عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

مصر تحصد ثمار قوتها الناعمة في تشاد

مصر تحصد ثمار قوتها الناعمة في تشاد
مصر تحصد ثمار قوتها الناعمة في تشاد

كتب - محمود الشناوى

أنا مصري ، واشجع الاهلي .. أنا اسكندراني ، واشجع الزمالك .. انا في تشاد وباقي عائلتي في مصر ، هذه العبارات تسمعها كثيرا في تشاد ، سواء في العاصمة انجمينا ، أو أي منطقة تذهب اليها في محافظات البلاد ال23 ، وفي دوائر" أحياء"  العاصمة  العشرة ومقرات الوزارات والهيئات تجد على راس المكان مسئولا درس في مصر وأقام فيها ويتحدث العربية بطلاقة ، في صورة تمثل أبهى عناصر القوة الناعمة التي لا يتوقف أثرها عند حدود الكلام والمجاملات والود ، بينما يتجاوز كل ذلك إلى خطوات حقيقية هدفها توسيع نطاقات التعاون ودعم القائم منها إلى أقصى درجة .



يقول رئيس رابطة خريجي مصر ميكائيل شبكه عثمان في تشاد ان عدد الخريجين اعضاء الرابطة يتجاوز آلاف الاشخاص ، من مختلف التخصصات والجامعات والمعاهد المصرية ، من بينهم من أكمل مراحل تعليمه في مصر بعد بدايتها في دولة اخرى ، حيث أن أغلب الدراسات الجامعية تأتي كمنح مجانية ، بينما تكون الدراسات العليا على نفقتهم الخاصة ، ويطمحون في زيادة عدد المنح في هذا الاطار .

ويقول عثمان وهو خريج تجارة عين شمس أن هناك العشرات من هؤلاء الخريجين يبوأون مناصب عليا في دولة تشاد منهم الدكتور أحمد جدة وهو نائب الامين العام لرئاسة الجمهورية ، والدكتور عبد الرحيم يونس الذي تبوأ عدة مناصب وزارية منها التربية والسياحة وحاليا الثروة الحيوانية ، وهو رئيس حزب الوسط احد الاحزاب المتحالفة مع الحركة الوطنية للانقاذ بقيادة الرئيس ادريس ديبي ، وعبد القادر التيجاني وهو امين عام وزارة الزراعة .

فيما يحتل مناصب اخرى قيادية خريجو الجامعات المصرية مثل جبريل محمد آدم نائب مدير الاعلام برئاسة الجمهورية ، والمهندس فيصل حسين مدير الضرائب ، بالاضافة الى الملحق الثقافي بالسعودية مختار قمر السليك وهو خريج جامعة الازهر ، وكذلك آدم موسى مسئول البنية التحتية بالهيئة الوطنية للسياحة وهو خريج جامعة الازهر أيضا واحمد آدم نائب رئيس القسم العربي بالتليفزيون الوطني .

وينتشر خريجو الجامعات المصرية في كل مفاصل الدولة سواء في الاعلام أو الطب أو التجارة والاستثمار ، كما يتولى الكثيرون مناصب كبيرة في الاجهزة الامنية والعسكرية ، ومنهم الطيار حسن سوقو الطيار الخاص للرئيس التشادي ، بالاضافة الى من يتبوأ مناصب عمداء كليات ورؤساء أقسام بالجامعات ، فيما تولى كثيرون مناصب وزارية سابقة مثل حسن تيراب الذي تولى اكثر من وزارة في حكومات متعاقبة ، وكذلك الدكتور عبد الرحمن الماحي الذي تولى رئاسة جامعة فيصل في العاصمة انجمينا .

وتقول الاعلامية زنوبة حميدة يونس السكرتيرة الثقافية برابطة خريجي مصر أن الرابطة تسعى لدعم اواصر التعاون واستمرار مد الجسور بين من شرب من مياه النيل وهبة النيل مصر ، موضحة أن المجال التشادي مفتوح على كل الاتجاهات الثقافية والاستثمارية والاجتماعية ايضا ، حيث تحتل مصر مكانا بارزا في العقلية والنفسية التشادية ، ولذلك فان أي منتج مصري يجد طريقه سريعا الى البيت التشادي ، وكذلك فان أي تسهيلات يمكن تقديمها لتكريس الوجود المصري متاحة في أي وقت .

وأشارت إلى أن العمل يجري على قدم وساق لترتيب صيغة للتعاون بين اتحاد طلاب مصر ورابطة خريجي الجامعات المصرية ، بالاضافة الى مساعي حثيثة لتنظيم معرض للمنتجات المصرية ، ناهيك عن ضرورة مركز ثقافي مصري يعزز من القيم الحضارية ويساعد على التقريب بين الشباب في البلدين الشقيقين .

ويقول عبد القادر تيجاني وهو الرجل الثاني بوزارة الزراعة التشادية أن لمصر حق على كل تشادي تعلم في مدارسها وجامعاتها ، مؤكدا أن الشركات المصرية سواء كانت خاصة أو حكومية تحظى بميزات كبيرة ، كما تقدم لها كل التسهيلات ، وأن هناك توجه مركزي من الدولة التشادية نحو تعظيم التعاون مع مصر في كافة المجالات ، ويسهم في ذلك الروابط الانسانية بين الشعبين .

ومن جانبه يقول الدكتور أحمد حسن الذي درس بطب القصر العيني واقام بمصر لمدة 10 سنوات أن حقوق مصر كثيرة في رقبة التشاديين ، وأنه يسخر معظم وقته في العاصمة انجمينا لتقديم أي عون سواء للبعثة الرسمية المصرية ، أو أي مستثمر مصري يفكر في القدوم الى تشاد .

ويقول هيكل زكريا الذي يشغل منصب مدير عام الهيئة الوطنية للسياحة ، أن مصر حاضرة في الثقافة والعقل الجمعي التشادي ، والحضارة المصرية والثقافة والفنون يحتلون مكانة كبرى في قلوب التشاديين ، ولأن هذا الامر ليس وليد اللحظة الحالية ، أو اعتمادا على التقارب مع مصر في ظل قيادة الزعيمين السيسي وديبى ، وانما تمتد تلك الحالة منذ القدم ، ودعمها حضور الزعيم الراحل جمال عبد الناصر .

ونوه إلى أنه ليس أدل على هذا الحضور من كون اسمه "هيكل" كان تيمنا بالكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل ، حيث كان والده مولعا بمصر وبعبد الناصر وهيكل ، معربا عن أمله في تعاون يرقى لمستوى هذا الحضور في كافة المجالات خاصة مجال السياحة ، الذي تتفوق فيه مصر بخبرات عالية ، تحتاج اليها تشاد للترويج لاثارها التي تمتد لعصور الفراعنة ، وتنتشر النقوش المدللة على ذلك .

فيما يقول على ابراهيم الوزير المفوض بوزارة الخارجية التشادية لموفد أ ش أ في انجمينا ، أن مصر حاضرة بقلوب التشاديين ، ومن لم يكمل دراسته بمصر يذهب للعلاج أو التجارة ، ولا يمكن أبدا أن يقبل أي تشادي إلا أن تكون مصر حاضرة في كل المجالات .

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز