عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

فاطمة العسيلي تكتب : شكرا سيدي الرئيس

فاطمة العسيلي تكتب : شكرا سيدي الرئيس
فاطمة العسيلي تكتب : شكرا سيدي الرئيس

ما أروع أن يكون مسؤول العمل شخصية محبوبة ومتعاونة ومتفهمة لاحتياجات ومتطلبات مرؤوسيه، ويوفر لهم جو تسوده الراحة النفسية والرضا ويمنحهم الطاقة الإيجابية التي تجعل العمل فنا ومتعة لا تمله النفس مهما شق أو كثُر.



المدير المتفاعل هو من تغمره روح الفريق ويكون متشبعا بقيم ديمقراطية لا يهمل أي طرف ولا ينتصر لطرف على حساب آخر، يزرع في من معه بذور الإبداع، ويجعل ضمائرهم تعمل بدل جوارحهم وأجسادهم.

والأروع من ذلك أن يكون شخصية متواضعة يتعامل مع فريقه كأخ أكبر لهم يسمع شكواهم، ينصت لهم ويتفهم أحوالهم، ويتعاون معهم.

في رأيي هذه هي بيئة العمل الصالحة المنتجة التي يكون فيها المدير أو الرئيس بهذه الخصال الحميدة المحمودة، أعتقد أن من يعمل مع مسؤول هذه صفاته مؤكد أنه لن يدخر جهدا أو شعورا طيبا لبذله في سبيل عمله لأنه أخذ أولا تقديرا واحتراما من رئيسه ثم زملائه بالتالي سوف يسعى لأن يكون عند حسن ظنهم.

وهنا ستعود الفائدة على العمل نفسه إنتاجا وجودة وتحسينا.

وللأسف هناك أوجه أخرى من رؤساء أقسام أو مديري المؤسسات ممن يعتمدون على النائب بشكل كلي ويثقون فيه ثقة عمياء ولا يسمعون لغيره ومهما حاول الآخرون الدفاع عن أنفسهم وإثبات أن الصورة التي وصلت عن طريق (النائب) ليست صحيحة لا يستمع لهم وبذلك يتحمل هذا المدير أو المسؤول ذنب كل من ظلموا على يد نائبه المغرور المتكبر المستغل لمنصبه وثقة مديره فيه.

إن الذي يتصف بالظلم والتفرقة في المعاملة والتجني على بعض من يعملون تحت إمرته لهو رئيس يمنح شعورا يحز في نفس الموظف فيشعر بالإحباط فتضعف ثقته وطاقته فيؤجل الإنتاج، وربما يدفع للتهاون والخلل في العمل، وهذا ما نشاهد آثاره تظهر جلية في مجتمعاتنا العربية المتخلفة عن ركب التقدم.

وهناك بعض الرؤساء والمدراء يحكمون ويقيمون عمل الموظف معهم بمجرد المزاج، أو النفاق من يمتدحه يكون صديقه المدلل المقرب ومن لم ينافقه يكون مصيره "الأرشيف" حتى لو كان من أكفأ وأنشط العاملين!

سيدي "الرئيس": حاول أن تتعامل مع مرؤوسيك دون وسيط أو حجاب، قيّمهم بنفسك وعلى أساس الكفاءة لا (المنظرة) والنفاق وانشر روح التعاون وحب العطاء والتقدير للابتكار والأفكار التي تهدف للنهوض بمستوى مؤسستك وانظر الفرق ستجد أنك خسرت الكثير في اتباعك لسياستك السابقة التي كنت تعتمد فيها على حاسة واحدة فقط وهي (أذنك)!

وسترى كم سيؤثر ذلك على العمل بشكل إيجابي ملحوظ.

سأذكر لكم موقفا جميلا ومتميزا لن أنساه في حياتي.

كنت وفريقي التطوعي الرائع في فعالية وجاءت لحظة تكريم الفريق، كان رئيس الفريق موجودا بالفعل على منصة التكريم وكان يجب أن يتسلم هو التكريم بما أنه المسؤول، لكني فوجئت به يطلب مني الصعود إلى المنصة لاستلام التكريم!

بالطبع كانت مفاجأة غير متوقعة وموقفا متميزا ومؤثرا فيّ، بالطبع اندهشت وغمرتني السعادة لأنني حظيت بمدير مثل هذا الإنسان الذي يضحي من أجل فريقه ويحترم جميع أعضائه ويثق فيهم ويقدر جهودهم.

وأقول له أكثر الله من أمثالك. كم نحتاج شخصا مثلك في بلادنا مؤكد أنها ستنهض وتكون أروع البلاد!

شكرا سيدي، أما في عملي فترؤسني شخصية لا تقل روعة ورقيا عن مسؤول الفريق وإن حاولت الوصف بأجمل الكلمات لن تف هذا الإنسان حقه عن روحه السمحة المحبوبة لجميع مرؤوسيه ولن يختلف معي زميل واحد على ذلك، ثم يأتي دور رئيسي المباشر الذي أعتبره أبي الثاني، كم يرفع هذا الشخص من معنوياتي ويسعد حينما يسمع مني مقترحا أو فكرة ويتبناها ويعمل عليها ويعتصر مني أجمل ما في لتسخيره وصبه في مصلحة العمل.

أقول لكم جميعا ما أسعدني بكم، حقا أكثر الله من أمثالكم.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز