عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
حدث في الطائرة

حدث في الطائرة

بقلم : أيمن عبد المجيد

كانت الطائرة المصرية، تُحلق، على ارتفاع ١٠٦٦٦ مترًا، متجهة من القاهرة إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بسرعة ٧٥٥ كيلو مترًا في الساعة، بيمنا كنت أسبح بذاكرتي، في محيط ست سنوات مضت، متلاطم الأحداث.
كانت الأربع ساعات ونصف الساعة، التي  قَطعت فيها الطائرة، مسافة ١٩١٨ كيلو مترًا، هي الساعات الأولى من اليوم، الجمعة ٨ فبراير، عُدت إلى الجمعة ٥ يوليو ٢٠١٣، ذلك اليوم الذي أصدر فيه الاتحاد الإفريقي بيانًا بتجميد عضوية مصر.
اليوم قادمون، لتغطية فعالية تاريخية، اجتماعات القمة ٣٢ للمؤتمر العام، لرؤساء الدول والحكومات الأعضاء بالاتحاد الإفريقي، برئاسة مصر، ممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي.
ماذا حدث في تلك السنوات الست، دفعت دول القارة الإفريقية، ٥٤ دولة أعضاء الاتحاد، لتحويل موقفها من مجمدة لعضوية مصر، إلى انتخابها الرئيس السيسي رئيسًا للاتحاد الإفريقي ٢٠١٩؟
للإجابة عن هذا السؤال، دعونا نتجول في القانون التأسيسي للاتحاد، وهو القانون الصادر عن قمة لومي عاصمة توجو عام ٢٠٠٠.
القانون الذي يتألف من ٣٣ مادة، تنص المادة الثلاثون منه، الخاصة بتعليق المشاركة، على أنه "لا يسمح للحكومات التي تصل إلى السلطة بطرق غير دستورية، بالمشاركة في أنشطة الاتحاد".
وهي المادة التي بررت بها نوكوسا زانا زوما، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي حينها، قرار التجميد، تحت وطأة الدعاية الكاذبة للتنظيم الدولي للإخوان حينها أيضًا، التي سعت لتشويه حقيقة ثورة ٣٠ يونيو التي أطاحت بحكم التنظيم الإرهابي.. وهي المادة التي استعادت بها مصر مكانتها بعد أن أنقشع غبار الزيف وتجلت الحقيقة.
لم يمض أكثر من عام، حتى أرسل الاتحاد بعثاته، لمتابعة الانتخابات الرئاسية المصرية ٢٠١٤، التي فاز فيها الرئيس السيسي بولايته الأولى، ب٩٦.٩٪؜، ليعدل الاتحاد عن قراره في يونيو ٢٠١٤، لتعود مصر لمكانتها الإفريقية، كما ينبغي لها أن تكون.
الإصلاحات السياسية، والدستورية، النابعة من إرادة شعبية حقيقية، ترجمتها الدبلوماسية المصرية النشطة، ورصدتها لجان المتابعة للعالمية، لتتحول مصر في غضون ست سنوات من ثورة ٣٠ يونيو، لرئيس الاتحاد الإفريقي، الذي يجمع بين طياته دول القارة السمراء.
بالعودة للقانون المؤسس للاتحاد، تنص الفقرة الرابعة من المادة السادسة، على أن رئيس الاتحاد يتم انتخابه بعد مشاورات بين الدول الأعضاء، من خلال المؤتمر.
والمؤتمر هو السلطة العليا في الاتحاد، ويتشكل من رؤساء الدول والحكومات الأعضاء والمندوبين المعتمدين، وينعقد نصابه القانوني بحضور ممثلي كل الدول الأعضاء بالاتحاد، وقراراته بالإجماع، وإن تعذر، بثلثي الأعضاء.
التدقيق في آلية اختيار رئيس الاتحاد، يجعلك تُدرك حجم الإنجاز المتحقق، والتحول في النظرة للنظام المصري، منذ ٣٠ يونيو ٢٠١٣، وفبراير  ٢٠١٨ التي شهدت انتخاب رؤساء الدول والحكومات بقارة إفريقيا الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالإجماع رئيسًا للاتحاد الإفريقي دورة ٢٠١٩.
بعد غدٍ الأحد ١٠ فبراير ٢٠١٩، يوم تاريخي تتسلم فيه مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي، في سابقة هي الأولى منذ نشأ الاتحاد رسميًا ٢٠٠٢، ومن قبله كانت منظمة الوحدة الإفريقية التي أسست عام ١٩٦٣ بقرار من ٣٢ دولة إفريقية، حصلت على استقلالها في ذلك الوقت، ليتوالى انضمام مستقلين جدد، حتى تحولت لاتحاد يضم ٥٤ دولة إفريقية.
مصر العظيمة، التي استجابت مؤسساتها، لإرادة شعبها، وحققت الإنجازات التنموية، حصلت على تقدير قارتها، واليوم تتبوأ مكانتها، لتقدم الخير لأمتها بما تحمله من برنامج طموح للقارة العذراء، التي لم تفض بكارة كنوزها وخيراتها بعد.
مصر التي احتضنت اللاجئين والنازحين، وحمتهم من مخاطر الموت في أعماق البحار والمحيطات، تحتضن اليوم إفريقيا، وتطرح رؤية للحلول الدائمة للنزوح القسري في إفريقيا. 
تلك الرؤية نابعة من إدراك كامل للتحديات والإمكانيات، والمنطلقات التي تبدأ من الحفاظ على قوة الدولة الوطنية، وتنتهي بالتنمية الشاملة الثقافية والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية.
مصر القوية، تحمل الخير لعروبتها وقارتها  الإفريقية.. منحها الأفارقة حقها وستمنحهم خيرها في عام قيادة يحمل من النجاحات الكثير بإذن الله.
من القمة التاريخية، للحديث إن شاء الله بقية.

 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز