عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الروح المرحة في لقاء الرئيس بحكومة القارة

الروح المرحة في لقاء الرئيس بحكومة القارة

بقلم : أيمن عبد المجيد

عندما تحضر الدعابة، وتسود أجواء المرح في اجتماعات رسمية، موصومة دائمًا بصرامة الكلمات، وحدة المباحثات، فإن لجو الود، والجد والتفاؤل، الكثير من الدلالات.



ليس من سمع كمن رأى رؤية العين، ودقق عن كثب، في تفاصيل المشهد.. من حُسن حظي أن شرفت بتغطية أنشطة تاريخية للرئيس عبد الفتاح السيسي، وشاهدت عن قرب تعاظم دور الدولة المصرية في الساحات الدولية، والقارية، ولمست دلائل القوة، وشعرت برائحة التأثير، اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ورئاسة الاتحاد الإفريقي نموذجًا.

في جلسة حضرتها وبعض من الزملاء أعضاء الوفد الإعلامي، اجتمع الرئيس برئيس وأعضاء مفوضية الاتحاد الإفريقي، وهي بمثابة الحكومة، كونها الجهاز التنفيذي، ولكل عضو بها له ملف معني به، أشبه بالحقيبة الوزارية، بيد أن الملف لا يخص دولة منفردة بل القارة الإفريقية.

في هذه الجلسة الباعثة على الفخر والتفاؤل، تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الاتحاد الإفريقي، عن عزم مصر تحقيق أكبر قدر من أهداف الاتحاد، وقرارات قمته، في ظل رئاستها للاتحاد، لتقديم نموذج يبني عليه من يتولى الرئاسة خلفًا لمصر.

وعدّد الرئيس مجالات الاهتمام، مؤكدًا أهمية التكامل الإفريقي، وأن يكون الهدف إسعاد شعوب إفريقيا عبر التنمية وتحقيق جودة حياة، وفرص عمل كريمة.

مشيرًا إلى أنه لا ينبغي أن يكون الهدف شغل مقعد رئاسة، أو عضوية مفوضية، لكن يجب أن يكون الهدف هو الإنجاز بتحقيق تنمية وتعمير، لإسعاد شعوبنا، وهو ما سعيت لتحقيقه فور تولي رئاستي لمصر، يقول الرئيس.

الرئيس فتح قلبه، وتحدث في العمق، راسمًا وواضعًا الهدف لحكومته التنفيذية، برئاسة موسى فقي، فهي المفوضية، أي المفوضة بالعمل على تنفيذ قرارات القمة، ومتابعة كل ملفات القارة.

تتكون مفوضية الاتحاد هذه، من رئيس وسبعة أعضاء، أربعة منهم سيدات، أي أغلبية نسائية، واللافت أنهن قياديات ماهرات، تدرك كفاءتهن فور حديثهن وإلمامهن بما هو موكل إليهن من مهام، في مقدمتهن الدكتورة أماني أبو زيد، مفوضة الاتحاد للطاقة والبنية التحتية.

الرئيس افتتح اللقاء بكلمته، تلاه موسى فقي، رئيس المفوضية، الذي شدد على التنسيق والعمل بجهد تام مع مصر لتحقيق مقررات القمة، برئاسة الرئيس السيسي، مؤكدًا أن مصر تملك تجربة ناجحة في التنمية وتطوير البنية التحتية، ويمكن أن تفيد بها إفريقيا.

الرئيس طلب منح الكلمة لمن يريد من أعضاء المفوضية إبداء رأي، فإذا بالجميع يطلب الكلمة تتابعيًا، لتغلب على كلماتهم جميعًا التفاؤل بالقيادة المصرية، وطلب التدخل من قبل رئيس الاتحاد الرئيس السيسي- لما له من مكانة- لدى دول أعضاء لتسهيل مهام المفوضين.

 

صورة تذكارية للرئيس مع قيادة وأعضاء مفوضية الاتحاد الإفريقي

 

سارة أيتنج مفوضة الاتحاد للعلوم والتكنولوجيا والموارد البشرية، قيادية إفريقية، خفيفة الظل، اختلطت كلمتها بين الجدية والدعابة، التي رسمت البسمة على وجوه الحاضرين، فقد شكرت الرئيس لاهتمامه بالشباب وتجربة مصر الرائدة، بتنظيم مؤتمر الشباب العالمي، خاصة أن دورته الأخيرة المنعقدة بشرم الشيخ، حملت عنوان إفريقيا ٢٠٦٣.

سارة قالت: شرفت بدعوتي للمؤتمر، غير أنني لم ألقِ كلمة، مواصلة: "علمت أن مؤتمرًا لشباب إفريقيا سينظم في أسوان، وأتمنى دعوتي للمشاركة، بلهجة دعابة، فابتسم الحضور.

عقب انتهاء الكلمات، قال الرئيس مبتسمًا: "الدعوة مفتوحة لكم جميعًا للمشاركة في منتدى أسوان مرحبًا بكم".

بينما أميرة الفاضل، مفوضة الشؤون الاجتماعية بالاتحاد الإفريقي، هنأت الرئيس السيسي برئاسة مصر للاتحاد، مؤكدة عزم المفوضية العمل بكل جهد لجعل هذه الدورة من عمر الاتحاد مميزة جدًا، ومحققة لأكبر قدر من الأهداف.

وسرعان ما خاطبت أميرة، زملاءها قائله بابتسامة وود: "هذه الدورة مختلفة بالنسبة لي، لما يربطني وجدانيًا بمصر الشقيقة، بينها وبين السودان أخوة"، موجهة الشكر للرئيس لاعتماد إنشاء مركز الدواء الإفريقي، ومركز مكافحة الأوبئة في إفريقيا، الذي تستضيف مصر مقر شمال القارة.

مختتمة كلمتها بعبارات الود لمصر، «مصر يا أم العجائب يا أم جمال يا أم ناصر».

بينما توالت الكلمات، التي يغلب عليها الود والثقة في مصر، فهذا يطلب من الرئيس دعمه في التواصل مع بعض البلدان، بما له من قدر دولي، وثانٍ يدعو لحث ما تبقى من دول لم توقع على اتفاقية التجارة الحرة القارية، واصفة ذلك بالإنجاز الذي سيتحقق في عهد رئاسة مصر للاتحاد، وثالث يشيد بتجربة مصر في إنهاء نزاعات بعدد من الدول الإفريقية، داعيًا لمواصلة الدور، لإحلال السلام بالقارة.

الرئيس أعرب عن سعادته بتلك الثقة، قائلًا: "هذه الثقة تحملنا عبء مضاعفة العمل، لتحقيق طموحات القارة، داعيًا لأن يبدأ كل منا دوره في تخصصه، واعدًا بأن تكون مصر صوتًا قويًا لإفريقيا، مذكرًا بأنه دائمًا ما يتحدث بصوت إفريقيا في الفعاليات الدولية، بصدق، داعيًا أوروبا لتحمل مسؤولياتها تجاه إفريقيا، من منطلقات المصالح المشتركة.

واختتم الرئيس: "معًا نستطيع".. شعار معبر مفاده، بالعمل الجماعي تتحقق الأهداف.

كانت اجتماعات ناجحة، غلب عليها الأمل والثقة، في القدرة المصرية، والتقدير للرئيس السيسي، لغة رسمية ممزوجة بالحب والأمل وحلاوة الروح، إنها مصر المكان والمكانة، عمق التاريخ وأصالة الحاضر.

مصر لسان صدق إفريقي مبين.

[email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز