أحمد فوزي يعيد "شرفنطح" إلى سينما مصر (3 )

كتبت - سوزى شكرى

عرض "سينما مصر" للمخرج المايسترو العظيم "خالد جلال" ليس فقط لتخريج الدفعة الثانية او اكتشاف نجوم المستقبل، بل وجه لنا رسالة قوية شديدة اللهجة وعتابا مشروعا لاستعادة تاريخنا وتراثنا الفني، أيقظ العرض في عقولنا وقلوبنا ذكريات تناسيناها، ربما بوهم التجديد، والأرحج أن النسيان بفعل فاعل، وهذا الفاعل الخبيث هو ما يجب معاقبته اليوم بفتح اغلى صفحات التاريخ لتنذكر كل نجومنا الغائبين الحاضرين .

بمجرد ان تسمع اسم "شرفنطح"  نجد ابتسامة وبهجة ارتسمت على وجوه الجميع، هذا هو التأثير العظيم الذي تركه نجوم الزمن الجميل، وبالاخص كوميديانات السينما المصرية العريقة خلقوا لانفسهم شخصيات فريدة واسماء ارتبطت بهم على الشاشة ومنهم الممثل محمد كمال المصري الذي اختار لنفسه اسم "شرفنطح" لدرحة انه كان يرفض ان يكتب اسمه الأصلي على افيشات الافلامفجميع افلامه يكتب بطولة " شرفنطح" .

وقد يظن البعض ان المخرجين هم من وضعوه فى ادوار الرجل البخيل، إلا انه فى حياته الخاصة شخص بخيل حتى على نفسه، قيل عنه انه كان يضع ما يملكه من اموال على وسطه تحت البدلة، ويذهب بها كل مكان، شرفنطح الضاحك عاش حياة مأسوية وله نظرية تشاؤمية برفض الانجاب مثل صديقه الممثل الكوميدى "عبد السلام النابلسي" وتأثرهما بالشاعر والفيلسوف ابو العلاء المعري بقوله: "فرضت علينا الحياة، ولن نفرضها على أحد ،والافضل إلا يخرج الى العالم اطفال يتعذبون مثلنا يكفى ما نعانيه من هذه الحياة"، فكيف من هذه المأساة تخرج الكوميديا .! 

واليوم فى عرض "سينما مصر " اسعدنا وأضحكنا ضحكة القلب الملهوف للبسمة باستعادة الممثل الشاب أحمد فوزى شخصية " شملول" التى قام بها الممثل "شرفنطح " واعاد فوزي صياغتها باسلوبه من شاشة السينما الى خشبة مسرح مركز الابداع الفني ، الاعادة والاستعادة جاءت لعدة اهداف منهم : ان "شرفنطح" نموذج فني كوميدي فريد لا يتكرر رغم ان ادواره ليست البطولة إلا انها ادوار مفصلية وجوهرية، وهدف آخر يحسب لفناني المشهد هو تحية تقدير ومحبة من الممثل احمد فوزي وشركائه فى مشهد فيلم "عفريتة اسماعيل يس" شخصية "شملول "، وهما  ريهام الشنوانى "زلابيا" ، وغادة طلعت فى دور "ضربية هانم"ومشهد النصائح الزوجية التى يوجهها لابنته .

التحق بعرض سينما مصر" بتجسد العديد من الشخصيات منها مثلا مشهد من فيلم "شارع الحب"، ومشهد "احنا الثلاثة" شكوكو وشادية واسماعيل يس،  إلا ان الشخصية الاكثر جدلاً وتاثيراً علينا كجمهور، قدم احمد فوزي شخصية "شملول" الدور يبدو سهلا او محفوظا كنص سينمائي شهير لدينا جميعا، إلإ انه شاق ومرهق فى ادوات اقناع الجمهور بالشخصية، "فوزي"يجيد الالقاء والتعبير بجسده النحيف وملامحه الحادة ، التى تقترب نسبيا من "شرفنطح" الاصلي، وان كان هذا التشابه غير مقصود فى الاختيار، وغيرمطلوب لاحداث المقارنة بينهما، التزم احمد فوزي بالنص وابتعد عن التقليد والمحاكاة .

 ارتكز" فوزي" على ادوات تعبير تؤكد انه ممثل متمكن من ادواته وهى التقمص السيكولوجي وصنع لنفسه كاريزما بالتقاط روح شخصية "شرفنطح" التى تكمن فى التعبير بالصوت المؤثر الباسم الضاحك وبالاخص فى الوقفات بين مفرادت النص، والثانية نظرات العين التى حرص على ارتفاع حدقة العين الى اعلى مع الحاجب ليصبح الرجل الشملول الذكي العارف بكل شىء بخفة ومتعة وثقة، وايضا لم يهمل احمد فوزي عصيبة شرفنطح الخادعة واضاف عليها ما اضحك الجمهور وصفق له لما صنعه  من حالة كوميدية مزيجا متوافقا ومتسقا بين الشخصيتين.

النجم "فوزي" بدايته من مسرح الجامعة كلية تجارة عين شمس، وانهى دراساته العليا في ادارة الاعمال، وله خبرات سابقة في الوقوف على المسرح وامام كاميرا السينما قدم ادوار في دراما مسلسل "الكبير قوي" ، مسلسل "فرق توقيت"، و مسلسل "قلوب"، وست كوم ، وتوك شو بكتاباتة، وكان من المفترض مشاركته في عرض "سلم نفسك" إلا ان ظروفه منعته فكانت انطلاقته الرائعة من سينما مصر .

أقرأ أيضا:

"ريهام الشنوانى زلابية" سينما مصر.. (2)

 

أقرأ أيضا:

الممثلة غادة طلعت "حفيدة فاطمة اليوسف" تتألق بسينما مصر(1)