عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أبناء زايد وأبناء حمد

أبناء زايد وأبناء حمد

بقلم : أيمن عبد المجيد

في عام 2013، شرفت بدعوة كريمة من إدارة منتدى الإعلام العربي، للمشاركة في فعاليات دورته الثانية عشرة، بدولة الإمارات الشقيقة، تحديدًا في "دبي".



وفي سهرة دٌعي لها، نخبة من الإعلاميين العرب، جلس أربعة على كل مائدة، وخامسهم شخصية إماراتية شابة، بينما بدأت النابغة منى المري، رئيس مكتب حاكم دبي، تعرض مشروع "فكر دبي"، وهو المشروع الذي يستهدف توليد أفكار بناءة، إذا ما طبقتها دولة الإمارات يكون لها الريادة، مشيرة إلى أن دبي تستهدف جذب مليون و300 ألف سائح صيني، مع حلول 2015، حيث يتوقع وفق الدراسات أن يصل عدد سياح الصين 130 مليونًا، في وقت مقارب.

واستعدادًا، لذلك الهدف، شرعت الإمارات في تدريس اللغة الصينية للنشء الإماراتي في المدارس، وتم عرض فيلم تسجيلي يرصد ذلك، داخل فصول الدراسة، حتى يستطيع الشاب الإماراتي في المستقبل، استقبال ضيوف بلده.

في تلك الفعالية، التي استضافتها إحدى قاعات برج خليفة، الأعلى ارتفاعًا في العالم، جلست كل منضدة بمن عليها من قامات فكرية، كنت أصغرهم سنًا في ذلك اليوم، تجرى عملية عصف فكري، ونقاش، وبلورة للأفكار، قبل أن يقوم أحد أفراد كل فريق بعرض الفكرة.

يومها حازت فكرتنا على الموافقة، إلى جوار فكرتين أخريين، وبعد قرابة ساعة فقط، انتهت الفعالية، لتعلن المري، أن هناك مفاجأة للضيوف عند مغادرتهم القاعة.

كانت المفاجأة، شاشات عرض عملاقة على جدار الممر المؤدي إلى المصاعد، تعرض رسومات وتصورًا مبدئيًا، لما استقرت عليه لجنة الحكم من أفكار مشروعات بناءة.

وبعد عودتي بشهر، وصلني كما وصل غيري من المشاركين طرد، يحوي كتابًا توثيقيًا للفعالية بالصور، والأفكار الخاصة بكل مجموعة، وأسطوانة مدمجة بها وثائقي للجلسات والنقاشات، والأفكار الخاصة بكل مجموعة، وما تم إنجازه خلال ذلك الشهر في تلك المشروعات.

عندها أيقنت، لماذا تقدمت الإمارات العربية؟ والإجابة، لأن قيادتها الحكيمة اختصرت الوقت بين التفكير والتنفيذ إلى نقطة الصفر.

بالأمس، كان أبناء الشيخ زايد، رحمه الله وطيب ثراه، يواصلون السير على دربه، في نشر التسامح، والتعمير والبناء، والتعايش بين البشر، استقبل قيادات الإمارات بأبوظبي، الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،  والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، أكبر قطبين دينيين في العالم، فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، في زيارتهما للإمارات العربية المتحدة، ومشاركتهما فى مؤتمر "الأخوة الإنسانية".

هناك تم إطلاق أهم وثيقة في تاريخ العلاقات بين الإسلام والمسيحية، وثيقة "الأخوة الإنسانية"، وقف القطبان الدينيان، يتحدثان عن أهمية التعايش والسلام، وقبول الحوار والاختلاف، بينما قال بن زايد: إن الزيارة التاريخية رسالة للعالم، بأن المنطقة العربية مهبط الديانات السماوية الثلاث، التي عاش أهلها باختلافاتهم قرونًا طويلة، هي ليست تلك الصورة المشوهة التي يصدرها المتطرفون والإرهابيون الآن.

قبلها بأيام كانت مصر تفتتح أكبر كنيسة في الشرق الأوسط، بالتزامن مع افتتاح مسجد الفتاح العليم، الرابع من حيث الحجم عربيًا، وإفريقيًا، في رسالة بليغة على التعايش والتسامح، ووحدة الشعب الذي يعبد آلهًا واحدًا، ومنذ ساعات أعلنت الإمارات وضع حجر الأساس لبناء كنيسة البابا فرانسيس، ومسجد الإمام الطيب.

بالأمس شرفت، بلقاء الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، خلال زيارته الأولى لنقابة الصحفيين المصريين، لافتتاح معهد التدريب والتكنولوجيا، الذي تم إنجازه، بتمويل كامل من سموه.

شخصية عظيمة، محب للعلم والفكر والثقافة، يعلم أن للكلمة وزنًا، عاشق لمصر وأهلها، انصب حديثه، على أمانة الكلمة وأهميتها، ودور الإعلام البناء، في ظل أمواج الفتن.

رجل يعلم أهمية بناء الإنسان وتطوير قدراته، في اجتماعه بنقيب الصحفيين ومجلس النقابة، قال: الأجهزة والآلات بلا جدوى في مخازنها، نفعها مرهون بدورها، في بناء الإنسان وتنمية قدراته، مشددًا على أن الكلمة الهادفة والنافعة هي من تعزز مصداقية الصحافة.

وقبل أن يغادر الضيف الكريم، تبنى تمويل بناء مستشفى للصحفيين، في مدينة السادس من أكتوبر، كانت وزارة الإسكان المصرية، خصصت أرضًا لنقابة الصحفيين لبنائه.

الشيخ القاسمي، المحب لمصر، له مبادرات بناءة هدية للشعب المصري، بينها تمويل تطوير معهد القلب القومي، بتكلفة 33 مليون درهم، ومبادرة دعم معهد الكبد بالمنصورة بخمسة ملايين جنيه، ومبادرة إنشاء دار الوثائق القومية المصرية، واتحاد الآثاريين العرب، وإنشاء اتحادات المجامع اللغوية، وغيرها من المبادرات البناءة.

أبناء الشيخ زايد، قادة الإمارات العربية المتحدة، يعشقون مصر، يعمرون بلادهم، وينشرون الخير في وطنهم العربي، يحفظون العهد، يدركون قيمة مصر وعطائها التاريخي، فقد عبّر الشيخ القاسمي بجامعة القاهرة عن اعتزازه بأن يكون أحد خريجي هذه الجامعة العريقة، مؤكدًا أنها أسهمت في تكوين أحد جوانب شخصيته، وقد نهل من معارف أساتذته فيها، ويُكن لهم كل التقدير والاحترام، مضيفًا: "إن جامعة القاهرة علمتني الزراعة ومصر علمتني الثقافة، وأن فضل مصر عليّ كبير، بل على العالم العربي بأكمله".

هم أبناء زايد العطاء والبناء، تاريخ من العلاقات الأخوية المصرية- الإماراتية المتواصل.

شتان بين أبناء زايد التعمير والبناء والتسامح والتعايش، وبين أبناء حمد، قيادات دولة قطر، الذين يستخدمون أموالهم في الدمار والتخريب وهدم الدول ونشر الفوضى.

أشفق على شعب قطر الشقيق، مما ابتلاه الله بقادته، تميم ومن قبله والده حمد، لا أتصور ما يشعر به المواطن القطري الشقيق، وقادته يطلقون الفضائيات للتخريب، ويمولون الإرهاب للتدمير، يتقوقعون بالدولة، وبما تأتيه من شرور، وهم يرون قادة الإمارات المحبين للحياة، المنشغلين بتنمية أوطانهم والبناء مع أشقائهم،  يعمرون أينما وطأت أقدامهم.

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز