عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

صنعة بلا صنايعية

صنعة بلا صنايعية
صنعة بلا صنايعية

تقرير - سماح زيدان

"ورثتها عن جدي، كان عنده 80 سنة وشغال الحرفة ديه، هي اسمها القِفاصة" هكذا قال الحاج جمال الرجل الستيني، أنه أحب حرفة القفاصة وتعلمها من جده، ويعمل بها حتي الآن.. ويروي الحاج جمال: سافرت ليبيا والعراق، ولي زملاء وجيران سافروا لدول عربية، في فترة شبابنا، ولم نعمل بشيء سوي حرفتنا لأننا نحبها، وهي فيها فن، وأدواتها بدائية، وخامتها الوحيدة جريد النخل، حيث كنا نصنع أشياء عديدة، وكانوا يقدرونها ويدهشون لجمالها، سواء سلة لحمل التليفون المنزلي، أو سلة للجرائد، وشكل آخر لحمل الأحذية ومكتبات للكتب وللتليفزيونات، كان شغل رائع، يتم تقفيلة بورنيش وكانوا يقدرونه ماديًا، في بلدنا لو قررنا نعمل الشغل ده "الزبون" لا يقدره وسيكلفنا الكثير. 



 

 

في "دكاكين" صغيرة، ومداخل معظم المنازل، والأراضي الخالية، بمجرد دخولك لقرية برج رشيد، التابعة لمحافظة البحيرة، تجد جريد النخيل، كعلامة علي الصناعة، أو حرفة القِفاصة، كما يطلق عليها أصحابها، فتعمل بها بعض الأسر، رجال ونساء وأطفال، حيث يبدأ الأمر، بتقطيع الجريد من النخل، وتنظيفه وتهيئته لتشكيله، حسب طلب السوق، ففي مواسم الخضراوات والفواكه، تكون صناعة الأقفاص، والبعض يعمل في صناعة مستلزمات القري السياحية، سواء "ترابيزات"، أو كراسي أو شمسيات، والبعض يتفنن في عمل أبراج الحمام، بعيون كثيرة يصل عددها لمئات.

اجتهادات كثيرة، للحفاظ على حرفة ورثوها أبا عن جد، تعتمد على التركيز بشكل كبير، والمجهود البدني والأدوات البدائية الحادة، دون عائد مادي مُجزي يغري الشباب،

ليتخذوها مجال عمل دائم حيث قال الحاج جمال: العائد المادي يحرك كل شيء، ويحرك الشباب، مضيفا هم يهربون من الحرفة لأنها غير مجزية والذين يعملون بها الآن عددهم أقل من زمان، حاليًا يعمل بها العجائز وهي في طريقها للانقراض.

وأضاف الحاج جمال: الحل هو أن نتكتل نحن العاملون بها لتكوين جمعية أو نقابة تكون قناة تواصل مع المسئولين، وأن تدعم الدولة الباقين في العمل بالحرفة وتمولهم بقروض ميسرة للمشروعات الصغيرة، وتشترط علي كل من تموله تدريب 10 شباب علي الحرفة حتي يتقنها.

واستكمل الحاج جمال وعندما يتعلم المتدربين الحرفة يتم تمويلهم لفتح ورش خاصة بهم، وتتبني الدولة منتجاتنا، مشيرا إلى أن الدول الأوروبية والعربية تحب هذه المنتجات وتسويقها سيجلب لنا عملة صعبة.

وأضاف الحاج محمد راشد صاحب ورشة صغيرة بنفس المدينة، أن المسئول عن التدريب هو الصانع، فإذا تم الاهتمام بالحرفة وتصدير المنتجات، حينها سيجد الشباب عائد مادي يغريهم على الاستمرار في أعمالها بشكل إبداعي يناسب التصدير من حيث الشكل والجودة.

 

ويكمل: زمان كنا نعلمها لأطفالنا من سن خمس سنوات بجانب دراستهم، لأن العمل فيها يعتمد علي الجلوس بشكل معين يصعب علي الشخص العادي، والتعامل مع خامة غير مستقيمه وهي جريد النخل، بأدوات حادة يحتاج التعلم فيها فترة تتخطي الخمس سنوات، حتي يصنع كرسي كاملًا أو منضدة.

وكنا نبيع الكرسي ب عشرة جنيهات، بينما الآن يبدأ سعره من ثمانين جنيها إلي 120 جنية، وأحيانا يأتي صاحب رأس مال مستغل ليس له علاقة بالحرفة يشتري منا ما أنتجناه بنصف الثمن أو أقل ليبيعه في فصل الصيف للقري السياحية بضعف السعر ونخسر نحن تعبنا ومجهودنا، ولكن نضطر أن نوافق حتي نشتري جريد النخل لأنه في أوقات الشتاء نشتري ال 1000 جريدة ب800 جنيه، بينما في فصل الصيف يرتفع السعر ل 1300 جنيه، فلو تبنت الدولة الحرفة ستحمينا من الاستغلال، والسوق يمشي دون استغلال للصانع أو "للزبون".

 

 

 

 

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز