عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

مؤرخون وفنانون يعيدون للشعب ثورته المجيدة في أعمالهم الفنية

مؤرخون وفنانون يعيدون للشعب ثورته المجيدة في أعمالهم الفنية
مؤرخون وفنانون يعيدون للشعب ثورته المجيدة في أعمالهم الفنية

 ناقشت الجلسة الأولى من اليوم الثاني لمؤتمر "ثورة 1919 بعد مئة عام" بقاعة المجلس الأعلى للثقافة، وبرئاسة الدكتور سمير مرقص مقرر لجنة مقرر لجنة ثقافة المواطنة وحقوق الإنسان، الذي يقام تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، والدكتور سعيد المصري أمين عام المجلس الأعلى للثقافة.



 

في البداية تحدث الدكتور ناصر على محمد الذي ألقى كلمة تحت عنوان "رؤية تربوية لثورة 1919 والدروس المستفادة منها"، حيث بدأ ناصر بتساؤل حول كيف يمكن لنا التعامل مع ثورة 1919 في المدارس وما الدروس المستفادة منها خاصة إننا نواجه الآن بعض أعراض الفتنة الطائفية؟، فثورة 1919 هي ثورة شعب ملهم للكون كله هذا الشعب صاحب إنجاز عظيم ويعد معجزة في حد ذاته رغم أن هناك من يقلل من الثورة ومن عظمتها.

 

وقال انه بمراجعتنا لهذه الثورة وجدنا إنها ثورة مجمعة لكل أبناء الوطن بجميع طوائفه، الذين اشتركوا لتوجيه رسالة نستدعيها في مدارسنا اليوم ألا وهي ذلك الزعيم القائد الذي التف حوله كل طوائف الشعب ووثقوه فيه للوقوف أمام المستعمر المغتصب لحقوقهم وحق بلادهم، ذلك القائد الذي ضحي بنفسه وسجن وتم نفيه لخارج البلاد من أجل إيمانه بقضية وطنه.

 

 

 

ومن الدروس المستفادة أيضا، التي يمكن أن نضعها في مناهج التعليم ليستفيد منها طلابنا أن الشيخ المراغي على سبيل المثال بمجرد علمه أنه علم بالحدث أي ثورة 1919 بدأ بتجميع الأصوات لتأييد سعد زغلول رغم تواجده في ذلك الوقت بالسودان، ونتعلم من ذلك كيف يمكن للشعب الالتفاف حول رجل دين خاصة عندما يكون موضع ثقة وحكمة من قبل الشعب.

 

كذلك هذه الثورة كانت ملهمة لكل الثورات العربية بل لكل ثورات العالم أيضا خاصة بعد إخفاق الثورة العرابية، كما قال البعض عنها، ومن أهم آثار الثورة على مصر هو تأثير الثورة على الناحية الاقتصادية، وتمصير مصر، وإظهار درجة عالية من درجات التسامح بين المسلين والمسيحين، ظهور درجة كبيرة من التصويت على الدستور، حيث علق ناصر على الأخيرة بمقولته: "أوجد تسامح هتكسب كتير"، وهى مقوله يجب أن يرددها الجميع الآن.

 

وأضاف، أن الزعيم سعد زغلول استطاع إنقاذ هذا الشعب ولم يسمح لأي مصدر أن يخترق صفوف الجماهير وذلك عن طريق دمج وضم الحزب الوطني لحزب الوفد ليصبح فريق واحد تجاه المستعمر الغاشم وعدم أيجاد لأي ثغرات لاختراقهم.

ثم أكد على أن الإنجليز وحتى وقتنا هذا لم يعترفوا بالثورة فقد هم يطلقون عليها تعبيرات مثل "أعمال عنف، هوجاء، تظاهر، أعمال شغب.. إلخ"، ولم يطلقوا عليها نهائيا لفظ "ثورة".

 

ومن الدروس المستفادة أيضا هو تقديم أنموذج لزعيم يجد فيه الطالب رمزاً خرج الشعب خلفه أعزل كي يموت من أجل افتداء الوطن وإشعال روح الانتماء والروح الوطنية .

 

وأوصي ناصر في ختام حديثة على ضرورة وأهمية إبراز روح ثورة 1919 في تنمية الوحدة الوطنية مواجهة تحديات الفتنة الطائفية، من خلال إعادة صياغة ثورة 1919 في مناهج التعليم.

 

وعلق الدكتور سمير مرقص على لفظة "فتنة طائفية" رافضا استخدامها، حيث نصح باستخدام لفظة "صراع ديني أو فتنة دينية "أفضل، وأقر بأهمية ورقة دكتور ناصر لأهميتها لفتح أفق جديدة في مناهج التاريخ وكيف يكتب المنهج لأبنائنا كمنهج معتمد يُرضى كل التيارات الفكرية التي تكون مرتاحة لتقديم مثل هذا المنهج لأبنائنا الطلاب، كذلك أكد أهمية دور رجل الدين الإيجابي في التغيير ودعم وبناء الجسور.

 

وفي النهاية كانت الكلمة للدكتورة هدى على مدني، مدير إدارة التعليم المجتمعي بمديرية التربية والتعليم بالجيزة، تحت عنوان "العلاقة التفاعلية بين الفنون التشكيلية وثورة 1919"، حيث استهلت كلمتها قائلة أن أي ثورة تؤثر في الشعب وتتأثر به، فعندما بدأت أحداث ثورة 1919 بقيادة سعد زغلول وخرج معه عدد من طلبة الثانوية والعليا بمظاهرات واحتجاجات في جميع ربوع القاهرة والإسكندرية وعدد من الفنانين التشكيلين على وجه الخصوص، قاموا بإعادة صياغة الثورة متمثلة في أعمالهم الفنية البارعة معبرين عن حقبة تاريخية من أهم الحقب التي مرت على مصر.

 

كما أن هؤلاء الفنانين الذين ظهروا من وسط الشعب والجالسون وسطهم، أنتجوا إنتاجا ملموسا ومحسوسا عبر عن هذه الحقبة مباشرة التي عايشوها بأعينهم، لذا كانت أعمالهم من أقوى وأهم الأعمال الفنية التي عبرت عن ثورة 1919.

 

ثم أعطت بعض الأمثلة لأعمال بعض الفنانين ذكرت منهم أولا: الفنان محمود مختار النحات الذي تأثر بالفن المصري القديم كثيرا وبعد الثورة كان تمثاله نهضة مصر المعبر عن أحداث الثورة تعبيرا رائعا وغاية في الجمال، ذلك التمثال المكون من أبو الهول رمز القوة والركيزة وبجانبه تقف مرأة في شموخ تضع يدها على الأسد الذي يحمي، وتنظر إلى الأمام في نظرة مستقبلية، وعندما انتج الفنان هذا العمل كان بنصف الحجم الموجود الآن وسافر إلى فرنسا حيث نال إعجاب الجميع وحصل على عدة جوائز، مما جعل رئاسة الوزراء في ذلك الوقت أن يصدر مرسوما بإعادة نحت التمثال مرة أخري بحجم أكبر ليصبح شاهدا على حقبة زمنية تعد من أهم الحقب التي شهدتها مصر.

 

ثم قام بنحت تمثالين لسعد زغلول وضع واحدا في القاهرة وأخر في الإسكندرية تمجيدا لهذا القائد العظيم وبتكليف من الدولة.

 ثانيا الفنان محمود سعيد وهو أحد الفنانين الذين رصدوا حالة الشعب في أعمالهم الفنية، وقدم مجموعة من اللوحات المبهرة التي عكست أحدات الثورة والشعب رغم كونه كان ينتمى إلى طبقة أرستوقراطية، وكان همه هو التعبير عن الإنسان المصري الذي استيقظ مطلع القرن العشرين، وأدرك مصريته مع شعار "مصر للمصريين"، وعرضت إحدى لوحاته المعروفة بعنوان "بنات بحري" وهي عبارة عن ثلاث لوحات مستقلة رسم كل واحدة منها على حدى ثم جمعها في لوحة واحدة تشمل ثلاث فنون مختلفة فبائع العرق سوس يرجع إلى الفن القبطي، وبنات بحري تعود إلى الفن الشعبي وأخيرًا الوالد الذي يحمل ابنه وينتمى إلى الفن المصري القديم حيث رسم وجه الأب في شكل إخناتون.

واختتمت حديثها، بأن شباب مصر المتمثل في طلابه هم الطريق إلى الصلاح ونظرة المستقبل.




 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز