شيرين حمدي تكتب: في الكلام.. رؤساء أقسام

نحن شعب تعودنا على مفهوم (القيل والقال) نتكلم أكثر مما نستمع، وقدرتنا على الكلام _يا سلام_ تفوق بمراحل قدرتنا على الاستماع، إذا تعودت أن تتكلم ولا تسمع فأقحمت نفسك بمنطقة خطر، ففي الكلام استدراج وفى الاستماع إدراك، وكثيرا ما سمعنا (من يتكلم كثيرا _فعله قليل) حقيقة فكثرة الكلام يقلل من قيمة ووقت الفعل.

وبالنظر إلى الأحداث الجارية نرى مهازل في الفترة الأخيرة تناقلنا أخبارا وأحاديث على مواقع التواصل والكل أصبح حديثه الشاغل فلانة أو فلان ونصبوا أنفسهم هجوما أو دفاعا وتركوا واقعهم ومشاكلهم وجلسوا وراء الشاشات الإلكترونية ليكونوا قضاة يتداولون أساليب المحاسبة والمساءلة.

يا أعزائي لم نسمع عن توجه بالمشاركة بآرائكم أو بالنقد في مواهب للابتكار والإبداع سواء كانت علمية أو فنية متعلقة بأي فكر إبداعي، لكن أغلب الانتقادات على مواضيع ليست ذات قيمة بأن تأخذ ضجة بين أوساط الناس ثم تصبح حديثا للإعلام.

وفى انتشار الشائعات نحتل المركز الأول عالميا في نشر كل ما هو حصري كاذب ليصدقه الغالبية من رواد المواقع ويستقبلوه وينشروه بكل تلهف، ونرى أنها انتشرت انتشارا كبيرا مع الزيادة في وسائل الإعلام الجديدة (عبر التطبيقات الإلكترونية)، وكأننا نلهث وراء كل ما يثير ضجة لنصبح نجوما ولكن نجوما باهتة إشعاعها كاذب مدمر للناس، فالإشاعات قد تهدم النسيج الاجتماعي والوطني، وتهدف لخلق البلبلة والإحباط لدى أفراد المجتمع.

وقد لخص المفكر الاقتصادي الشهير (بول كروجمان) ذلك كله في كلمات قليلة فقال إن الحقيقة لا تنتشر دائما حيث إن الجهلاء يمتلكون القدرة على جعل الناس يصدقونهم من الناحية الظاهرية وغالبا يمتلكون القدرة على الإقناع.

تذكر دائما أنك لن ترى الحقيقة بالرغم من وضوحها لذلك استقيموا واعتدلوا ليس فقط في الأفعال فمن الأجدر الاستقامة والاعتدال في الكلام..(ليرحمكم الله).