أحمد عمر بالحمر يكتب : البرواز

أثقلتني الذنوب فهي كثيرة بدأت أشعر بحملها ووزنها قد زاد كثيراً، أمشي خافضاً رأسي عاكفاً رقبتي إلى الأرض، نظراتي تحدها قدماي، برواز الصورة التي أراها الآن.

وقع الخطوات يذكرني بما فعلت، فهي التي أوصلتني إلى ما اقترفت، فهي إحدى أدوات الجريمة والسلاح الأبيض، هو لا يقتل بذاته ولا تنطبق عليه مواصفات الأسلحة الأخرى بشتى ألوانها، لكنه سلاح.

لن ألوم قدميّ أكثر من ذلك، فكل أعضائي أيضا شاركوا في الجريمة. رسالة انتحار جعلتني أكتب هذه الكلمات التي زهقت بعدها صاحبتها، “سوف أرحل الآن دون شيخوخة أو مرض، بعنف ولكن بطريقة صحيحة تماماً، وأنا أعلم أفضل طريق سأسلك". أضيف عليها دون ذنوب وخطايا أخرى، سيكون هذا الذنب الأخير الذي سيوقف الذنوب عن الازدياد والتكاثر، ذنب يدخل صاحبه إلى جهنم بطريق مختصر وسريع.

كلما رفعت رأسي متجاهلا كل شيء يعود الثقل ليثنيها يكاد يكسرها من الثقل، ربما الخوف من العقاب الذي قد يأتي بغتة أو على مهل يتسلل ببطء ينتظر الأوامر العليا كي ينقض عليّ ويفترسني، أشك أنني أخذت عقابي دونما أشعر أو أعلم.

لكن ها هو النسيان قد أتى بارداً، منعشاً، مبشراً، فرفعت رأسي من جديد بعد ما نسيت أو تناسيت ما ارتكبت من ذنوب، لأكمل طريقي ويتغير برواز الصورة السابقة من قدميّ إلى الأفق الواسع الكبير.