عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الإرادة والوعي.. ٤٦ عامًا من الحرب والمقاومة «١-٣»

الإرادة والوعي.. ٤٦ عامًا من الحرب والمقاومة «١-٣»

بقلم : أيمن عبد المجيد

في مثل هذا اليوم، من ٤٦ عامًا، فجر المصريون أسطورة الصهيونية، فأحدث ذلك دويًا عالميًا، عبر المصريون دفاعات اليأس، محطمين قلاع خط بارليف الحصين، في ٦ ساعات، محققين معجزة عسكرية بكل المقاييس.



لم يكن تحصن الصهاينة، بخط بارليف، ونقاطه الحصينة، بقدر ما كان رهانهم على حصون اليأس والإحباط ، التي قصفتها مدفعية الحرب النفسية، محاولة تحطيم معنويات الجبهة الداخلية المصرية.

فمع كل قذيفة تطلق في الحرب النفسية، تصيب الصورة الذهنية للمصريين، عن جيشهم وقادتهم، وقدرة وطنهم، محدثة بها شروخًا، كانت جدران اليأس تعلو، فيأمن المحتلون بعد خوف.

حتى كانت المفاجأة، الدفاعات المصرية، سعت لترميم حصون الوعي، لترتفع قلاع الإرادة، لمستوى الأمل، ليتحقق الأمل بالعمل، لا الأماني وحدها.

العمل بدأ، بعمليات نوعية، ودفاعات جوية، أسقطت عشرات الطائرات الفانتوم، تدمير إيلات، وحرب الاستنزاف، لاستعادة الثقة بالنفس، حتى جاءت لحظة المعجزة الثانية ظهر السادس من أكتوبر ١٩٧٣، فاستيقظ العالم من غفوته على زئير أسود مصر، يستردون عرينهم.

واليوم، تواجه مصر الحرب النفسية ذاتها.. ذات القذائف المستهدفة، لقلاع الوعي وحصون الإرادة، الساعية لهدم ثقة الشعب في قيادته وجيشه. هي الحربُ لا كذب

 في ٦٧ أطلقوا النكات على جيش مصر، ساخرين، محملينه مسؤولية النكسة، كان الهدف تحطيم معنويات جنوده، حبسهم في سجن اليأس والاستسلام، قتل أي أمل لديهم في قدرتهم على استعادة الأرض المسلوبة.

 يحاصرون الجيش، اليوم، بدعايتهم السوداء، في مسعى لدفعه للتقوقع، والانسحاب من معركة التنمية، تحطيم أي أمل لديه في استعادة تقدمنا وحضارتنا المنكوبة.

الحرب مستمرة، بأسلحة حديثة، أكثر فتكًا، تستهدف الشعب كله لا جنوده فقط، فهم يعلمون أن الشعب هو البطل، وما الجيش والشرطة، والقيادة، إلا أجزاء من هذا الشعب، لا نجاح لها دون دعمه.

مثلكم أعاني، من ظروف صعبة، وفي عقلي الكثير من الأسئلة عن الماضي والحاضر، أبحث لها عن إجابات، فدعونا نعود إلى قيادتين، الأول: هو الرئيس الشهيد محمد أنور السادات، بطل معركة أكتوبر ١٩٧٣، لنطرح عليه أسئلتنا:

 

كيف استطعتم تحقيق معجزة أكتوبر ١٩٧٣؟

 السادات: «لقد كان كل شيء منوطًا بإرادة هذه الأمة، حجم هذه الإرادة وعمق هذه الإرادة، وما كنا نستطيع شيئًا، وما كان أحد ليستطيع شيئًا لو لم يكن هذا الشعب، ولو لم تكن هذه الأمة، لقد كان الليل طويلًا وثقيلًا، ولكن الأمة لم تفقد إيمانها أبدًا بطلوع الفجر».

 

هل بالإرادة والوعي فقط تحققت المعجزة.. أم هناك ما هو أهم؟

السادات: «لقد أعطى شعبنا جهدًا غير محدود، وقدم شعبنا تضحيات غير محددة، وأظهر شعبنا وعيًا غير محدود، وأهم من ذلك كله أهم من الجهد والتضحيات والوعي، فإن الشعب احتفظ بإيمان غير محدود، وكان ذلك هو الخط الفاصل بين النكسة والهزيمة».

 

الأمنيات أهداف.. والأهداف تتطلب إرادة لتحقيقها، والإرادة قد تتطلب تضحيات.. فهل هناك رابط بين مستوى الأمنيات والإرادة؟

الرئيس السادات: «عاهدت الله وعاهدتكم على ألا أدخر جهدًا، ولن أتردد دون تضحية مهما كلفني، في سبيل أن تصل الأمة إلى وضع تكون فيه قادرة على دفع إرادتها إلى مستوى أمانيها».

 

وضع تكون فيه قادرة على دفع إرادتها إلى مستوى أمنياتها.. لماذا؟

«ذلك أن اعتقادنا دائمًا كان، ولايزال، أن التمني بلا إرادة نوع من أحلام اليقظة، يرفض حبي وولائي لهذا الوطن أن نقع في سرابه أو في ضبابه».

بمناسبة السراب والضباب، شن العدو حربًا نفسية عنيفة، لإفقاد الشعب الثقة بقيادته، وتحطيم إرادته، كيف تعاملت معها، والمظاهرات كانت تخرج ضدك والنكات تتهمك بالتخاذل.. بينما كنت تعمل في صمت؟!

الإجابة في مقال الغد إن شاء الله

 


 

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز