عاجل
الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
هدنة مع القضاء!

هدنة مع القضاء!

بقلم : عاصم حنفى

لا نملك التعليق على أحكام القضاء النزيه والشامخ والشريف فوق العادة.. لكننا لا نعيش وحدنا فى هذا الكون.. ولا تستطيع سعادتك أن تتحدى العالم المتربص بك أصلا.. وعليك بتهدئة اللعب يا كابتن وإلا كان مصيرنا الطرد النهائى خارج المباراة التى يتفرج عليها العالم والتى أنت فيها فى الموقف الأضعف.



لا مساس بأحكام القضاء نعم.. لكننا لا نعيش فى المريخ.. وحرية الصحافة والصحفيين مصانة ومحفوظة بالقوانين والمعاهدات والعرف والأصول ومواثيق حقوق الإنسان وحرية الإعلام فى العالم أجمع.

نحن لا نعيش وحدنا.. ونحن فى حاجة إلى العالم الذى نتعالى عليه أحيانا.. وعندما يكون الحكم مستفزا ويثير عداء العالم.. وحتى تلك الدول المتعاطفة معك والمتفهمة لظروفك الخاصة.. فعليك بمراجعة موقفك وأحكامك.

وعندما يقرر الصحفيون فى العالم كله التوقف عن العمل احتجاجا.. أو الخروج فى مسيرة تعاطفا مع المحكوم عليهم.. فأدرك أنك تعادى الإعلام العالمى الذى لا تقدر عليه والذى يملك نقل الصورة الصحيحة عن أوضاعك فى بلادك.. أو ينقل صورة مزيفة تساهم فى عزلتك التى بدأت تعانى منها بسبب الأحكام المستفزة..!

فى كل دول العالم الديمقراطى لا يجوز حبس مراسل صحفى.. يمكنك إبعاده عن البلاد.. واعتباره شخصا غير مرغوب فيه.. يمكنك مصادرة كاميراته.. يمكنك منعه من التجول بحرية فى الطرقات وأماكن التجمعات.. لكن حبسه بعقوبة مشددة.. يثير الغضب ويستفز جميع الصحفيين فى العالم.. ولاحظ سعادتك أنك لا تملك وسائل مخاطبة الإعلام الخارجى.. وأنت تعرف أنك فى مسألة التعامل مع بلاد بره.. أنت بعافية حبتين.. وزمان كان عندنا مصلحة الاستعلامات التى تحولت إلى هيئة وظيفتها مخاطبة الإعلام الخارجى والرأى العام العالمى.. ولكن هيئة الاستعلامات تحولت بقدرة قادر إلى حاجة ليس لها علاقة بالإعلام العالمى.. بفضل ضعف الإمكانات وسياسة الواسطة التى صارت الوسيلة الوحيدة لاختيار القادة والرؤساء بهيئة الاستعلامات والتى هى خارج نطاق القدرة فى الوقت الراهن..!

الصورة الآن واضحة والعالم مقلوب على مصر.. والخيبة أن ذلك يحدث بعد أسابيع محدودة من تولى السيسى للرئاسة.. وكأن المقصود إحراجه وتصوير النظام الذى يمثله بأنه نظام قمعى معاد للحريات مضاد للصحافة وحرية الإعلام.

إن مصر الرسمية تكتفى ببيانات التأكيد على استقلال القضاء.. وأنه لا يمكن للدولة التدخل فى أحكام القضاء.. مع أن تلك الأحكام تضع مصر الدولة فى خانة اليك فى مواجهة دول أنت فى حاجة إليها.. والمسألة لا تتعلق بالمعونات الخارجية وحدها.. وإنما تتعلق برغبتك فى العودة للعالم لممارسة دورك الإقليمى الذى ينسحب من تحت أقدامك!

تشعر يا أخى وكأن هناك من مؤسسات الداخل من يريد إحراج النظام الجديد.. تشعر أن هناك من المؤسسات من يعمل فى وادٍ وأنصار الدولة المدنية فى وادٍ آخر!

تشعر وكأن هناك من يصدر أحكاما متعجرفة قاسية مستفزة.. ولا تستطيع المساس أو التعليق أو الاعتذار.. والحجة جاهزة.. أنه لا يجوز المساس.

طيب هذا الشامخ والنزيه كان يمكن له أن يتصرف.. أن يؤجل الأحكام شهورا وأن يتمسك بحبال الصبر.. حتى تعبر مصر هذه المرحلة الحساسة.. التى تمثل عنق الزجاجة فى علاقتها بالعالم.

المؤسسات تتصرف من وحى أفكارها.. والنظام يسعى لتفسير ما تقوم به المؤسسات يحاول أن يسترضى العالم الغاضب والرأى العام الذى هو في حالة دهشة وقد راح يأخذ مواقف حادة ضد مصر.

الرأى عندى أن تتدخل الدولة الرسمية.

أن يصدر قرار بتأجيل جميع المحاكمات لعدة شهور.. حتى نقف على أقدامنا وحتى نبنى جسورا من الثقة مع دول العالم التى تتربص بنا.. وأن يشمل التأجيل أحكام الإعدام الجماعية وقضايا حبس الصحفيين والإعلاميين.

وبغير هذا نحن فى موقف محرج بالفعل.

اللهم إنى قد بلغت.. اللهم فاشهد.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز