عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

فاطمة العسيلي تكتب: نافذة على الأعماق

فاطمة العسيلي تكتب: نافذة على الأعماق
فاطمة العسيلي تكتب: نافذة على الأعماق

بعض منا يعلم ذاته جيدا، يرى مواطن النور فيها، ويحاول طرد الظلام منها، يجاريها أحيانا، وأحيانا أخرى يخوض حروبا شعواء عليها فينتصر أو تنتصر هي ...



أحيانا أجدني قوية شجاعة مع ذاتي وعليها، وذلك لأنني أعلم دواخلها وعيوبها قبل ميزاتها، ونقاط ضعفها قبل قوتها، إن أردت تحديها غالبا ما أفوز عليها،  وأعلم كيف أراودها، فهذه هي قوة الذات أن تعرف نفسك جيدا ..

أعانني في ذلك أنها مفعمة بالمشاعر الطيبة المرهفة و تحب دائما السعي للتغيير للأفضل من أجل أهداف سامية اولها وأهمها هو الرضا من خالقها ..

أيضا أنها لطالما تسببت في الأذى لي بسوء اختياراتها وعدم تمييزها بين الصدق والكذب فيمن يتعاملون معها... أدركتْ هذه الحقيقة فأصبحت تنصاع لي و_سلمتني زمام أمرها_!!!

ماذا نحتاج من المحيطين سوى الود والحب الصادق والاحترام والتقدير وعلى رأس هذه الاحتياجات (الاحتواء)، وأغلبنا يفتقد الاحتواء في عصرنا هذا .

كنت منذ زمن عندما أشتم رائحة الحب من بعيد أهرول إليه وأعطي كل ما أملك دون تفكير في سبيل الشعور به، لكن من كثرة الطعنات والخذلان أصبحت أهرب وأتوارى منه  إن شعرت به قادما من بعيد ...!

آخذ مسارا آخر حتى لا أتقابل معه، مع أنه بالنسبة لي يعني [الحياة].

متمرسو ثمثيل النقاء والطهارة والحب لا يكفون عن مطاردتي لكني الآن بت أشتم رائحتهم، أميز أقنعتهم الزائفة بسهولة فائقة، وأصبح لجام نفسي بيدي لا أسمح لها أن تقودني وتوقعني في شراك المنافقين .

رسمت لها ولمن يحاول التقرب منها حدودا فائقة الارتفاع حصينة محصنة لا يمكن تعديها أو اختراقها هذه الأسوار التي أحطتها  بها إلى حد ما، أشعرتني بالأمان والاطمئنان من نيل جنود ( النفاق ) من روحي التي أضعها في مشكاة في أعماق دواخلي خوفا عليها من التلوث الذي تفشى في عالمنا .

نعم تفتقد الكثير في عزلتها ! تفتقد وتفتقر أيضا ..

لكن كنوزها التي تملأ دواخلها تكفيها عزا  وتعزز قناعتها ثم إيمانها بأن هناك ربا رحيما لطيفا لن يضيعها أبدا ويوما من الأيام ربما يكون قريبا ستقر عينها بما لا ترى ولم تسمع ولم تحلم به...

 إنها مؤمنة بأن من ترك شيئا لوجه الله أبدله الله خيرا منه، ومهما طال الزمن وقلبنا الترقب على جمر الانتظار سيأتي الفرج من الرب الرحيم  .

حافظ على روحك من عوامل التلوث حتى إذا حانت لحظة التكريم تشعر باستحقاقك له وتسعد به وتتلقاه برأس مرفوع .

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز