييق الأمنى وقتذاك والذى عرف بـ(عنق الزجاجة) والبعض أرجعه إلى أنه بسبب الأفكار التقليدية وغير المستحدثة لتفريخ جهاديين جدد يميلون إلى (الجهاد الأكبر) وعليه تم استقطاب الأغلبية من هؤلاء الجهاديين الإرهابيين الجدد من شباب تنظيم الإخوان الذين يريدون الدولة الدينية والسلطة ومنها ينطلقون، وقد قامت القيادات الإخوانية بدفع شبابها صوب الظواهرى والقاعدة بإيعاز أمريكى ووعدهم بالحكم والسلطة لتحقيق ما يريدون، وكلنا نعلم المؤامرة (الأوباموية) للرئيس الأمريكى الذى جاء متشدقًا فى عملية تمهيدية انطلقت من كلمته بجامعة القاهرة.



ولنكن صرحاء ونقول إن الإرهاب لن ينتهى، ولكنه سوف يكمن أو يخمد لفترات نتيجة دحره من آن لآخر، ولكن سوف يعاد تفريخه وبمسميات جديدة وتبقى (القاعدة) هى المدرسة العسكرية الأم للتدريب والتفريخ لأنه لوكان المجتمع العالمى صريحًا فيما يطلقه عن حرب الإرهاب الذى يذوقه من وقت لآخر فيما يعرف بلعبة (الرست) بينه ومن أعدهم وأطلقهم فى استراتيجية تبادلية لكل منهم فى تحقيق مكاسب له على الأرض، ولذا نجد أن الرئيس الأمريكى الحالى (دونالد ترامب) يتحدث عن اتفاقيات ومصالحات مع جماعة (طالبان المتطرفة) فى أفغانستان والتى تعتبر حاضنة وحامية للتنظيم الإرهابى (القاعدة)، ولكنه لم يقل لنا ماهو مصير القاعدة بعد تلك الاتفاقيات ولا أين ستكون أراضيه القادمة؟ ولَم يقل أيضا ماهو مصير (الظواهرى) هل سيكون مثل مصير (بن لادن) أم أنه مازال هناك احتياج له؟

والحقيقة أن (الجهاد المتأسلم) لن يتوقف طالما لم تنتف صفة الإرهاب الدينى بكل صوره بشكل عام، فالصهيونية العالمية تجاهد بأرض الميعاد وأمريكا وأوروبا ظلوا يجاهدون بالصليب سرًا حتى أعلنه (بوش الابن) مستغلاً أحداث 11 سبتمبر 2001، ولَم يقدر أوباما أن يخفى هذه الصفة الصليبية بعد اعتلائه الإدارة الأمريكية وتحالفه مع الإخوان الإرهابية كمخرج لحروب دينية عالمية لا محالة، فالجهاد باسم الصليب لم يهدأ أبدًا طوال الحقب الزمنية المتعاقبة فقط لديه بدائل، مرة استعمارى، وأخرى تدخل فى شئون البلاد باسم التنمية وقيامه فى الوقت نفسه بدعم جذور التطرّف لتصير سيفًا مسلطًا فى وجه أوطانها، وآخر شىء التدخل لمحاربة الإرهاب ومراعاة حقوق الإنسان مع أنهم يضجون بالعنصرية وفرض الثقافة الغربية كأسلوب أمثل غير آبهين بالثقافات الأخرى، وإذا كانوا جادين فى محاربة الإرهاب لفعلوا وقضوا على القاعدة وسلموا عناصرها لدولهم لمحاكمتهم ولا يخبئونهم فى جنبات مخابراتهم، لماذا لم يصفّ الظواهرى حتى الآن أو يسلم لمصر، وإلا سوف يعلن تنظيم القاعدة دوما على أن لديه وظائف شاغرة فليتقدم الراغبون المتعطشون لدماء ذويهم وأبناء بلادهم.. ومن هنا نكرر السؤال أين تكمن القاعدة.. أين يختبئ الظواهرى؟

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز