عاجل
الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مشوار البرلمان..

مشوار البرلمان..

بقلم : عاصم حنفى

احترت واحتار دليلى فى هذا الشعب الناقص كتالوج.. شعب لا تعرف له أول من آخر.. شعب تضرب معه أخماسا فى أسداس فلا تصل إلى نتيجة أبدا.. ويا ويل الحاكم الذى يحكم شعبا لا يعرف رد فعله بالضبط تجاه الأحداث الراهنة والدليل.. أن غالبية المصريين جلسوا فى بيوتهم يتابعون الانتخابات.. مع أنهم كانوا يطالبون بالتغيير.. ويخرجون كل يوم فى مظاهرة مليونية تطلب الحرية والعدالة الاجتماعية.. لكنهم فى يوم التغيير وقد  دقت ساعة الانتخابات فضلوا الجلوس فى البيت ومتابعة الانتخابات تليفزيونيا.. ومع أن الدولة مدت الانتخابات ليوم إضافى عسى أن تذهب الجماهير إلى الصناديق.. إلا أنها امتنعت وأعلنت الإضراب السلبى.. بدليل أن عدد من صوتوا وذهبوا لصناديق الانتخاب لا يزيد  على 48 فى المائة من مجموع الناخبين.. فماذا يريد هذا الشعب العجيب ؟!



 وهل تقاعس الناس عن  الذهاب لصناديق الانتخاب هو رسالة للحكام أنهم يشعرون أن الديمقراطية الجديدة ليست هى المطلوبة.. أم أن تقاعس الجماهير عن الذهاب إدراك منها أن النتيجة محسومة سلفا.. أم أن الامتناع عن المشاركة سببه ضعف المنافسة بين السيسى وحمدين.. أو أن البهوات من الإعلاميين الجدد ونجوم برامج التوك شو صوروا لنا أن الذهاب إلى الانتخابات مجرد تحصيل حاصل.. وأن ذهاب الناس إلى صناديق التصويت لن يضيف شيئا.. ولهذا تابعوا الانتخابات تليفزيونيا..!!

 أخشى أن أقول إننا فى حاجة إلى كتيبة من دكاترة علم النفس عسى أن ينجحوا فى فك رموز الشعب الذى حير علماء السياسة والاجتماع.. ومن قبلهم حيروا المؤرخين والفلاسفة..

 أقول قولى هذا ونحن نطوى صفحة الانتخابات الرئاسية ونستعد لمرحلة الانتخابات البرلمانية.. وإذا كانت الانتخابات الرئاسية محسومة قبل أن تبدأ نظرا للشعبية والجماهيرية التى تمتع بها الرئيس السيسى.. فماذا عن الانتخابات البرلمانية.. وجميع القوى السياسية على الساحة تستعد لتلك الانتخابات.. أقصد أن الإخوان يستعدون بوجوه ليست إخوانية تماما من عينة أنصار عبدالمنعم أبوالفتوح.. والتيار السلفى المتلون يستعد أيضا معتمدا على تأييده النظرى لشرعية حكم  السيسى.. وأقول تأييد نظرى لأن السلفيين لم يظهروا فى الانتخابات الرئاسية طوال أيامها الثلاثة..

 وظهرت فقط تصريحات السلفيين تؤكد دعمها للسيسى وخلاص.. كفى الله السلفيين شر القتال.. أو قل هم يدخرون قواهم للمعركة الكبرى المحسومة حتى الآن.. معركة البرلمان الذى يسعون للسيطرة عليه..

 وخذ عندك فلول الحزب الوطنى التى عادت لتمارس نشاطها العلنى الواضح والمكشوف.. مع أنهم ممنوعون من ممارسة العمل السياسى.. لكنهم مدربون على التعامل مع القرارات الإدارية مستفيدين من خبرتهم الطويلة فى انتخابات الشارع وهم قوة غير عادية سوف تنجح فى الحصول على عدد لا بأس به من الأصوات..

ويتبقى تيار الثورة والثوار.. وقد نجح الشباب الطائش مع جهود الإخوان وفلول العهد القديم.. نجحوا فى تشويه التيار الأجدر بقيادة البلاد فى المرحلة القادمة.. وهو التيار الذى قاد الجماهير فى ثورتين متتاليتين خلال ثلاثة أعوام لا غير..

على المواطن الناخب أن يعى التحديات القادمة.. وأخشى أن يقاطع انتخابات البرلمان.. فتظهر النتائج وهى لا تعبر تعبيرا صحيحا عن إرادة الأمة !

 الوقت لا يتسع أمام الرئيس السيسى لتأسيس حزب سياسى لقوى الثورة.. وحتى لو فعل فسوف يهرول البهوات من أعضاء الحزب الوطنى المنحل للانضمام للحزب الجديد.. عسى أن يحصدوا المكاسب والأرباح.. وعسى أن يتصل دورهم الماضى بدورهم الحالى فى وأد الثورات.

 ما نعانى منه الآن هو نتيجة لسيطرة الحزب الوطنى الفاشل والفاشى على  مدخرات البلاد.. وقد استولى على معظم القيادات الشعبية فأفسدها.. ولم يسمح لها بالتجاوب مع الشارع السياسى.. وأخشى  أن يتسرب بعضهم للبرلمان الجديد..

 المطلوب أن نحشد قوانا لتحفيز المواطن على المشاركة.. لأنه هو الذى يقوم بعملية الفرز والتقويم.. ولا تكفى أبدا الأغانى التليفزيونية لتحفيز المواطن للذهاب لصناديق الانتخابات..

وعلينا بالتعامل أولا مع المواطن الذى هو ليس سلبيا.. وإنما يقاطع عامدا متعمدا.. ولو نجحنا فى إقناعه.. نكون قد قطعنا نصف الطريق إلى نصف التغيير الذى نسعى إليه.. وقديما قالوا مشوار الألف ميل يبدأ بانتخابات حرة نزيهة!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز