حرفة الجمال المنسي "مشغولات الجريد"
كتب و تصوير - سماح زيدان
40 عاما يجلس الحاج محمد منعكفا على قطعة صلبة وحادة من خام الجريد، حرفة توارثها عن أبيه وجده، امتلك حبها قلبه، فلم يستطع تغييرها وأحبها وأظهر فيها مهارة الصانع المصري، وإبداعه في مشغولات الجريد من الكراسي، والترابيزات ومحتويات الحديقة من "برجولة، شزلونج"، وغيرهما.
في "زاوية" صغيرة بمداخل معظم المنازل بالقرية أو قطعة أرض خالية، بمجرد دخولك لقرية برج رشيد التابعة لمحافظة البحيرة تجد جريد النخيل كعلامة على الصنعة أو حرفة "القِفاصة" كما يطلق عليها أصحابها، فتعمل بها بعض الأسر رجال ونساء وأطفال.
حيث يبدأ الأمر بتقطيع الجريد من النخل وتنظيفه وتهيئته لتشكيله حسب طلب السوق، وفي مواسم الخضراوات والفواكه تكون صناعة الأقفاص، والبعض يعمل في صناعة مستلزمات القرى السياحية، سواء "ترابيزات" أو كراسي أو شمسيات والبعض يتفنن في عمل أبراج الحمام بمئات العيون.
اجتهادات للحفاظ على حرفة ورثوها أبا عن جد، تعتمد على التركيز بشكل كبير والمجهود البدني والأدوات البدائية الحادة، دون عائد مادي مُجزٍّ يغري الشباب، ليتخذوها مجال عمل دائم، حيث قال الحاج محمد من زمان: حاليًا يعمل بها العجائز وهي في طريقها للانقراض.