عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د.منال متولي تكتب : البيئة ما لها وما عليها "معاً نحميها"

د.منال متولي تكتب : البيئة ما لها وما عليها "معاً نحميها"
د.منال متولي تكتب : البيئة ما لها وما عليها "معاً نحميها"

مما لا شك فيه أن الإنسان لا يستطيع الاستغناء عن الهواء إلا لدقائق معدودة وبالتالي يجب أن يكون الهواء نقيا صالحاً للتنفس ولا يحتوي على ملوثات من شأنها أن تسبب أضرارا بالصحة العامة وكافة أشكال الحياة والبيئة سواء على المدى القريب أو البعيد.



لقد بدأت مشكلة تلوث الهواء تظهر بشكل فعلي بعد الحرب العالمية الثانية وظهور البترول وما تلاها من ثورة صناعية، فقد انتشرت المصانع المختلفة في كل مكان كما انتشرت السيارات وآليات النقل ما أدى إلى ارتفاع حاد في نسبة الملوثات الهوائية وذرات الغبار في الجو.

وانصب اهتمام الناس بالتطور الصناعي والاقتصادي بدون النظر إلى أبعاده البيئية، وقد سبب هذا التطور العديد من الكوارث البيئية التي أدت إلى مشاكل صحية وبيئية أودت بحياة الكثير من الناس، وتسبب ملوثات الهواء في وفاة ما يزيد على سبعة ملايين إنسان سنويا والعديد من الأمراض الخطيرة. لقد أصبحت حياتنا في خطر، إذ يؤكد تقرير الصحة العالمية لعام 2018 أن 9 من كل 10 أفراد حول العالم لا يتنفسون هواء آمنا.. يتميز التلوث الهوائي عن غيره من أشكال التلوث بأنه سريع الانتشار حيث لا يقتصر تأثيره على منطقة المصدر بل يمتد إلى المناطق المجاورة والبعيدة، لذلك فإن التلوث الهوائي لا يمكن السيطرة عليه بعد خروجه من المصدر لذا يجب التحكم به ومعالجته قبل خروجه إلى الجو، كما أنه غالبا ما لا يرى بالعين المجردة بالإضافة إلى أنه متعدد المصادر.

كل هذه الصفات تجعل من تلوث الهواء "القضية البيئية الكبرى" وماذا عن مصر بالتحديد؟ هل نعاني من تلوث الهواء؟ نعم بالتأكيد.. إذ يُشير تقرير مؤشر أداء البيئة 2018 (EPI) أن مصر تقع في المرتبة 99 من أصل 180 دولة في مؤشر تلوث البيئة العام، وهذا يعني أننا في وضع سيئ، وحصدت مصر 47.55 من 100 نقطة وأظهر أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتج عن حرق المشتقات النفطية وحرق النفايات وعوادم السيارات أكبر عامل مسبب لتلوث الهواء في مصر، إذ وصلت مصر للمرتبة 136 من أصل 180 دولة في هذا المؤشر.

لقد آن وقت التحرك نحو حماية البيئة المصرية من أثر تلوث الهواء ومضاعفاته لأن لكل ضرر بيئي عبئا وتكلفة، سواء كانت تلاشى في موارد الدولة أو تدهور صحة المواطن.

الطريق نحو عدالة بيئية مستدامة: معاً نحميها لقد أصبحت حياتنا في خطر، إذ يؤكد تقرير الصحة العالمية لعام 2018 أن 9 من كل 10 أفراد حول العالم لا يتنفسون هواء آمنا.. كما يؤكد التقرير أيضا أن تلوث الهواء مسؤول عن موت حوالي 7 ملايين إنسان حول العالم سنوياً.. وأضاف أن تلوث الهواء في الأماكن المحيطة مسؤول عن 4.2 مليون حالة وفاة مبكرة في عام 2016 منها حوالي 300 ألف لأطفال تقل أعمارهم عن 5 سنوات بالإضافة إلى الهواء الداخلي (الهواء الملوث داخل المنازل) والناتج من الوقود والأجهزة الملوثة للهواء من أجل الطهي والتدفئة كان مسؤولاً عن 3.8 حالة وفاة مبكرة عام 2016 وتشمل 400 الف حالة وفاة لأطفال تقل أعمارهم عن 5 سنوات.

تلوث الهواء أًصبح خطر يهدد المجتمعات بالموت.. وماذا عن تلوث الهواء في منطقتنا؟ لقد أشار التقرير أن نصيب إفريقيا سنوياً من حالات الوفيات يبلغ حوالي 1 مليون من تلوث الهواء والشرق الأوسط 500 الف فرد سنوياً، لكن هناك بعض الحلول الأولية يمكننا اتخاذها للحد من تلوث الهواء:

 رفع مستوى الوعي البيئي لدى المجتمع.

 الحد من حرق المشتقات النفطية في توليد الكهرباء وهذا يتطلب تشريعات قانونية.

وقود وتكنولوجيا للطهي والتدفئة أكثر نظافة.

 إدارة أفضل للنفايات.

الحد من استخدام السيارات.

إضافة محتوى علمي تثقيفي بشأن البيئة لطلاب الجامعات.

حلول للحد من تنفس هواء ملوث: الحد من المشي في الشوارع المزدحمة.

الحد من قضاء وقت بالقرب من إشارات المرور.

قضية البيئة المصرية تُعتبر أمنا قوميا من أجل الحفاظ على صحة المواطنين ومن هذا المنطلق أُناشد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن نُطلق مبادرة توعية بيئية من أجل الحفاظ على البيئة المصرية، وأقترح أن يكون اسم المبادرة (معاً نحميها)، بالتعاون معنا من أجل بيئة مصرية نظيفة ومستدامة.

 

*خبيرة الطاقة والبيئة

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز