عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د. منال متولي تكتب: "بحيرة المنزلة" بعد توجيهات الرئيس بارقة أمل نحو المستقبل

د. منال متولي تكتب: "بحيرة المنزلة" بعد توجيهات الرئيس بارقة أمل نحو المستقبل
د. منال متولي تكتب: "بحيرة المنزلة" بعد توجيهات الرئيس بارقة أمل نحو المستقبل

إن حق المواطن المصري في العيش في بيئة نظيفة حق دستورى أقرته التعديلات الدستورية الأخيرة.. والمتابع للشأن المصري يجد أن القيادة السياسية في مصر لديها إصرار كبير على فتح الملفات الشائكة والتعامل معها بكل حزم وذلك بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى.



ورغم التحديات الكبيرة التي تواجه وزارة البيئة من أجل تأكيد هذا الحق فإن الانجازات العديدة التي تحققت في الفترة الأخيرة في مجال البيئة تعكس إصرار الرئيس على تحدى الصعاب واستلهام روح ثورة30 يونيه في كل انجاز يحقق وفى كل خطوة يخطونها من أجل تحسين الظروف البيئية وتقليل أضرارها على المواطن، وفى أكثر من مناسبة يؤكد الرئيس أن الجهود متواصلة لتحسين الأوضاع البيئية والحد من التلوث الهوائى والمائى للحفاظ على ثروات مصر الطبيعية والبشرية وحماية صحة الإنسان المصري لأن معركة البناء والتعمير والتنمية الشاملة لا تنتهى.

 وقد أكد الرئيس في تصريحاته الأخيرة على هامش افتتاح مشروع الاسكان غيط العنب (بشاير الخير 2 بالإسكندرية) على أهمية الاهتمام ببحيرة المنزلة وأن تكلفة إعادتها لطبيعتها نحو ٣٠ مليار جنيه وتعكس التصريحات السابقة اهتمام سيادته بتطوير البحيرة.

تعد بحيرة المنزلة إحدى أكبر البحيرات في مصر، وتنتج ما يقرب من 48% من حاجة مصر للأسماك، وتقع فيها مدينة المطرية، بمحافظة الدقهلية، على ضفافها بالكامل، ويحدها 4 محافظات هي الدقهلية، وبورسعيد، ودمياط، والشرقية.

تعتبر بحيرة المنزلة من أهم وأكبر البحيرات في جمهورية مصر العربية إذ تبلغ مساحتها حوالى 406.587 كيلومترا مربعا، أي ما يعادل 4،716 فدانا، كما تعتبر من أهم المصايد المصرية والمواطن البيئية المناسبة لنمو وهجرة وتكاثر العديد من الأسماك الاقتصادية.

بلغ إنتاج البحيرة حوالى 70% من جملة الإنتاج السمكى في مصر عام 1980، بيد أن هذه الإنتاجية تقلصت في السنوات الأخيرة، نتيجة سوء العوامل البيئية، الزحف العمرانى والزراعى إلى مايقرب من % 20من جملة الغلة السمكية ومازالت في تناقص مستمر، من أهم العوامل التي أدت إلى تدهور الإنتاج السمكى في هذه البحيرة تذبذب مساحة البحيرة وقلة المياه المتدفقة اليها وعدم تطهير البواغيز بصفة مستمرة، حيث تناقص إنتاجها السمكى خلال العشر سنوات الماضة إلى ما يقرب من نصف الكمية. تستقبل البحيرة يوميا مايقرب من 6900 مليون متر مكعب من المياه العذبة المحملة بملوثات الصرف الزراعى والصناعى والصحى عبر عدة مصارف رئيسة أهمها مصرف بحر البقر، مصرف حادوس، السرو، رمسيس وفارسكور. تلعب مياة هذه المصارف دورا كبيرا في تغير الخصائص الفيزيائية والكيمائية لمياه البحيرة.

يعتبر مصرف بحر البقر من أخطر مصادر التلوث لما يحمله من مخلفات صناعية وزراعية وصرف صحي غير معالج، ويبلغ طوله حوالي 190 كيلو مترا، ويمتد من جنوب القاهرة مارا بمحافظات القليوبية والشرقية والإسماعيلية والدقهلية ويصب في بحيرة المنزلة، ويستقبل مخلفات الصرف الصحي غير المعالج من التجمعات السكانية على جانبيه أو من شبكات للصرف الصحي مباشرة من المدن المطلة عليه.

وتكمن خطورة هذا النوع من التلوث في ظهور الأمراض الطفيلية والمتوطنة بين جموع المواطنين الذين يعيشون حوله.. كما يصيب المصرف الأسماك الموجودة فيه بالطفيليات ويستقبل المخلفات الصناعية من المصانع المطلة على البحيرة التي تحمل معادن ثقيلة أهمها الرصاص والزرنيخ والحديد وتتركز هذه المعادن في أنسجة الأسماك التي تعيش في المصرف أو بحيرة المنزلة حيث يصب المصرف مياهه الملوثة فيها.. ويمثل ذلك مخاطر صحية للإنسان في حالة تناول هذه الأسماك. ويلقي مصرف بحر البقر حوالي 43% من كمية المياه التي تصب في بحيرة المنزلة يليه مصرف بحر حادوس بنسبة 23% وتكمن خطورة مصرف بحر البقر في نوعية المياه ذات مخلفات الصرف الصحي والزرعي والصناعي وما تحمله من معادن ورواسب ضارة جدا.

 واعتبر تقرير الرصد البيئى للبحيرة عن مايو 2016، بحيرة المنزلة خزانا لمياه الصرف الملوثة بالمخلفات الآدمية، من خلال استقبال مياه المصارف الزراعية وسجلت أربع نقاط لتحليل مياه البحيرة نسبة بكتيريا اعلى من المعدل المسموح به نتيجة التلوث بمصرف بحر البقر، فيما ترتفع نسب المعادن والفلزات الثقيلة" كادميوم، الزئبق والرصاص" في المناطق القريبة من المنطقة الصناعية ومصنع الكيماريات.

الآثار الاقتصادية لتلوث البحيرات المصرية

ضعف الإنتاج السمكى يؤدى إلى زيادة الاستيراد لمواجهة الاحتياجات مما يمثل عبئًا على ميزان المدفوعات

 

كما أن أي ضرر بيئى مهما كان طفيفًا يؤدى إلى آثار طويلة المدى وخسائر لا يمكن علاجها تتمثل في:

موت الأسماك والأحياء البحرية.

تدمير البيض وهلاك صغار الأسماك ويرقات الأحياء المائية.

هجرة الأسماك وهروبها من المناطق الملوثة إلى مناطق أخرى.

تسمم وهلاك الطيور البحرية الساحلية نتيجة ما تتغذى به من مواد بحرية ملوثة.

تغير لون وطعم الأسماك والأحياء البحرية والطحالب المستخدمة في الغذاء.

إن جهود السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لا يمكن إنكارها بأي حال من الأحوال ولكنها وحدها لا تكفي فالحكومة والشعب ومنظمات المجتمع المدني لابد أن تتضافر جهودهم جميعا من أجل تنفيذ مشروع تطوير بحيرة المنزلة على اكمل وجه أو على ذلك الوجه الصحيح الذي اختاره السيد الرئيس.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز