عاجل
الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
عمار يا مصر

عمار يا مصر

بقلم : وفاء بوكيل

على ضفاف قلبي أسهر في تجوال يومي عبر قنوات العالم وعيوني ترقب ما يدور من حولي،فؤادي هاهنا في وناسة،ليلتي، ليست ككل الليالي، وأمامي باقة فلّ،عادتي كلّ يوم،وعادة  ارقب أراض أحبّها تعني لي، أو توحي لي بشيء من التفاؤل وسط زحمة الهمّ الذي يحاصرني أحيانا، أحيا بعيون عربية حالمة بغد اجمل، وتتطلّع روحي إلى ارض أدين لها بالولاء العاطفي،نحن هكذا نولد في مسقط لرؤوسنا لم نختره، ولم نتدخل فيه لكنا نعيش ونكبر ونحيا وندور في بلدان كثيرة لنختار بحريّة وإرادة محضة خالصة مسقطا لروحنا ووجداننا، ومسقط روحي، مصر التي في خاطري وفي دمي، لم يزعزع مكانها وطن بعد تونسيّتي إلى حدّ هذه اللحظة.



انتعش لاسترداد مصر ثقة العالم،لأنها محلّها الأصلي، وبالفعل لن أتكلم عن التاريخ فكلّنا أدركنا أن هناك ماكينة لن تنضب من الكتابة ولا تستطيع حصر فضل ارض الكنانة على العالم بأسره،ثلث التاريخ والآثار والجمال على سطح البسيطة هنا، وستكمل مصر كتابة ما تبقى بأحرف من ذهب بتعمير قناة السويس الجديدة.

مصر جدار صدّ وحصن منيع يحمي العرب جميعا من كل خطر أو ويل

بازدهار مناطق صناعية ومحاور لوجيستية وتعمير الموانئ سترسم خريطة جيوستراتيجية جديدة ستنعش أمّة مصر التي تملك ركائز تضرب عروقها من تحت أعمدة أهرام الجيزة أو معابد حتحور،عروق من رخام وهمّة حقيقية،سترسي مئات المشاريع الاقتصادية والسياحية والتجارية، ستعود محافظات مصر بقوة وصلابة بفرص عمل حقيقية لشباب يأمل في غده الأفضل من بورسعيد الى الإسماعيلية ستنبت مصر جديدة في قلب مصر ذاتها، لتصبح سيناء قلب الأم النابض،الذي يدعم رأسها الشامخ بعلياء، سيناء خزينة مثمرة عامرة جلبت ثقة العرب وعزّزت حنكة رجالات أدركوا أنّ لا حرب ضدّ الإرهاب إلا بتعزيز اقتصاديات قومية مدعّمة بالعمل والجهد،جمّع المشير عبدالفتاح السيسي جمع أبناء بلده ليطوّق بيده أوّل حلقة عمل، لن يجعل من مصر قبلة واسطولا شامخا فقط  بل أيضا ليعطي درسا لكلّ دولة عربية، خاصة من دول اعتقدت أن ربيعها سيكون مزهرا،اخضرا أو يانعا.

 ربيع مصر في قناة السويس التي تفرّعت عروقها كدمّ شريان في قلب رجل شجاع،عظيم،مغوار او شهم لا ادري، اصورّ القناة هكذا لفرط حبي في مسقط روحي أو لأني تربيت في كفّي رجل علّمني ان الحياة صور ورموز تعشّش في أرواحنا تكبر معنا بحكم انه رسام وكاركاتوري لكنه علمني أيضا ان مصر هي العمود الفقري  لوطن يمتد بين أزرقين ودفّتين.

اسمع اغنية رمز من رموز يعمّر قلبي بحسّه وصدقه وعطائه الأشبه بالنيل الوافر بكرم وخلود، هو أيضا تونسي مثلي لكنه يقاسمني مسقط روحي وقلبي،مصر، لطفي بوشناق  يغنّي عمار يا مصر من كلمات المصري الكبير ماجد يوسف وألحانه هو:

عمار يا مصر،يا مصر عمار

ساعة الخطر بتصد الريح،يا حصن بيضم المجاريح

يا صدر حنين بصحيح،يا معلّمانا نكون أحرار

يا مصر يا أم الحضارات،يا أم التاريخ مليان حكايات

عن الشرف وكرامة الذات، يا قصة غنّاها الثوّار

يا فجر لضمير الإنسان،يا عبقرية زمان ومكان

يا مطوّعة الحجر الصوّان، احكيلنا عنك باستمرار

انثر من نفسي سلال ياسمين على ضفاف السويس وصوته يصدّح فوق سماء بورسعيدية حالمة أو اسماعلاويّة ''جدعة''، و''مصرية يا عيون الغجرية'' أغنية أخرى لبوشناق ستجعلني انتظر أن أنال الوصل والمنى، في أن اظفر برحلة على ضفاف اكثر اتّساعا ورحابة وحلما،كي اصبح اكثر افتخارا بعروبتي،و ان استمتع بمصر العامرة اليانعة كوردة تنبت من تحت الردم،من تحت الشوك،معجزات وعظمة،تكون مصريّة أو لا تكون.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز