عاجل
الخميس 23 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
هو الكنز الذى تملكه ولا تشعر

هو الكنز الذى تملكه ولا تشعر

بقلم : هناء عبد الفتاح

لا تحتاج أكثر من بعض التركيز والتأمل ووقفة مع نفسك لدقائق معدودة حتى تفهم الرسالة المقصودة من سطورى القادمة وتعى حجم مسئوليتك تجاه  كنزك الثمين ، نعم أنت صاحب كنز ثمين ، تهدر منه يوميا بكل إستهتار ودون أدنى شعور بقيمته وبحاجتك إليه ، ولو ظللت مغيبا ترتكب فى حق كنزك حماقات الإستهتار والتسيب  ستفيق  لحظة ما على حقيقة مؤلمة جدا توجعك لتصل بك إلى أعلى درجات الألم والحسرة والعذاب لتندم وقت لا ينفع الندم  ، تعالى معى لتجربة بسيطة أعرفك فيها على ما تملك دون أن تشعر ،  قف أمام المرآه وأنظر لنفسك ودقق النظر ، تأمل الواقف أمامك وإسأله :  فيما قضيت عمرك الذى مضى ؟ ما هى أهدافك التى حققتها ؟ ما هى إنجازاتك ؟؟ ما هى مشاريعك القادمة وأهدافك المأمولة ؟؟ هل أنت راضى عن وضعك ونفسك ؟ ،  لو جعلتك الإجابات تتجهم ورأيت ملامح وجهك فى المرآه تتغير لتعبيرات الإحباط والحزن والحسرة  فإعلم أن 90 % من أسباب ذلك هى أن  لديك واتس آب وفايبر وبى بى إم وفيس بوك وتويتر والمزرعة السعيدة وكاندى كراش والقصة الملكية و........و.......  ، ومن قبلهم كان لديك غرف الشات  ، ومن قبلهم كنت تحرق وقتك ما بين أصدقاء وعلاقات جانبية سحبت منك الكثير ولم تضيف لك ما يستحق الدخول فيها أصلا ، وقبل ذلك كنت امام التلفزيون ومع الراديو وتتابع بلهف الجديد فى حياة نجوم الفن والغناء ، اضعت الكثير جدا من كنزك فى مهاترات وعبث ، تجهمت ملامح وجهك لانك أضعت وقتك !!!



الوقت هوة الكنز الذى تملكه حقا ، من يملك الوقت يملك الفرص لخلق غد افضل ، يملك أداوت التغيير الذى يطمح إليه  ، يملك  تكرار محاولات السعى وطرق الأبواب ، يملك مساحات أوسع للتوفيق وتحقيق الطموحات ، يملك إمكانية قراءة الكتب فى كل المجالات وتغذية عقله بكل ما يجعله إنسان مختلف دون أدنى شك ،  وأيضا يملك فعل كل ما يجعله  يقف أمام المرآه مطمئن وراضى على أقل تقدير ، الوقت هوة الحسرة التى تسكن عيون كثير من العواجيز على عمر أهدر دون جدوى والحلم الذى يتمنون أن يعود يوما والقوة التى يحسدون الشباب عليها ، هو سلاحك الذى تدخل به معركتك مع الحياة تنتصر إن أصبت إستخدامه وتخسر كل الخسارة لو ضربت نفسك به ..

سألونى ذات مرة عن هاتفى المحمول الرديئ جدا ذو القيمة التى لا تتعدى 400 جنيها فقلت ، اتمسك به لأنى كرهت تكنولوجيا الموبايلات التى تتآمر على أوقاتنا من خلال برامج إتصال لا أول لها ولا اخر ، نعم أنا أكره الواتس آب والفايبر والبى بى إم والتانجو والإنستجرام وترو كولر و......و..... و.... ومكتفية جدا بالفيس بوك الذى اعترف برغبتى الشديدة فى التخلص من إدمانه ،  انا لا اتطلع لأى وسيلة اتصالات غير تليفون يرن فأرد عليه فقط لا غير ..

عزيى القارئ أدعوك لمحاسبة نفسك مثلى فأنا وقفت امام المرآه ونفذت التجربة على نفسى ورأيت أنى بحاجة ماسة إلى إعادة هيكلة حياتى كلها من جديد خصوصا أن بعد شهر واحد فقط من الأن ستحل ذكرى ميلادى الذى لا أعلم حتى الأن كيف وصل للتلاتين؟؟!!!!

لا أنكر إنى حققت فى حياتى بعض الأهداف الهامة وان اكبر جزء من وقتى الماضى ،مضى فى الطريق الصحيح لأبنى نفسى وأنى لست مدانة أمام نفسى إلى درجة كبيرة ، لكن هذا لا يمنع أنى أهدرت بعض الوقت ولو كنت حافظت عليه لكنت الأن أفضل دون شك

 لن أسمح لنفسى بإهدار وقتى مرة أخرى على كل المستويات ، لن أهدر وقتى فى تعاملات لا تسمن ولا تغنى من جوع ، لن أهدر وقتى فى حب لا أساس له من الصحة ، لن أهدر وقتى فى مهاترات جانبية تستهلكنى وتبعدنى عن أهدافى ، عليا الأن أن أفكر بشكل مختلف لتختلف حياتى وأجد فيها الدفئ الذى أبحث عنه وأشتاق إليه ، عليا أن لا أتوقف عن القراءة والكتابة ، على الإقبال بكثافة أكبر فى كتابة روايتى الجديدة ، عليا أن أحب نفسى أكثر لاعمل من أجلها أكثر .. فهل تعرف أنت ماذا عليك ان تفعل الأن ؟؟؟؟

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز