عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د.أشرف منصور : الجامعات التطبيقية قدمت لألمانيا التميز العلمى.. وجودة المنتجات عالميا

د.أشرف منصور : الجامعات التطبيقية قدمت لألمانيا التميز العلمى.. وجودة المنتجات عالميا
د.أشرف منصور : الجامعات التطبيقية قدمت لألمانيا التميز العلمى.. وجودة المنتجات عالميا

حوار- محمد عبد النور

بحماس كبير .. و بجدية صارمة .. و بعد أسابيع قليلة من توقيع اتفاقية انشاءها خلال زيارة الرئيس السيسى الأخيرة إلى ألمانيا. انعقد اول اجتماع تنفيذى بين تحالف عشر جامعات ألمانية لإنشاء الجامعة التطبيقية الألمانية فى العاصمة الإدارية الجديدة



ربما يعبر عن هذا الحماس ، و يفسر صرامة هذه الجدية .. ما هو متوقع أن يضيفه هذا النموذج التعليمى الجامعى التطبيقى إلى الاقتصاد المصرى من نقاط قوية مثلما أضاف إلى الاقتصاد الالمانى و جعله من اقوى اقتصادات العالم.

يقينا هناك تساؤلات عن نموذج الجامعة التطبيقية.. و ماذا يعنى وجوده فى مصر .. تأثيره فى سوق العمل .. مساهمته فى تطوير الصناعة .. و اخيرا جودة المنتجات المصرية .. و من ثم .. جاء الحوار مع د. اشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة.

تم الانتهاء من الاجتماع الأول التحضيرى للجامعة التطبيقية الألمانية والتى تم توقيع اتفاقياتها أثناء زيارة الرئيس السيسى الأخيرة إلى ألمانيا.. ماذا تم فى الاجتماع وإلى أين وصلت نقاط الاتفاق وإلى أين تباينت نقاط الاختلاف إذا كان هناك اختلاف؟

- الحقيقة إحنا سعداء جدًا بانعقاد الاجتماع وكانت زيارة سيادة الرئيس فى نهاية أكتوبر، بعدها تمت زيارة استطلاعية من تحالف الجامعات الألمانية مع وزير التعليم العالى إلى العاصمة الإدارية الجديدة، وقد تم هذا الاجتماع كاجتماع تحضيرى على أساس أن الجدول الزمنى للتنفيذ والذى وضعناه.. وهو جدول شاق جدًا.. لأنه من المفترض أن يكون الافتتاح خلال سنة.. فى 2020.. فطبعًا كان الموضوع صعبًا.

وكان الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى قد قال إننا يجب أن نعمل بالتوازى كى نلحق بالجدول الزمنى، وقبل الاجتماع نفذ د.خالد وعده بصور موافقة مجلس الوزراء، والتى كانت مهمة جدًا لحين الانتهاء من الإجراءات الأخرى وكانت مهمة جدًا لبداية إجراءات داخلية داخل دولة  ألمانيا، والحقيقة كانت هناك أخبار جيدة أعطت دفعة للموضوع أن مصر وعدت وأوفت.. والجانب الألمانى يريد هو الآخر أن يفى، فجاء الاجتماع لنتكلم عن توزيع العمل بين الجامعات العشر التى تمثل تحالف الجامعات الألمانى بما فيها الوظائف الموجودة والتخصصات المختلفة.

من ناحية أخرى، تحدثنا عن البرنامج الخاص بالبناء وتمت المناقشة حول موضوع الأرض على أساس أن هناك أراضي  معروضة وكانت هناك بعض الاستفسارات، وكان حاضرًا  الاجتماع السفير بدر عبدالعاطى سفير مصر فى ألمانيا وبما أعطاه حضوره من قوة، وتحدثنا عن توقيت الافتتاح وعن وضع حجر الأساس والذى أعتقد أنه سيتم فى احتفالية كبيرة فى فبراير 2019 إن شاء الله.

إذن نفهم من هذه التفاصيل أن هناك جدية شديدة جدًا من الجانب المصرى ومن الجانب الألمانى تحت مظلة أن الاتفاقية تمت بين حكومتين وليس فى سياقات أخرى؟

- الحقيقة.. يجب أن ندرك أن الجامعة الألمانية بالقاهرة أكبر جامعة المانية لدولة ألمانيا فى الخارج، فتمثل 42٪ لدولة ألمانيا من جميع المسجلين فى التعليم الألمانى فى العالم طبقًا لما سجله المؤتمر الأخير للتعليم الألمانى العابر للحدود الذى انعقد فى برلين نهاية الشهر الماضى.. فى القاهرة 42٪ من دارسى التعليم الألمانى فى العالم.. فخروج ألمانيا إلى نفس البلد مرتين.. ليس بالأمر السهل أو المتاح.. وإنما يعبر عن عمق علاقات ألمانية- مصرية ودفء علاقات فى مستوياتها الرفيعة.. فجاءت اتفاقية إنشاء الجامعة التطبيقية الألمانية فى العاصمة الإدارية الجديدة كهدية من الجانب الألمانى للسيد الرئيس السيسى بمناسبة زيارته الأخيرة.

لذلك يجب أن نفهم أن الأمر كبير جدًا ولذلك نحن سعداء بالجدية، وشخصيًا كنت سعيدًا جدًا لأننى عرفت خبر صدور موافقة رئيس الوزراء من الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى وكان للتو قد انتهى اجتماع مجلس الوزراء وكان يعلم أن هناك اجتماعًا مع الجانب الألمانى وكلفنى بإبلاغه بصدور القرار لضمه إلى أجندة المناقشات.

وكان لاتصال د.خالد رد فعل كبير جدًا، خاصة أننى كنت مشاركًا فى مؤتمر التعليم الألمانى العابر للحدود، وعلى وشك الصعود إلى المنصة فأبلغت تحيات وزير التعليم العالى للمؤتمر وأبلغتهم بخبر موافقة مجلس الوزراء على إنشاء الجامعة التطبيقية الألمانية كجامعة أخرى للتعليم الألمانى العابر للحدود إلى جانب الجامعة الألمانية بالقاهرة،  فكان رد الفعل الألمانى مؤثرًا جدًا وكان موجودًا على منصة المؤتمر وزارة التعليم العالى الألمانية ووزارة الخارجية الألمانية والتبادل العلمى وجهات أخرى ممن يعتبرون الداعمين الرئيسيين لمبادرة إنشاء الجامعة التطبيقية على أرض مصر.

الجامعة التطبيقية.. كما عرفت.. هى نظام تعليمى ألمانى خاص وليس موجودًا فى دولة أخرى فى العالم.. وجاءت إلى مصر.. ما هى الجامعة التطبيقية؟.. وإلى أى مدى يمكن أن تؤثر فى المجتمع المصرى فى ظل عملية الإصلاح الاقتصادى والإدارى والاجتماعى التى تقوم بها الدولة المصرية؟

- نظام التعليم التطبيقى.. الجامعات التطبيقية نظام تتميز به دولة ألمانيا دون غيرها وليس موجودًا فى مكان آخر فى العالم إلا فى الدول الناطقة بالألمانية.. ألمانيا وسويسرا والنمسا فقط.. ومن الطبيعى أن يصبح نظامًا غير معروف لأحد.. حتى إن هناك من تعلموا فى ألمانيا وأقاموا فيها ولم يفرقوا بين ما إذا كانت دراستهم كانت فى جامعة تطبيقية أو أخرى عادية.. فالخلط فى الفهم طبيعى.

الجامعة التطبيقية هى جامعة مكافئة ومماثلة  تمامًا للجامعات البحثية المعروفة لدى الناس.. تعطى الدرجات العلمية.. بكالوريوس وماجستير،  وخريج هذه يستطيع أن يكمل دراسته العليا هناك وخريج تلك يستطيع أن يكمل دراسته العليا هنا.. أو يستطيع الاثنان أن يجريا أبحاثًا أو يحصلا على الدكتوراة، البحوث بالنسبة للجامعة البحثية بتبقى بحوث فى مجال العلوم الأساسية والأخرى بتختص بالعلوم البحثية.

فمثلا مثلما رأيت عند زيارة جامعة برلين التطبيقية للتكنولوجيا والاقتصاد.. هناك أبحاث على أعلى مستوى رأيناها فى هندسة الدواء، رأينا معامل كيمياء والناس كانت فاكرة إنها فى كلية الصيدلة، وكانت المفاجأة للناس أن هذه المعامل وهذا المبنى يتبع كلية الهندسة، ورأينا المصنع التعليمى وكيف يتم حساب خطة إنتاج وتصنيع «شنيور» من أول المخازن إلى منتج نهائى تحت درجة ماجستير لمهندس أو لمتخصص إدارة، لأن الذى سيدير المصنع يجب أن يعرف ما هو الموضوع الهندسى، ولو مهندس يجب أن يعرف تفاصيل الإدارة كى يصل إلى إنتاج قياسى.

فالتعليم البحثى موجود والتعليم التطبيقى موجود.. والاثنان عمادان للتقدم العلمى والبحثى والصناعى والاقتصادى لدولة ألمانيا .

بالضرورة يأتى السؤال.. ماذا قدمت الجامعات التطبيقية لدولة ألمانيا؟

- على سبيل المثال الجامعة التطبيقية التى زرناها ترتيبها من ناحية التوظيف وقبول الصناعة لها بين جميع الجامعات البحثية وغير البحثية وعددها 450 فى ألمانيا ترتيبها التاسع، بمعنى أن محدش قال إن الأولى بحثية والثانية تطبيقية أو العكس.. والذى قدمته لدولة ألمانيا هو التميز المذهل فى العلم والتكنولوجيا وبالتالى صناعة أحسن المنتجات فى العالم، ويكفى أن نقول أن تصدير دولة ألمانيا أعتقد أنه وصل إلى 2000 مليار يورو.. رقم مذهل بالتأكيد.. فمثلا مصنع واحد ينتج مسامير يبيع بـ 11 مليار يورو فى العالم، مسمار يصلح لأدق وأرفع الخامات، وهو «نو هاو» خارج من الجامعات التطبيقية.

وفى مصر.. عندما تقام الجامعة التطبيقية.. كيف سيكون تأثيرها فى النمو الصناعى والنمو الاقتصادى وأيضًا النمو الاجتماعى.. كيف تتخيله؟

- دعنى أؤكد لك.. أنه يكفى مصر فخرًا أن لديها عقولًا منتشرة فى جميع أنحاء العالم وتتمتع بإشادات غير عادية.. والنهاردة الجامعة الألمانية بالقاهرة بمراكز أبحاثها الحالية استطاعت أن تستقطب استثمارات وتعاونت مع أكبر شركة فى العالم فى مجال «كلاود كومبيوتنج».. وهو علم كبير.. مركز الأبحاث اتعمل بعد تعاون الجامعة الألمانية بالقاهرة وأنشئ المركز البحثى للعالم كله فى القاهرة الجديدة، هذا بالنسبة للمراكز البحثية.

وحينما يتواجد التطبيقى أيضًا بجانب الجامعة الألمانية البحثية، سيصبح لدينا ظهير بحثى متقدم جدًا ثم ظهير تطبيقى، سيصبح لدينا منتجات، سيتم تحسن جودة منتجات، تستطيع الابتكار، تستطيع أن تنشئ تكاملًا بين الصناعات، وأهم أمر أن تستطيع أن تنتج منتجًا بجودة عالية وبابتكار، حتى ولو من غير ابتكار.. تغطى إنتاج السوق المحلية عندك.

النهاردة وبعد القرارات التصويبية الاقتصادية التى تمت فى نوفمبر 2016 وتحرير سعر الصرف كى تصبح الأمور حقيقية.. الإنتاج الصناعى زاد بنسبة 17٪ فى سنة 2017 وحين يتحسن الإنتاج الصناعى بدرجة تقلل من الاستيراد ويزيد الإنتاج الصناعى ويتضاعف معناه أن القدرة ستزيد.. وزيادة الـ17٪ بعد القرارات الجريئة أن الجنيه النهاردة طبقا لتقرير «دويتش بنك» فى يونيو الماضى بيقول أن الجنيه أقوى من سعره الحقيقى بـ22٪.. إحنا أول مرة حد يتكلم عن أن الجنيه المصرى بقى أقوى.. وفى دراسة أخرى عن الاقتصاديات الواعدة أن مصر فى 2030 ستصبح 17 على العالم فى الاقتصاد الواعد وفى 2050 الـ 15 على العالم.

مصر تحتاج للمنظومة.. ولا توجد منظومة اقتصادية من غير صناعة.. ولا توجد صناعة من غير جامعات قوية.. بحثية وتطبيقية.. والتطبيقى قوى جدًا ومهم لأن سيؤدى إلى عامل استقرار مهم جدًا عن طريق التوظيف.. سيخرج كوادر مختلفة فى جميع المجالات.

هل هناك شروط معينة أو متطلبات شخصية خاصة لالتحاق الطالب بالجامعة التطبيقية؟

- طالب ثانوية عامة ولكن متفوق بمعنى المجموع، بالإضافة للمهارات التى تؤهله لدراسة التعليم الألمانى، مثلما يلتحق بالجامعة الألمانية بالقاهرة سيلتحق بالجامعة الألمانية التطبيقية، نفس نظام القبول ونفس نظام اختبارات الجامعة الألمانية بالضبط لأن اختبارات قبول الجامعة الألمانية تستهدف نوعية معينة من النابغين لا تتوافر إلا بطريقة معينة تحدد النوعية المطلوبة لتعلم التعليم الألمانى، وسيحصلون على المنح بنفس نظام المنح التى تقدم فى الجامعة الألمانية بالقاهرة بنفس النظام الذى ستنشأ عليه الجامعة التطبيقية بالعاصمة الإدارية الجديدة ومبدأه الإتاحة للنابغ بغض النظر عن قدرته المالية.. وهذه استراتيجية دولة ألمانيا، ألمانيا لم تأت إلى مصر إلا لتوصيل تعليم متميز يستطيع مساعدة مصر فى تحقيق نهضتها الصناعية والاقتصادية والاجتماعية.

لماذا ؟ ما هو الهدف الألمانى؟ 

- الاستقرار.. استقرار مصر.. والمنطقة كلها

بمعنى؟

- مصر يا أفندم.. مصر هى مصر.. مصر مفتاح الشرق الأوسط.. مصر مفتاح أفريقيا.. مصر 26٪ من العالم العربى.. مصر 8٪ من أفريقيا.. مصر 100 مليون مواطن الدولة الوحيدة على الإطلاق فى جنوب البحر المتوسط.. التى لها مثل هذا العمق الاجتماعى والسكانى.. تتمتع بالموارد الطبيعية الوفيرة.. لها اقتصاد متعدد الأنواع والاتجاهات.. صناعة وتجارة وزراعة وبترول وثروات معدنية وسياحة وآثار وثقافة وخدمات.. هذه المقومات لا توجد دولة فى المنطقة لديها ما لدى مصر.

مصر غنية أيضًا بشبابها.. وتوجه الدولة النهاردة أننا نحول نقطة الضعف فى النمو السكانى المتسارع.. ونحن بنزيد بتعداد نصف دولة النمسا بالكامل كل سنة.. ونحن نريد تحويل القوى البشرية إلى قوى منتجة.. 

وبالضرورة فإن أمن أوروبا وشمال أفريقيا من أمن مصر.. فإذا كنا نمثل من جنوب البحر المتوسط 26٪ فما بالك فى شمال أفريقيا «قد إيه».. فالفكرة كلها أن ألمانيا مدركة لأهمية الاستقرار فى مصر بنفس إداركها لأهمية التعاون.. وتؤمن بفكرة التعاون بين شريكين متساويين.. كل منهما يأخذ ويعطى.. تبادل المنفعة.. ليس هناك طرف فى التعاون المشترك مستفيدًا وحده.. أو متلقيًا فقط.. أو طرف أقوى من الآخر.

بمعنى أن هناك نوعًا من العلاقات تريد فيها بعض الدول أن تصدر لك وتحصل على مواردك.. فلا تحقق انت أى نمو.. وفى النهاية ستظل على حالك.. وبعدين.. «هتدفع منين حتى كى تستورد منها» .. فيجب أن تعمل فى التنمية الداخلية.. لا يجوز أن تظل مجرد فقير.. فالفقر هنا سيحدث مشاكل أمنية.. مشاكل هجرة.. أما فى حالة استقرار الجار وتمت التنمية.. فمعناها أن يتم التعاون وتصبح جيرة طيبة.

وهذه فكرة مشروع مارشال بعد الحرب العالمية الثانية.. والحدود.. وكان الاختيار بأن تصبح ألمانيا دولة زراعية تامة وحاولوا فوجدوا أن الشرق بينهار فتركوها.. وحدثت التنمية.. والنهاردة سقط سور برلين وتوحدت ألمانيا.. حتى أوروبا الشرقية وكان هناك حروب واحتلال.. أصبحت المنفعة وتبادل المنفعة وأصبحت المجموعة الأوروبية...الفكرة أن الدول أصبحت تقرر التعاون من أجل أن يصبح الجار مستقرًا بما يتيح تبادل المنفعة.

وبالتأكيد هناك وجود لاستراتيجية مصرية فى العلاقات مع ألمانيا قائمة على المنفعة المتبادلة.. ليست مرسلًا فقط وليست مستقبلًا فقط.. والحوار من الجانبين.. مصر دولة مهمة ومحورية فى الإقليم.. وألمانيا دولة محورية ولديها اهتمام بالمنطقة واهتمام بأمنها ولديها مصالح.. مصر دولة محورية فى المنطقة وتستطيع أن تحدد الكثير فى المنطقة ومفتاح استقرار.. كانت ومازالت وإن شاء الله ستظل إلى أبد الآبدين.

وهذا واضح من زيارات الرئيس السيسى إلى ألمانيا والمقابلات المتعددة التى تمت بين البلدين فى الفترة التى مضت.. وإذا كنا نتكلم عن ثلاث سنوات مضت.. فعلى الأقل ست زيارات رئاسية.. زيارات متبادلة.. وأماكن مختلفة.. وحوارات مستمرة.

وليست استراتيجية مصرية فقط مع ألمانيا.. وإنما مع العالم كله.. مع فرنسا ومع أمريكا ومع روسيا ومع الصين ومع الدول الكبرى كلها.. حتى أفريقيا التى أهملت.. إحنا فى الجامعة الألمانية استقبلنا خمسة وفود حكومية فى يوم واحد ولدينا مشروعات.. وألمانيا «بتزق» الجامعة الألمانية للمساعدة فى خطة مصر فى الدخول إلى أفريقيا.. بل بالعكس بتعتبرها نوعًا من أنواع الاستقرار لدولة ألمانيا.

فبقياس متوسط المدى من العمر وهو من متوسطات قياس العمر.. نجد أن أكثر شعبين فى العالم.. 56 سنة لألمانيا واليابان.. وفى منطقتنا 26 سنة.. فى أفريقيا 16 سنة.. الفرق بين شمال أفريقيا وبين ألمانيا واليابان 30 سنة.. واحنا عندنا الفرق 10 سنين بينا وبين أفريقيا.. بما يعنى أنه إن لم يحدث استقرار فى المنطقة بما فيها مصر نفسها.. ستصبح هناك مشاكل كثيرة فى الهجرة وغيرها.. و«مينفعش» تتحرك وحدك.. يجب أن تؤمن حدودك وتؤمن مواردك وتؤمن اقتصادك وتكتفى داخليًا.. ومصر تتحرك فى كل هذه الاتجاهات وكذلك ألمانيا بتسعى فى هذا الاتجاه.

ماذا ينقص الطالب المصرى ليكون متفوقًا وناجحًا بل ونابغًا؟

- الطالب المصرى لا ينقصه أى شيء لأن ربنا سبحانه وتعالى عادل.. ليس هناك شعب ذكى وشعب غبى.. وكمصرى ومتحيز.. أؤمن تمامًا بأن شعبنا يتمتع بمتوسطات ذكاء عالية.. فقط نحتاج للفرصة.. والفرصة تحتاج إلى اقتصاد قوى.. لأن صناعة الخدمات.. التعليم والصحة والمواصلات.. تحتاج إلى مبالغ طائلة مهولة ولا تدر عائدا ماديا سريعا.. فالحاجة ملحة للتنمية الاقتصادية كى يتاح الإنفاق فى التعليم والصحة.. فنحتاج إلى التحرك فى كل الاتجاهات فى نفس الوقت.

إذن يحتاج الطالب المصرى إلى فرصة؟

- أن تتاح له الفرصة للتفوق.. والأهم حاجة أننا نلغى من تفكيرنا أن آخر واحد فى الصف هو اللى سيحدد سرعة أشطر واحد فى الصف.

بمعنى؟

- بمعنى أننا دائمًا ما نتحدث عن المشكلة... الطالب المشكلة.. المشكلة فى نقص الموارد فى حاجة معينة.. ولا نتحدث عن المتفوقين الذين هم عكس كل هذا.. المفروض أن الدول والأمم تقوم على الكفاءات والنوابغ.. وهؤلاء هم من يصبحون القاطرة للعامة.. وهذا أهم ما يجب أن نفعله.

ولماذا لا نفعل؟

- لأننا كلنا نتحدث عن الـ100٪ من الناس.. لا الهند ولا الصين ولا أمريكا ولا ألمانيا ولا روسيا ولا اليابان بيطبقوا الحكاية دى.. هم لا يساعدون الكل وإنما يقدمون كل شيء للمتفوقين.. المتفوق حين يتفوق «بيشغل واحد.. بيشغل 10.. بيعمله مصنع.. بيعمل ابتكار».. فكلمة الدعم لمستحقيه.. يجب أن تكون للمنتج والذى له مستقبل.. وليس الدعم لمستحقيه.. لواحد عاطل خامل.. كل الناس بتدفع ضرائب لأنها بتشتغل وتجد واحد مبيشتغلش وتعطيه الدعم.. ومن هنا توجه الدولة عندما تقول أنها ستدعم حتى الطفل الثانى توجه مهم.. أساعدهم.. والواقع أن هناك بطالة مع زيادة سكانية.. تصبح كمن ينقل دما خارجيا ليد، واليد الأخرى بها شريان مفتوح ينزف دمًا أكثر من الذى تنقله.

وهذه هى المشكلة.. صحيح هناك غلابة وبالتأكيد يجب أن أرعاهم قدر استطاعتى ولكن فى الوقت نفسه يجب أن أحافظ على التميز النوعى والنسبى والتفوق للمتفوقين كى لا يضيعوا منى.. وسوق العمل العالمية أصبحت تنافسًا كبيرًا جدًا.. مثلا عندنا ثلاثة من خريجى الجامعة الألمانية يعملون فى وادى السليكون فى أمريكا.. وصلوا لهم ازاى.. وخريج آخر كانت شركة «انتل» أخذته من مصر وأرسلته إلى ألمانيا، لتأخذه شركة «انتل» إلى أمريكا.. وغيرهم كثير.. إذن التنافس عالمى على الكفاءات.. ومن ثم يجب أن ننشئ تنافسا عالميا محليا على الكفاءات.. إذا كنت النهاردة تبحث عن لاعب كرة لكى «يجيب جون».. ليفربول تشترى محمد صلاح.. فلماذا لا نجتذب إلى مصر علماء إلى جامعة القاهرة وتعطيه أجرًا مناسبًا.. نجتذب النوابغ ونعمل لهم معهدًا.. نجتذب عالمًا من الحاصلين على نوبل.

فالموهوبون هم نسبة فى العالم.. والعالم كله بيتنافس عليهم.. هى أمريكا ينقصها البشر ولا إنجلترا ناقصة بشر ولا أى بلد ناقصة بشر.. لكن فى النهاية اليابان بتعطى منحًا عن طريق الجايكا والثانية فولبرايت وألمانيا والمنح الكندية.. كل الناس.. التنافس على المهارات والمواهب.

إذن.. نرعى من لا يستطيع وغير القادر يجب أن نساعده من ناحية اقتصادية وناحية أمنية، من ناحية الضمير حتى، وهذا فى ديننا.. الزكاة.. لكن فى النهاية زى ما بقول أن عندى 2.5 ٪ فى الزكاة هنا.. لازم أقول سأضع 2.5 ٪ فى المتفوق وعندى مصريون جيدون فى كل مكان، يجب أن نستثمر فى المتفوقين، حتى هنا فى جامعات ألمانيا ليس كل الأساتذة يحصلون على رواتب مثل بعضهم بما فيها الجامعات الحكومية، لديهم تنافس على الأساتذة وإلا فى النهاية ستستقطبه أمريكا وتعطيه دخلًا أكبر وتسهيلات اكتر.. لا، أجذبه وأعمل له معملا وأعطيه دخلا أكبر وأجعله يستقر.. والأمر المهم أنه إذا كنت تريد أن تنشئ تنمية فيجب أن تقتنع أنها لا تكون بالدور ولكن تتم بالكفاءة والتفوق.               

أعود إلى الجامعة   التطبيقية.. أى الكليات أو التخصصات ستبدأ استقبال الطلاب فى 2020 ؟

- ستبدأ بالكليات التطبيقية، كمبيوتر، تخصصات هندسية، وما له علاقة بالإدارة.، هندسية، حاسبات بأشكال مختلفة، داخل التخصصات الهندسية «ايه بالضبط» مازلنا نتناقش لأن الجدول الزمنى للتنفيذ هو الذى سيحدد، ولكن تأكد أنه فى يوم من الأيام سيكون هناك سبعون أو ثمانون تخصصًا، ومصر تحتاج إلى كل التخصصات، وإن كانت شركة بوش عملت إهداء مصنع للجامعة حتى يتعلم الناس التكنولوجيا الخاصة بها وهو مصنع مكلف جدا، لأنه من الجائز أن يتخرج من يمكنه العمل لديها.

الهدف هو أن أقدم كيانًا يحل مشكلة صناعة.. الصناعة عندنا لا تجد من يرد عليها، فعندما توجد مشكلة للصناعة، أى صناعة تحتاج إلى أن ترد عليها بالحل بل وتعطيها الرد القاطع بسرعة جدا لأنه لا يستطيع إيقاف الإنتاج، وعندنا الشركات الصناعية لو بنتحدث عن مشاكل البحث العلمى الخاص بها والتطوير، فهى تعتمد على شراء الماكينات من الخارج، فبيعتمد على الذى يبيع له الماكينة.

ومع الجامعة التطبيقية سيصبح لدى المصنع «واحد جوه بيفهم» يعرف كيف يصيغ المشكلة والحل بشكل أفضل وأحسن، والذى يحدث أنك تتعلم وتجرب إلى أن تصل لحل، وحين تأتى بمهندس فى مصنع أو شركة فهو يتعلم فى رأس المال على حساب اقتصاد المصنع أو الشركة وفى النهاية بيتعلم، ولكن حين يجد شخصا متعلما جاهزا صحيحا ليس لديه الخبرة الكبيرة ولكن على الأقل سيستطيع معاونة الكبير فيصبح لديك مع الخبرة شخص آخر لديه الخلفية التعليمية، وهو ما يتم فى الجامعة الألمانية بالقاهرة ولذلك الخريجون متميزون جدًا ومطلوبون فى الصناعة والاقتصاد، لأنهم تعودوا على «العملى»، وسيضاف لهم خريج آخر له شخصية ثانية موازية يستطيع التعامل مع التحديات المبدئية فورًا.

إذن الجامعة التطبيقية احتياج رئيسى وليس رفاهية؟

- احتياج رئيسى بالتأكيد .. وهناك دول عظمى بمعنى دول عظمى بتطلب من ألمانيا أن تنشئ لديها الجامعات التطبيقية. 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز