
دبلوماسيون: ترامب أخطأ في حق الشعب الفلسطيني

كتبت - شاهيناز عزام
طالب السفير فهمي فايد مساعد وزير الخارجية الأسبق، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم المقبل، بالتأكيد على توجيه رسالة واضحة لأمريكا، بأن قرار "ترامب" بنقل السفارة من "تل أبيب" إلى القدس الشرقية، بمثابة خطأ دبلوماسي واستراتيجي في حق الشعب الفلسطيني.
الجمعة المقبلة.. اجتماع وزراء الخارجية العرب
وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية العرب بجامعة الدول العربية، برئاسة الأردن، وأن أمريكا بهذا القرار قد فقدت صفة الوسيط النزيه في عملية السلام، مطالبا مجلس الأمن بالمشاركة المباشرة في مساندة تحركات القيادة والشعب الفلسطيني، من أجل تثبيت حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها "القدس الشرقية"، كما يجب على وزراء الخارجية العرب التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في النضال من أجل أخذ تلك الحقوق، من خلال المقاومة المشروعة للاحتلال الإسرائيلي.
الحقوق المشروعة "ماما أمريكا"
وأكد "فهمي" ضرورة ألا يصغي الفلسطينيون للأمريكيين أو للكيان الصهيوني، خاصة أن الحقوق المشروعة لا تحتاج إلى إذن من "ماما أمريكا"، ولكنها تنتزع، لافتا إلى أن الفلسطينيين أعطوا الفرصة تلو الفرصة لتحقيق سلام عادل، ولكن دون جدوى، نظرا لأن الوسيط الأمريكي لم يكن "وسيطا عادلا"، بل كان هناك تآمر مستمر على القضية الفلسطينية.
وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الاتحاد الأوروبي عليه دور مهم جدا في التوقيت الحالي للضغط على إسرائيل، لافتا إلى أن كروت الضغط التي يستخدمها العرب في مواجهة إسرائيل تتمثل في "الرفض والاستنكار وتوجيه رسالة حادة اللهجة" لأمريكا والكيان الصهيوني، للتأكيد على أنه تحت أي ظرف من الظروف لا يمكن التفريط في القدس.
إسرائيل ليست حليفًا محتملًا للعرب
وأشار فهمي فايد، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن إدارة "ترامب"، لديها انطباع خاطئ بأن العدو الأساسي للدول العربية المؤثرة، وخاصة دولالخليج، هي إيران، وأن إسرائيل قد تكون حليفا محتملا، وهي رؤية خاطئة يجب تعديلها بحيث تشمل كلا من إيران والكيان الصهيوني، في ضوء عدم استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة، من خلال مفاوضات جادة لتسوية عادلة شاملة وبرعاية دولية.
وشدد "فهمي" على ضرورة ألا تطلب الدول العربية من الشعب الفلسطيني التهدئة أو وقف الانتفاضة الثالثة، لأن الحل في يد الشعب الفلسطيني، وعليه أن يستمر في ثورته ضد المحتل.
مصر نموذجًا
وطالب مساعد وزير الخارجية الأسبق، الدول العربية بأن تأخذ العبرة من النموذج المصري – سياسيًا وعسكريًا – الذي لم يعتمد على طرف واحد كوسيط في عملية السلام، أو في تسليح قواتها من طرف واحد، مؤكدا أن العالم أجمع عليه أن يعلم أن ما يمارسه الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني هو إرهاب دولة.
وتمنى "فايد" أن تكون هناك انتفاضة ثالثة، لأنها ستساهم في دفع عملية السلام، خاصة أن الشعب الفلسطيني لن يعود له حقه إلا من خلال نضاله.
سفير فلسطين الأسبق: قرار ترامب سيعرض أمريكا لخسائر اقتصادية
السفير بركات الفرا – سفير فلسطين الأسبق- قال لـ"بوابة روزاليوسف"، إن قرار "ترامب" سيعرض أمريكا لخسائر اقتصادية وسياسية وأمنية، لأن الشعوب العربية ستقاطع المنتجات الأمريكية، كما أن العلاقات الأمريكية بالدول الإسلامية ستتأثر بعد هذا القرار الكارثي.
وطالب "الفر" وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم المقبل بتدشين حملة دبلوماسية وإعلامية، وحث جميع دول العالم من خلال سفارتها بعدم اتباع خطوات أمريكا نفسها.
وشدد "الفرا" على ضرورة أن يشرح السفراء العرب، لوزراء خارجية الدول التي يتواجدون فيها مدى خطورة قرار "ترامب"، وتداعياتها على مستقبل العلاقات بين الدول.
وطالب "الفرا" مجلس الدول العربية بعقد اجتماع طارئ لرؤساء مجالس الوزراء، من أجل القدس، متوقعا أن تصدر القمة العربية قرارات مهمة، لافتا إلى أنه من الصعب اتخاذ قرار بسحب الاستثمارات العربية من أمريكا.
ورحب الفرا بدعوة مصر وبعض الدول لاجتماع مجلس الأمن من خلال الجلسة التشاورية، لافتا إلى أن السلطات الفلسطينية ستصدر بيانا رئاسيا وتلجأ بموجبه للجمعية العامة للأمم المتحدة لعقد جلسة طارئة.
ترامب يعاني من مشاكل داخلية
وأوضح السفير الفلسطيني السابق في مصر، إلى أن "ترامب" يعاني من مشاكل داخلية، أهمها التشكيك في رئاسته، بالإضافة للمشاكل التي تسبب فيها بين دولته وبين روسيا، وقضايا الفساد المتورط فيها، ورغبته في إثبات مصداقيته ووعده بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب لـ"القدس"، لرغبته في إرضاء اللوبي الصهيوني، الذي يسيطر على الاقتصاد الأمريكي.
وعن رد فعل المقاومة الفلسطينية أكد "الفرا"، ضرورة وضع خطة مدروسة للمقاومة، على أن تتطور تدريجيا، لافتا إلى أن الخيارات أمام الشعب الفلسطيني أصبحت مفتوحة.
وعبر "الفرا" عن شكره لموقف مصر الرائع تجاه قرار "ترامب" ورد فعل شيخ الأزهر، الذي رفض مقابلة نائب الرئيس الأمريكي.