عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

فاطمة العسيلي تكتب: واحد ضمير وصلحه

فاطمة العسيلي تكتب: واحد ضمير وصلحه
فاطمة العسيلي تكتب: واحد ضمير وصلحه

عندما تترأس الشخصيات السلبية ممن كلفهم الله مسؤولية رقاب العباد، سواء في المؤسسات أو الإدارات وغيرها.



تطغى أمراض كثيرة تسبب إرباك العمل والحد من جودته .

وقليلا ممن اصطفاهم الله ومنحهم قلوبا حية تنبض بضمير واع وقوي يثور عندما يرى تقصيرا أو غشا أو فسادا وظلما، فضمائرهم لا ترضى الحيف، ولا تتقبل الإهانة أو التقصير والغش، هم بذلك يبذلون كل غال ليصل القطار منتهى رحلته، لكن للأسف هناك من يفصل قاطراته كي تتعثر ويستفيدون !

كارثة؛ من يمتلك السلطة أو حق التصرف أو الإدارة يكون ضعيف الشخصية أو يخاف أن يمارس دوره الموكول إليه بنزاهة، بل تنقصه الشجاعة أحيانا فتتذبذب مواقفه وتضعف قراراته ويعجز عن بسط مساحة العمل المناسبة.

إنه يعجز عن وقف التقصير والتصدي للإهمال والغش من معدومي الضمير، يخاف أن يكشف أمرهم إلى المسؤولين الأعلى منه أو معاقبتهم خوفا من (المشاكل)!

سيدي؛ ألم يجدر بك مخافة الله عن خوفك من المشاكل وفزعك على كرسيك أو منصبك؟!

أيهما أنفع وأبقى منصبك أم عملك الصالح ودورك المنشود منك ممارسته في المجتمع الذي ترتجي به رضى الله أولا ثم أن تعود إلى منزلك وأنت راض عن نفسك !

للأسف الشديد أصبح هذا حال الكثيرين منا، عجز وسلبية وتهاون وفقدان للمسؤولية!

إن الذين يقومون بـ"نصح" من هم ضمائرهم حية بأن (يسيروا بجانب الحائط)! ولا يسببون مشاكل غالبا ما ستسبب الأذى لهم ، هم فعلا سادرون في غيهم وضلالهم؛ ألا يعلم هؤلاء السلبيون الضعفاء أن التاريخ لا يحتفظ بذكريات السلبيين، وأن الهزائم دائما تتسلل من خيمتهم !

هذا الفكر وهذه الشخصيات المريضة هم الذين يسحبوننا دائما إلى الوراء وأصل كل البلايا التي أصابت مجتمعاتنا في مقتل وأخرت علينا الالتحاق بمصاف المتقدمين.. إنها بحق بذرة الهزيمة الكبرى، هزيمة مجتمع بأكمله، لا يرى أبعد من موطئ قدميه!

فلو قام كل منا بعمله على أكمل وجه وأفضل حال، وأتقنه حسب استطاعته فكيف سيكون المجتمع وإلى أي درجة ستنهض الأمة!

كفاكم تخاذلا وسلبية وتهاونا في حق أنفسكم ومجتمعكم ودينكم.. كفانا ما أوصلتنا له أفعال أيدينا، ألم يأن الأوان أن نستفيق ونتغير ونثور على أخطائنا ونعالج أسقامنا؟!

إلى متى سنظل في هذه الحال المزرية التي لم توصلنا إلى قمم التقدم وهوت بنا إلى هوات سحيقة لا ندري كيف سنصعد منها ومتى وكيف!

ويا للأسف الشديد أصبحت العقول المضيئة والقلوب الحية هي المنبوذة المخذولة المحبطة في مجتمعنا الطامح لأن يتقدم !

أعجب كثيرا حينما أرى إنسانا غير سوي أو فاسد فرح بنفسه مغرور أنه يقدم الكثير، لكن نسي أنه يخدم شيطان هواه !

ولا يرى نقصه ومرضه مع أنه واضح وضوح الشمس بل والأعجب أنه يسخر من أصحاء القوم وأحياء الضمير .

نقول لك سيدي المغرور بهواه: هناك التاريخ وهناك جنة ونار، فأيهما تختار!؟

صحيح؛ نحن في زمن العجائب التي ترعاها إدارة الغرائب!

 

[email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز