عاجل
السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
اصبرى على أمه وإفهمى

اصبرى على أمه وإفهمى

بقلم : هناء عبد الفتاح

صحيح أنك لا تختارى نسبك ولا تختارى من تكون أمك ومن يكون أباكى ومن يكونو أخوتك وأولاد عمومتك ، لكن بكل تأكيد لديكى حرية إختيار من  يكون زوجك ومن تكون أمه ومن أباه ومن عائلته ، ومن غير المنطقى أن تكونى قادرة على  التكيف والإستمرار  مدى الحياة مع عائلة لم تختاريها أصلا فى حين أنك لا تستطيعى التكيف وربما الإستمرار  مع عائلة إخترتيها بنفسك وبمحض إرادتك ،  دعينا نتفق فى البداية أن من تجليات قدرة وعظمة الله سبحانه وتعالى أنه لا يوجد على وجه الكون كله شخصان متطابقان فى كل شئ  ، فحتى التوأم المتماثل خص الله لكل منهما بصمة وراثية مختلفة عن شقيقه وشريكه فى نفس المشيمة ، مساحات الإختلاف بين الناس وبعضها تتفاوت طبقا لطبيعتهم الحياتية ونشأتهم التى تكونت على أساسها طباعهم وقناعاتهم وأساليبهم فى التعامل مع كافة



الأمور ولكن يبقى فى النهاية عدد من الثوابت لا يمكن العبث بها مطلقا ، فبمجرد أن حدث ارتباط بينك وبين شخص معين هذا يعنى أنك مؤمنة بوجود على الأقل الحد الأدنى من مبادئ التفاهم وقرب المسافات بينك وبينه وبالتالى يقع عليكى دور مهم فى تفعيل ما تؤمنى به ، من المفترض أن تكون أمه هى أخر شخص فى أهله  يمكن أن تصتدمى به ومع ذلك نرى فى حالات كثيرة أن المشاكل مع أم الزوج تكون هى الإفتتاحية لحياة مليئة بالبؤس والتخبطات ومراحل من التعقيد قد لا تنتهى أبدا وقد تنتهى بالإنفصال فى الغالب ، يحدث ذلك لأنك تغفلى مسئوليتك فى فهم دورك وتتعدى حدودك بوضع نفسك ند لها وهى المقارنة التى لا تجوز إطلاقا ، أمه هى التى جاءت به الحياه وهى التى نبت لحمه وعظامه من لبنها ومن رعايتها وهى التى أشرفت على وصوله لمرحلة النضوج وجعلت منه رجل لفت نظرك وملأ عينك وإقتنعتى به كزوج ولولاها لما كنتى قابلتيه أصلا ولما تحقق لكى حلم الأمومة الذى ظل يراودك حتى إلتقيته وهذا فى حد ذاته يحتم عليكى أن تضعيها فى أعلى محل احترام وتقدير ممكن بغض النظر عن مدى سعادتك أو ندمك على لقائه بعد ذلك ، فارق السن والوضع بينك وبينها يأمرك أن لا تكونى ندا لها بل تسلمى أنها كانت ومازالت وستظل فى حياته قبلك فى كل

شئ ، كونى مؤمنة تماما بأن أولى الناس بالرجل هى أمه وأولى الناس بالمرأة هو زوجها حتى توفرى على نفسك الدخول فى مهاترات وصدامات أنتى الخاسر الأول والأخير فيها حتى لو كنتى المنتصرة فى البداية وإعلمى أنه لو لم يضعها فى المقام الأول لن يبقى عليكى انتى نفسك مع مرور الوقت ، قدرى مساحة غيرتها ولهفتها على إبن تربى فى كنفها سنوات وأفنت عليه عمرها وجئتى أنتى لتأخذيه منها ، إستدعى فى التعامل معها أعلى درجات التسامح ولا تعلقى على كل تصرف يصدر منها لا يعجبك ، توقفى فقط عند التصرفات التى لا يمكن تجاهلها وإرجعى عليها هى دون غيرها  بالعتاب إذا كنتى تريدين علاقة صحية لا تشوهات فيها ، إسألى عليها بشكل مستمر فبالقرب والود تذوب كل أشكال التربص والإحتقانات ، إحذرى أن تراكى منفعلة على إبنها فى أى وقت فهو قد يغفر لكى ذلك أما هى فلاإراديا ستبنى حاجز صد بينها وبينك وتفاعلها معكى سيتراجع ، قدمى لها هدايا ولا تنتظرى مناسبات لفعل ذلك فبالهدايا ستشعر برغبتك فى التودد لها ومؤكد ستبادلك الود ، صحيح أن المنطق ضد دخول أى شخص فى الخلافات الشخصية بينك وبينه لكن لو كان الأمر يحتم ذلك فإجعليها هى المرشح الأول لهذا التدخل وكونى متأكدة انها الأقدر على إنصافك ورد إعتبارك وإن لم تستيطع ستكون الأقدر على مواساتك وهذا أضعف الإيمان ، إياكى أن تتحدثى عنها أمامه بطريقة غير لائقة فحتى لو كان الحق معك لن يقبل

ذلك وستكون النتيجة ضدك بكل تأكيد ، لا تغفلى أن علاقتك بها ستنعكس بدون شك على علاقتها بأولادك فإكسبيها حتى لا تفوتى الفرصة على أولادك بالنشأة فى حضن جدتهم الذى سيضيف لهم الكثير جدا ، قابلى السيئة بالحسنة وإن كان الأمر معقد للغاية فإكتفى بأضعف حدود التعامل لكن لا تعلنى المقاطعة لأنها ستضرك أكثر مما تفيدك ، لا تخلطى الأمور ببعضها ولو ظهر فى الزوج طباع قاسية عليكى لا تجعلى أمه جزء من رد فعلك على قساوته فصوت الفصل هنا يكون أعلى الأصوات حتى لا تتحول مشكلتك معه إلى مشكلة مع الكيان كله ، أنا لا أطلب منك أن تكونى عديمة الكرامة وأن تديرى لها خدك الأيسر لو لطعتك على خدك الأيمن ، أنا أطلب منك أن لا تتعجلى بردود افعالك وألا  تتركى خيالك يعبث بثوابت لا فصال فيها ، ففى حياتنا أشخاص معينة يجب أن يكون التعامل معهم مختلف تماما عن التعامل مع باقى البشر حتى لا تتضطرب العيشة وتتطور للأسوء ، أم الزوج هى واحدة من هؤلاء الأشخاص فضعى ذلك دائما فى عين الإعتبار ، وإعلمى أن الطلاق والفشل ليس عيب ، العيب كل العيب أن يحدث الطلاق بسبب الفشل فى التعامل مع أمه ..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز