عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

رئيس قسم الفلك بـ"القومي للبحوث الفلكية": التنجيم ليس علمًا.. وسوريا سبقتنا بتجريمه

رئيس قسم الفلك بـ"القومي للبحوث الفلكية": التنجيم ليس علمًا.. وسوريا سبقتنا بتجريمه
رئيس قسم الفلك بـ"القومي للبحوث الفلكية": التنجيم ليس علمًا.. وسوريا سبقتنا بتجريمه

كتب - عبد الحليم حفينة

لا يوجد تأثير للأجرام السماوية على حياة البشر باستثناء تأثير محدود للقمر



الإعلام المرئي المسؤول عن انتشار التنجيم.. ونطالب المجلس الأعلى للإعلام بمنع ظهور المنجمين

سوريا سبقتنا في تجريم التنجيم وأطالب المشرع المصري بحصار الظاهرة ووقفها

في مستهل كل عام ميلادي جديد، تتهافت وسائل الإعلام على نشر توقعات الأحداث وحظوظ الناس بالتوافق بين الأبراج وتواريخ الميلاد، البعض يرى فيها حقائق تقود مصائرهم وتشكل أمزجتهم، بينما يرى آخرون أنها محض فلكلور شعبي لا علاقة له بالحقيقة أو العلم، وآخرون يصفونها بأنهار خرافات ومخالفة صريحة لتعاليم الأديان، "بوابة روزاليوسف حاورت الدكتور أشرف تادرس رئيس قسم الفلك بالمركز القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، وعضو اللجنة الوطنية لعلوم الفلك والفضاء بأكاديمية البحث العلمي، لاستجلاء الحقيقة وراء الأمر، واستبيان العلاقة بين التنجيم وعلم الفلك، وإلى نص الحوار:

التنجيم والعلم

* هل تعتمد توقعات المنجمين بالأحداث على علم الفلك؟

- التوقعات السنوية للأبراج وحظوظ الناس لا تعتمد إطلاقا على علم الفلك، إنما يندرج هذا النوع من التوقعات تحت حرفة التنجيم، والتنجيم ليس علمًا، وإنما هو حرفة؛ لأن العلم لا يقبل بالتأويل، بل يعتمد على الحقائق، فلو كان علمًا لاتفق جميع المنجمين على توقع واحد، ومعهم في ذلك الفلكيين أيضا.

* هذه الإجابة تقودنا لسؤال مهم، كيف يرى الفلكيون التنجيم؟

 التنجيم مجرد قراءة لمواقع النجوم والكواكب مع الشمس والقمر ثم إعطاء تفاسير لها تعتمد على ثقافة المنجم والخلفية العلمية له وما يعرفه عن الشخص الذي يتنبأ عنه.. إلى آخره، وبهذا الشكل فالتنجيم مثله مثل قراءة الكف والفنجان وضرب الودع وفتح "الكوتشينة"، ولذلك لا يتفق المنجمون أبدًا على شيء واحد بل كل منجم حسب رؤيته للموضوع.

* هل تؤثر حركة الأجرام السماوية على مصائر الناس وأمزجتهم؟

- علم الفلك بكل ما فيه من أجرام سماوية ليس له تأثير على مصائر الناس ونشاطهم على الأرض فيما عدا تأثير جاذبية القمر- كأقرب جرم سماوي لنا- على الحالة النفسية والمزاجية لبعض الناس، وهو لا يزال قيد الدراسة.

* إذا كان للقمر تأثير القمر على أمزجة الناس.. ما الدراسات التي تشير إلى هذا؟

- تقول بعض الدراسات الإحصائية إن القمر البدر يؤثر على الإنسان والحيوان بشكل دوري مثل تحسن المزاج واضطرابات النوم ومشاكل بالهضم أو بدء الدورة الشهرية وأيضا مشاكل في العلاقة الحميمية، كما أن هجمات الحيوانات قد تزيد في وقت القمر البدر كذلك، وكلها أمور ليست مؤكدة مائة بالمائة فهي قيد الدراسة ولم تثبت صحتها بعد.

* هناك من يعتمد على حركة الكواكب في قراءة الطالع كما يقولون.. ما التفسير العلمي لارتباط حظوظ الناس بحركة كل كوكب؟

- قراءة الغيب عند المنجمين تعتمد على البرج الشمسي وأطوار القمر (هلال- تربيع- احدب- بدر) كما تعتمد أيضا على حركة الكواكب في السماء، فلكل كوكب مؤشراته الخاصة فالزهرة شيء وزحل شيء آخر، المشترى شيء وعطارد، وهكذا.

* ما ذا يعني البرج الشمسي والبرج الطالع.. وما الفارق بينهما؟

- البرج الشمسي هو المجموعة النجمية التي تتواجد فيها الشمس لمدة شهر في السنة، أما البرج الصاعد أو الطالع كما يطلق عليه المنجمون فهو البرج أو المجموعة النجمية التي تطلع فيها الشمس وقت الشروق تمامًا يوم ميلاد الشخص.

* بعض الأحداث التي يتنبأ بها المنجمون تحدث، وبعض صفات الأبراج تكون حقيقية، بما تفسر هذا الأمر؟

- الأبراج تندرج تحت مسمى التوقع الإحصائي لأن بحث أي أمر على عينة كبيرة جدًا من الناس (مواليد برج معين) دائمًا يعطي علاقة إحصائية ضعيفة بالإيجاب أو بالسلب، ونضرب مثالا لذلك، فيقول لو قسمنا الناس إلى ١٢ جزءا (شهرا) حسب تواريخ ميلادهم، وقمنا بعمل استفتاء رأى على ميلهم للون الأحمر مثلًا، لا بد أن يكون هناك شهر من الشهور له أعلى نسبة عن باقي شهور السنة، وهكذا نقول إن مواليد البرج الفلاني يميلون إلى اللون الأحمر وهكذا، وهو ما نسميه العلاقات الرقمية فهي تحقق نتيجة (وهمية) مع الأعداد الكبيرة من الناس دون أن تكون خاصية أصيلة في هذه الفئة.

* كيف تفسر انتشار ظاهرة التنجيم؟

- الإعلام المرئي هو السبب الرئيسي في انتشار التنجيم، وفي هذا الشأن ناشدت القنوات الفضائية أكثر من مرة من خلال مقالات أو بيانات إعلامية بعدم الترويج لهم، كما ناشدت الإعلاميين أيضا بعدم استضافة هؤلاء المنجمين، ومنع ظهورهم في برامجهم فهم خطرًا على المجتمع لا يقل خطورة عن خطر الإدمان لأنهم يسممون أفكار الناس بخرافات ومخاوف ليس لها دليل من الصحة بل تهوي بهم إلى قاع التخلف.

* هل لعلماء الفلك الأكاديميين دور في انتشار هذه الظاهرة؟

- أقولها حاسمة جازمة، عالم الفلك فلان وعالمة الأبراج فلانة هم ليسوا فلكيين، وليسوا حاصلين على أي درجات علمية في الفلك، ونحن لا نعرفهم وليس لنا صلة بهم على الإطلاق، بل هم محسوبون علينا ويشوهون علم الفلك وعلماؤه الأجلاء، والفلكيون الحقيقيون هم خريجو أقسام الفلك والفضاء بكليات العلوم، والحاصلين على درجات علمية (بكالوريوس- ماجستير- دكتوراه)، وهم معروفون لدينا ومنهم أعضاء في الاتحاد الدولي الفلكي ولهم أبحاث علمية متخصصة، أما هؤلاء فهم نقمة على علماء الفلك بل على علماء مصر جميعًا، فالتنجيم ليس علمًا ولا يُدرس في الجامعات الرسمية للدولة ولا يعترف به المجلس الأعلى للجامعات.

* لماذا لا يقوم المركز القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بنشر تقارير إعلامية للتصدي لتوضيح الأمر للجمهور؟

- الخطير في الأمر أن بسطاء الشعب المصري يستقي معلوماته من شاشات التليفزيون لذلك تناشد اللجنة الوطنية لعلوم الفلك والفضاء- التي أشرف بعضويتها- المجلس الأعلى للإعلام، لمنع هؤلاء المنجمين من الظهور في الإعلام، ولا يُعطون للمضللين فرصة لتشويه ما نبنيه فهم يضللون العقول، ويشوهون الأفكار ولهم تأثير سلبي على المجتمع وأجياله القادمة، فالتنجيم من أمور العرافة واستقراء الغيب ورؤية المستقبل، وهي أمور ظنية مكروهة في الدين ومرفوضة من المجتمع!

* هل نتوقع أن تنتفض الجهات العلمية المنوطة بالأمر لمطالبة المشرعين بإصدار تشريعات تساعد في حصار هذه الظاهرة؟

- في هذا الصدد أهنئ الحكومة السورية على أمر ليس في بلادنا، فبالرغم مما يعانونه من مصائب ومحن إلا أن قوانين الدولة تجرم وتحرم العمل بالتنجيم وأمور العرافة، ومن هذا المنطلق نطالب المشرع لإصدار التشريعات المناسبة لمنع ظاهرة التنجيم من الانتشار بهذا الشكل المريع، وسنقوم بتقديم مقترحات رسمية لمجلس النواب، تقضي بتجريم التنجيم.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز