"البيزنس" يقتحم "عمليات الولادات القيصرية" بالمنوفية.. والفاتورة نار!

كتب - منال حسين

معظم الأطباء يرفعون شعار "ادفع حتى تحتضن طفلك"

دكتورة متخصصة تحذر من الولادة القيصرية دون دواعٍ صحية

"العمليات" استنزاف مادي للأزواج.. وإهدار لصحة الزوجات

 

اقتحم مجال "البيزنس"، خلال السنوات الأخيرة، القطاع الطبي في مصر عامة والمنوفية بوجه خاص، فداخل المستشفيات والعيادات الخاصة والمراكز الطبية زادت أسعار الكشوف والعمليات بشكل مبالغ فيه فإذا أردت العلاج فعليك الدفع.

 

والجديد هو بيزنس الولادات القيصرية، فلم تستطع احتضان طفلك إلا بعد دفع آلاف الجنيهات، خاصة بعد أن كشف المسح الطبي الذي أجرته وزارة الصحة والسكان أوائل العام الجاري، بأن فاتورة بيزنس الجراحات القيصرية، وصلت إلى 14.5 مليار جنيه.

 

فأغلب سيدات محافظة المنوفية أصبحن لا يلدن إلا قيصريًا بعد أن وقعن فريسة سهلة لأطباء أرادوا استنذافهن ماديًا بحجة أن صحتهن لن تسمح بالولادة الطبيعية، حتى زاد سعر العملية الواحدة على 4 آلاف جنيه، في ظل ظروف اقتصادية صعبة لأغلب أهالي محافظة المنوفية، ناهيك عن عدم مبالغتهم بصحة السيدات وتأثيرات العمليات القيصرية السلبية عليهن فيما بعد، والتي من الممكن أن تودي بحياتهن نتيجة نزيف حاد أو تلوث الجروح أو هبوط في الدورة الدموية، والكارثة الأكبر في حالة تناسي الأطباء أي من الأدوات داخل بطن الضحية.

 

تقول إيمان محمد من مركز قويسنا: إنها تابعت حملها مع الطبيب المختص منذ الشهر الأول الذي أكد لها أن ولادتها بشكل طبيعي ستكون مستحيلة وعليها أن تجهز ثمن العملية القيصرية حتى تستطيع رؤية جنينها، مضيفة أنها لم تعلم سبب قرار الطبيب بالرغم أنها على حسب معلوماتها أن القرار يحدد خلال الـ15 يوما الأولى من الشهر التاسع للولادة، إلا أن ثقتها في الطبيب ورغبتها في رؤية طفلها الأول وخوفها عليه جعلها ترفض فكرة عدم الانصياع لأوامر الطبيب.

 

وتابعت: قام زوجي بعمل جمعية اقتص بسببها نصف مرتبه حتى نستطيع دفع ثمن الولادة القيصرية، فرؤية طفلي تهون عليا كل وجع الحياة، مضيفة أنه في اليوم الأول من الشهر التاسع دخلت غرفة العمليات لتلد طفلها بعد دفع مبلغ 4460 جنيهًا، لافتة إلى أن ألم عملية الولادة القيصرية لا يحتمل فيما بعد.

وتضيف رضوي حسام، أم لطفلين من ولادة قيصرية، أن تلك العمليات تسبب آلم كبير جدًا للأم بعد ذلك، فهي جراحة عميقة لعدة طبقات في بطن المرأة ما يصعب عليها الحركة فيما بعد لعدة أيام ناهيك عن تشوهات الجسم التي تترك علامة طيلة العمر، مؤكدة أن الطبيب الخاص بها خلال عملية الولادة الأولى أكد لها أن حجم الطفل كبير، ولا بد من إجراء عملية قيصرية لخروجه ولم تتأكد من صحة أقوال الطبيب، خاصة أنها كانت في الأيام الأخيرة من الشهر الثامن، لذلك فوجب عليها الولادة بنفس الطريقة أيضًا في الولادة الثانية، بالرغم من ولادتها عند طبيب آخر.

 

وتتابع الدكتورة منى مرعي، طبيبة نساء وتوليد بمستشفى قويسنا المركزي قائلة لـ"بوابة روزاليوسف": إن العمليات القيصرية تعرض حياة السيدات للخطر بشكل كبير خاصة أن سلبياتها أكثر من إيجابياتها بغض النظر عن ارتفاع أسعارها، التي وصلت في عدد من المناطق داخل المنوفية وخارجها إلى أكثر من 7 آلاف جنيه.

 

وتضيف طبيبة النساء والتوليد، أن خطورة العمليات القيصرية تتمثل في أن معدل فاقد الدم في الجراحة القيصرية ١٠٠٠ سم دم أي لتر دم مقابل 300 سم في الولادة الطبيعية، ما قد يؤثر على الصحة العامة للأم، التي قد تصل لأنيميا أو نزيف أو غيبوبة وفي أحيان تصل للوفاة.

 

وأوضحت أن الجراحة عامة من الممكن أن تؤدي للالتصاقات وفتاء جراحي، موضحة أن طبقات البطن 7 طبقات كل طبقة بلون وشكل نسيج معين، وبعد الجراحة تحتاج كل طبقة للخياطة بشكل منفصل ودقيقة حتى لا تلتصق طبقة بأخرى ممكن أن تؤدي لكارثة خلال الولادات المتتالية باحتمالية التصاق المثانة بالرحم.

وأضافت، أن عدد المرات المتاح الولادة فيها للسيدة صاحبة الجراحة القيصرية 4 على أقصى تقدير، لأنه فيما بعد من الممكن حدوث كارثة بتكوين المشيمة على جرح القيصرية، ما يؤدي لنزيف حاد يبدأ من الشهر السابع ومحتمل وفاتها خلال الولادة، لافتة إلى أن السيدة تظل تلد قيصريًا بعد المرة الأولى لاحتمالية تكوين كيس الجنين على مكان الجراحة من الداخل ما قد يؤدي لانفجار الرحم.

 

وعن الحالات اللي تستدعي الولادة القيصرية تقول طبية النساء والتوليد: عندما تجف المياه بالرحم حول الجنين أو أن وزن الحنين أقل من 2 كيلو أو أكبر من 4 كيلو، مؤكدة أن تحديد تلك الحالات لا يتم إلا بعد مرور 15 يومًا من الشهر التاسع، لافتة إلى أنها لا تقوم بإجراء أي جراحات قيصرية، إلا إذا استعدت حالة الأم ذلك بعد مرور 15 يومًا من الشهر التاسع.