غواصو الصيد اليدوي.. أكل العيش يتحدى برد الشتاء "فيديو"

كتبت وتصوير - إسراء سعد

في تمام الواحدة بعد منتصف الليل، برغم سقيع الشتاء الشديد في المدن والقري الساحلية بمصر، يستيقظ يوميا محمد بدوي، وأخوته الثلاثة ساعين للرزق، عن طريق الصيد اليدوي بالغوص في الترع والمصارف المائية المحيطة بهم، مواجهين الكثير من المخاطر بداية، من الأمراض الروماتيزمية، والجروح القطعية بسبب تلوث مياه الترع بالقمامة والمخلفات الحادة من زجاج وعلب معدنية، وحظ عاثر في أحيان كثيرة بسبب الصيد غير الشرعي بالكهرباء، الذي يتسبب في موت السمك، أو المشاجرات والمشاحنات مع صيادين المناطق المجاورة.

التقت عدسة "بوابة روز اليوسف" بالأخوة عند قيامهم بالصيد في قرية محلة الأمير بمحافظة البحيرة، وسرد علينا الأخ الأوسط الشحات بدوي: "إحنا خمسة أخوات أتربينا على مهنة الصيد اليدوي"، مشيرا إلى أنه تعلم المهنة على يد أخيه الأكبر الذي إصابة المرض بسببها وأصبح مقعدًا لا يقوى على الحركة وكسب العيش، فيتعايش على نقود قليلة يقوم أخوته باقتطاعها له من رزقهم يوميا.

وأشار إلى أن من أكثر المخاطر التي تواجههم هو عدم وجود حقن المصل في المستشفيات، بسبب تعرضهم للجروح القطعية من السير في المياه، واحتوائها على الزجاج ومخلفات المنازل المسببة لهم بالأذى، مشيرا إلى مصاعب الصيد في الشتاء السقيع "البرد للنفر مش جتته بس.. العضم نفسه بيتوجع من السقعة".

وأضاف الأخ الأصغر أحمد بدوي أنهم ينتقلون يوميا من بلد إلى بلد، بمسافات كبيرة على "التروسيكل" الخاص بهم الذي اشتروه معا بالتقسيط حتى يستطيعوا التنقل وحمل السمك الذي يصطادوه يوميا ليجلب رزق يومهم، مشيرا إلى المشاكل التي تواجههم من أهالي المناطق والصيادين، خاصة الذين يقومون بالصيد الغير شرعي بالكهرباء، فيقومون بطردهم، ويصطادون السمك بطريقتهم غير الشرعية فيصاب السمك بالأمراض التي تصل إلى المستهلك، منها السرطان كما أشاروا.

واختتم الأخ الأكبر محمد بدوي الكلام، بأن مهنة الصيد هي المهنة الوحيدة، التي شبت أسرته عليها، "علشان النفر مايمدش إيده" ويعيش حياة كريمة.