أهرامات روسيا

كتبت - منال صابر

الأهرامات رمز مصري، لما لها من جذور ضاربة في عمق التاريخ، وما جعلها ذات شهرة عالمية، إنها ما زالت باقية شامخة رغم مرور آلاف السنين، لتظل مثار دهشة علماء العالم تفصح عن بعض أسرارها، وتحتفظ بأخرى لأجيال قادمة.

هذا الرمز بات يطلق على كل عمل عظيم، فنقول نجيب محفوظ أحد أهرامات مصر لندلل على عظمته، كذلك الدول تدلل على آثارها الخالدة بتشبيهها بأهرامات مصر.

 

 

وفي كل دولة ما يميزها من معالم، فعلى سبيل المثال فرنسا مشهورة ببرج إيفيل وإيطاليا ببرج بيزا المائل، أما روسيا الدولة الأكبر مساحة في العالم فتتميز بمعلم يبعث البهجة بمجرد النظر إليه بنما فر روسيا الاتحادية كاتدرائية القديس باسيل.

هذه الكاتدرائية تقع في الميدان الأحمر بالقرب من الكراملين، وتشتهر بقبابها "البصلية" ذات الألوان المبهجة، والملقبة بنجمة الميدان وذلك لتألقها مساءً عندما تسلّط عليها الأضواء البراقة، ويرشحها البعض كأجمل كاتدرائية في أوروبا، وهي رمز دولي لمدينة موسكو، وسميت بهذا الاسم على شرف القديس باسيل، الذي كان محبوبًا عند الشعب الروسي والقيصر البلاد.

وكلف القيصر "إيفان الرابع" المهندس المعماري المتميز "بوستنك ياكفلوف" آنذاك ببناء هذه الكاتدرائية لتخليد ذكر سقوط خانية قازان، واستمر العمل فيها ست سنوات من1555م إلى 1561م.

 

 

التصميم الداخلي للكاتدرائية عبارة عن تسعة معابد منفصلة، كل منها مليء بالأيقونات والجدران ذات الألوان البازلتية الزاهية التي تعود إلى القرون الوسطى وأعمال فنية مختلفة على الجدران الداخلية للقباب، وتضم أيضا حديقة أمامية يوجد بها تمثالان برونزيان لكل من" ديمتري بوزاركسي" و"كوزما مينن" اللذين قادا جيش روسيا التطوعي ضد الغزاة البولنديين في فترة الاضطرابات أواخر القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر.

وتروي أسطورة شعبية شائعة أن "إيفان الرابع" فقأ عيني المهندس المعماري لهذه التحفة المعمارية "بوستنك ياكفلوف"، خوفًا من تصميمه كاتدرائية أجمل من كاتدرائية القديس باسيل. ولكن ذلك كان مجرد إشاعات، لأنه قام بتصميم عدة كنائس بعد ذلك.

* الجانب التطبيقي للمتدربين في دورة الصحفي الشامل بأكاديمية روزاليوسف للتدريب والإنتاج الإعلامي