عاجل
الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في المنتدى الإفريقي الأوروبي بفيينا (فيديو)

كتبت - رفيدة عوضين

أصحاب الفخامة والمعالي السادة الحضور، إن قارتنا الإفريقية حققت على مدار السنوات العشر الماضية معدلات نمو إيجابية مستدامة، غير أن هذ الأداء الاقتصادي الذي تمكن من الصمود، رغم التقلبات الاقتصادية العالمية لم يحقق المستهدف منه بعد، نظرًا لصعوبة الأوضاع الاقتصادية في العديد من بلدان القارة، وشروط التجارة والاستثمار الدولي غير المواتية، وتحديات الأمن والاستقرار التي تحول دون ترجمة هذا النمو لتحسن ملموس في حياة الأفراد، فضلًا عن تزايد مخاطر النزاعات المسلحة والأنشطة الإرهابية والإجرامية العابرة للحدود، واستمرار التدخلات الخارجية التي تؤثر على استقرار المجتمعات والدول.



 وفي هذا الإطار نسعى من خلال عملنا المشترك والتفاعل الإيجابي مع شركائنا من الدول والمؤسسات لتحقيق التنمية المستدامة التي من شأنها تبديد مخاوف أبنائنا وبناتنا من المستقبل وتحقيق تطلعاتهم في الحياة الآمنة الكريمة.

السيدات والسادة.. إن من أهم التحديات التي تواجه شعوبنا هي التغلب على دعاوى الانغلاق والحمائية، ولعلكم تتفقون معي على أن موضوعات التحول الرقمي وتكنولوجيا المعلومات تمثل البوابة الذهبية لتحقيق هذا الهدف، كما أنها من أهم محفزات النمو الاقتصادي، وأحد دعائم التنمية المستدامة وركيزة أساسية لبناء اقتصاديات تنافسية ومتنوعة، وإقامة مجتمعات حديثة داعمة للمعرفة والابتكار وجاذبة للاستثمارات، من خلال توفير فرص عمل استنادًا لعوائد الابتكار والتجديد.

 

 

إن قارتنا الإفريقية مؤهلة أكثر من غيرها للتعامل مع الأدوات المستحدثة في القرن الحادي والعشرين، خاصة وان 60% من سكان إفريقيا البالغ تعداده 1.2 مليار نسمة هم دون سن الـ 25 عامًا، ينضم منهم 12 مليون لسوق العمل سنويا وهو ما أدى لارتفاع معدلات البطالة أو غياب الأمن الوظيفي في إفريقيا.

وإيمانًا من مصر بأهمية التحول الرقمي فقد قضت على هذا الطريق بشكل ملموس وعمدت لوضع خطة شاملة لنشر الوعي المجتمعي بأهمية التحول الرقمي وتحقيق طفرات على صعيد البنية التحتية الرقمية وتوطين التكنولوجيا في مختلف المحافظات المصرية وذلك من خلال عدة مشروعات على رأسها مشروعات منصة تقديم وتبادل الخدمات الحكومية وتطوير الإدارة المحلية بالأحياء والمدن، ونظام تسجيل المواليد والوفيات، هذا إلى جانب تنفيذ عدد من المبادرات أهمها مبادرة المعامل الإلكترونية المتكاملة بالمناطق التكنولوجية، ومبادرة تصميم وتصنيع الإلكترونيات محليا، ورقمنة المحتوى الثقافي المصري، فضلا عن خطة طموحة للمدفوعات الرقمية تحقق قدر اعلى من الشمول المالي.

 كما تم إنشاء الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات لذوي الاحتياجات الخاصة لتمكين أبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة من استخدام الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وإتاحة الفرصة لهم لمواكبة التطورات الحديثة والمشاركة فيها.

السيدات والسادة إننا في مصر نعتز كثيرا بانتمائنا الإفريقي، الذي دون الارتكاز عليه لن تؤتي جهودنا العائد الأمثل على الصعيدين المحلي والقاري، وعليه فقد سعت مصر ونجحت في استضافة معمل الأمم المتحدة الإفريقي لرعاية الإبداع التكنولوجي والذي تم تجهيزه بأحداث الوسائل العلمية والتكنولوجية لتعزيز قدرت الباحثين والعاملين بالمجالات التكنولوجية من مختلف أنحاء القارة الإفريقية على صياغة حلول تكنولوجية مبتكرة تساعد في مواجهة التحديات العالمية وتنفذ أهداف الأمم المتحدة التنموية 2030 والأجندة الإفريقية للتنمية 2063.

 

 

كما قمنا بإطلاق مبادرة إفريقيا لإبداع الألعاب والتطبيقات الرقمية بهدف تدريب 10 آلاف شاب مصري وإفريقي كمطوري ألعاب وتطبيقات إلكترونية، خلال الثلاث سنوات المقبلة، وإنشاء 100 شركة متخصصة في هذه المجالات في مصر والقارة الإفريقية.

كما انتهت مصر الشهر الماضي من استضافة النسخة 21 من معرض القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والذي يعد ملتقى لشركات القطاع العام والخاص لعرض البرز ما توصلت إليه على صعيد الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

السيدات والسادة.. تأتي موضوعات التكنولوجيا والتحول الرقمي ضمن الأولويات الرئيسية لأجندة 2063 حيث تهدف الدول الإفريقية لربط القارة من خلال مشروعات البنية التحتية عالية المستوى في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ونسعى الآن لإقامة شبكة كوابل آلياف ضوئية متطورة لربط الدول الإفريقية ببعضها وتطوير كفاءه نقل البيانات بين الدول الإفريقية والأوروبية من خلال شبكة كوابل تمر بالأراضي والمياه الإقليمية المصرية.

وقد تم في هذا الشأن تدشين مشروع الشبكة الإلكترونية الإفريقية في مجالات التعليم والعلاج عن بعد باعتباره أحد المشروعات الرائدة في القارة والمرتبطة بأجندة 2063.

وتعول القارة الإفريقية على شركائها في أوروبا والعالم للتعاون في مجالات تكنولوجيا المعلومات ونقل وتبادل الخبرات في هذا القطاع المهم، لتعظيم الاستفادة منه وإنشاء جيل جديد قادر على قيادة برامج التحول الرقمي وإدارة أنظمة العمل في البيئة الرقمية لتمكينهم من كل مستحدثات التكنولوجيا على اختلاف أطيافها كالذكاء الاصطناعي وغيرها الكثير.

وفي هذا الإطار تتطلع دولنا للمزيد من الاستثمارات الأجنبية في مجال التحول الرقمي وتيسير شروط الائتمان الإفريقية، سواء في الإطار الثنائي أو من خلال مؤسسات التمويل الدولية والإقليمية، كما نتطلع لتبادل الخبرات وتبادل المعلومات مع الشركاء في مجالات تكنولوجيا المعلومات واستخدام نظم المعلومات وتفعيل الشراكة بين القطاعي العام والخاص لربط تكنولوجيا المعلومات والنقل والطاقة الجديدة والمتجددة، والعمل على ربط الدول الإفريقية ببنية تحتية تؤمن جودة الاتصالات وسهولة نقل السلع والخدمات.

 

 

أصحاب الفخامة والمعالي السادة الحضور.. إن تطبيقات العصر الرقمي قادرة على المساهمة في إيجاد بعض الحلول العملية لقضية تؤرق البشرية بأسرها وهي مخاطر تغير المناخ وزيادة الانبعاثات والاحتباس الحراري الذي يتولد عنها، وهنا نقدر انه من خلال العمل المشترك على توظيف التقنيات الرقمية يمكن تقديم حلول مبتكرة للتعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة.

وفي ختام كلمتي أود مرة أخرى تأكيد أهمية التعاون المشترك لمواجهة هذه التحديات وضرورة المضي قدمًا في وضع أطر وآليات تنفيذ وتمويل واضحة لمستقبل العلاقات الإفريقية الأوروبية ترتكز على أسس الاحترام المتبادل والندية والمسؤولية المتبادلة التاريخية، بما يؤمن لأولادنا وبناتنا جميعًا مستقبلًا أفضل وعالمًا تسوده الرفاهية والأمن والرخاء.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز