عاجل
الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أنا لا أردح.. لكنى أتكلم..!

أنا لا أردح.. لكنى أتكلم..!

بقلم : عاصم حنفى
المشكلة أننا نحب مصر فى الأناشيد والأغانى الوطنية وخلاص.. خارج تلك الحدود - الأغانى والأناشيد - نحن ننسى مصر تماماً فى زحمة المشاكل والسعى نحو لقمة العيش.. وأقصد أننا حين نغنى لمصر الآن لا نغنى من القلب وإنما من الحلق والمناخير.. لأن الغناء من القلب يعنى أن تفعل شيئاً لبلادك التى هى فى حاجة إلى أبنائها فِى تلك اللحظات بالذات.
 
وهل مصادفة.. أن تكون أيام زمان هى أيام الأحلام.. بناء السد العالى.. وتأميم القناة.. والحرب مع إسرائيل.. وبناء ألف مصنع.. والمدارس الجديدة فى القرى والنجوع.. والدواء الرخيص.. والوادى الجديد.. والشقة للإيجار.. والكتاب للجميع!
 
وكان من الطبيعى أن أحلام زمان قد حفزت الشاعر والفنان.. فخرجت الأغانى والأناشيد الجميلة.. أغنية لتسليح الجيش لعبدالوهاب.. ولمعونة الشتاء ولمهندس الصحراء.. ولبستان الاشتراكية.. وللتماثيل الرخام على النزع.. ولنشرة الأخبار!
 
الآن وقد تغيرت الأيام.. نحن أحوج ما نكون إلى الأحلام.. لنعيد البناء وقد اكتشفنا أننا على شفا الإفلاس.. وعلينا المقاومة.. ولا يهم أبداً من المسئول.. حسابه بعدين.. والمهم الآن أن نطفئ الحريق الذى يكاد يلتهم بلادنا.. الحساب بعدين مع الفاسدين والذين أفسدوهم بالقوانين واللوائح المضروبة والاستثناءات المخصوصة التى خلقت طبقة المليونيرات والمليارديرات.
 
 فى علوم السياسة والاجتماع الاقتصادى.. قالوا إن وجود مليونير واحد فى البلدة.. يعنى أن هناك ألف فقير يعانون العوز والحاجة.. وقد اقتنص المليونير قوتهم وفرص كسبهم.. وكلما ازداد عدد المليونيرات ازداد عدد آلاف الفقراء.. فما بالك بالمليارديرات.. يكبشون وينهبون ويكوشون على كل شىء.. وزمان فى عهد عبدالناصر كان الإنسان يعد غنياً لو أن دخله تجاوز المائة جنيه فى الشهر.. وفى عهد السادات صار أصحاب الألوف من الأغنياء.. أما فى عهد مبارك فقد تعرفنا على لغة الملايين والمليارات .. ولاتسأل الآن.. الحساب بعدين.. ونحن فى مرحلة الوقوف على الأقدام مرة أخرى.. ولا تنسى من فضلك أن جرائم الفساد لا تسقط بالتقادم.. ونهب المال العام ليس جريمة عادية.. هى من جرائم خيانة الأوطان.. لأنها تعطل المسيرة وتعرقل المشوار. بالأمس كان حديث السيسى من القلب.. يطلب الدعم والمساندة وقد استجاب الكثيرون وتفاعلوا مع نداء رئيس الدولة الذى وعدنا بالمشقة حتى نجتاز المرحلة.. والمشكلة أن البعض منا مثل عواجيز الفرح.. يجلس متربصاً متحفزاً.. لا يرى سوى الجانب السلبى فى مبادرة السيسى الاقتصادية.. لا يرى سوى ارتفاع الأسعار.. فى الطاقة والمواصلات.. لا يرون الجوانب الإيجابية التى سوف نجنى آثارها بعدين.. مثل تخفيض الرقم الكلى للدعم.. وتقليل الدين الداخلى.. وفرض حد أدنى وأعلى للأجور.. وفرض ضرائب إضافية على من يكسبون الملايين.
 اليوم يوم الجهاد والوقوف معاً من أجل الارتقاء بهذا الوطن.. وهل تعرف يا أخى أن هناك من يحسم موقفه حتى الآن فى تلك المعركة التى تدور جنباً إلى جانب المعركة مع الإرهاب.. وهناك من يكتفى بمسك العصا من المنتصف.. من يتفرج على الصراع الدائر ضمن جماعات التطرف.. انتظارا لانحسار المعركة.. والانتصار الكامل لأحد الأطراف.. ليعلنوا البيعة والولاء.. ولا يهم فى رأيهم الطرف المنتصر.. المهم أن يكونوا فى قلب الصورة بعد ذلك.. ولهذا ينتظرون..!
 
فى مبادرة السيسى.. تجاوب فورا عدد من الموسرين ورجال الأعمال.. تجاوب البسطاء.. بل تجاوب بعض أحباء مصر من خارجها.. ونظل فى انتظار قطاعات بالذات ينظر إليها الناس كنموذج ومثل أعلى يحتذى به.. ولو تكاتف الموسرون من أهل الفن وبارونات الإعلام لحققنا ما نهدف إليه.. ولا تقل لى عادل إمام.. هناك من أهل الصحافة والإعلام من يكسبون ضعف وخمسة أضعاف ما يكسبه عادل إمام.. هناك من بارونات الإعلام من يكسب عشرة وعشرين مليونا فى السنة.. ولو تكاتفوا من أجل دعم مصر لأمكن لها الوقوف على قديمها من جديد.. والفن هو السبيل للارتقاء بمصر .. وهناك فنان حقيقى آخر مزيف.. الأول يحكمه موقف وكلمة وتصرف شجاع وواع.. فى حين يتصور الثانى أن النجم مجرد بدلة وكرافتة وباروكة شعر وحصالة فلوس.. ولعلك ياصديقى تذكر موقف شيوخ الإرهاب والتطرف من الفن والفنانين.. هم لم يطيقوا الفنان الحقيقى وهددوا بقتله. وفضلوا عليه الفنان والإعلامى صاحب المواقف المائعة.!
 
وكل عام وأنتم بخير.. ووالله إننى قلت فى نفسى إنها أيام مفترجة.. والدنيا صيام.. وعلينا التصرف بالأدب واللياقة والشياكة.. وأن نكتب بالشوكة والسكين.. وأن نبتعد عن سيرة الفساد وحكايات الانحراف.. لكننى وجدتنى منفعلاً بما يهدد بإبطال صيامنا والعياذ بالله. اللهم أبعدنا عن كل ما يبطل صيامنا.. وحتى لا نعود إلى أسلوب الردح من جديد.. وهو ما يبدو أنه الأسلوب الوحيد الذى نجيده فى هذه الأيام
 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز