عاجل
الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أمك اسمها إيه؟

أمك اسمها إيه؟

بقلم : سمير محمود

كل ما أسرح بخيالي في أسمي أضحك في سري، اسم شايله وعايش معايا من سنين طويلة وبقينا أصحاب خلاص، تجاوزت بيه مرحلة يعني إيه سمير، ومرحلة هو أنت مسيحي ، وفرحت بيه وأنا بسمع سمارة ليه الحلوة بيدارى، وفرحت أكتر بأبو سمرة السكرة أبو ضحكة منورة النهارده  فات وعدى وإلا لسه يا ترى؟، كبرت ومرت الأيام، اتخرجت من الجامعة، بنتي بتناديني بـ "ميرو"، حلوة ميرو حد طايل!



جرب تقلب في ذاكرتك عن أسامي اصحابك، هتلاقي العجب، من أول الطريقة اللي اختاروا بيها الاسم، لحد اللي سببه الاسم لصاحبه من مشكلات ومآسي ومواقف بعضها طريف ومضحك، وبعضها يكرهك في اليوم اللي اتولدت فيه.

أنا مواليد السبعينيات ومن الجيل اللي كانت ترعبه جملة " أنا البرادعي يا رشدي" في مسلسل قديم اسمه وتوالت الأحداث عاصفة، أنا من الجيل اللي كان يترعب من نظرة عين محمود مرسي وهو بيلطش حفيده بالكف على وشه ويلطخ ايده بالدم في "شيء من الخوف"، أنا من الجيل اللي كان لم يخوف اللي قدامه يقوله :" ممكن اديك بوكس أخليك صابونة لوكس"، وممكن أديك شلوت أوديك أسيوط" باعتبار أنها في نظرنا أبعد مكان على الكوكب في الوقت ده ، أنا من الجيل اللي لما أمي كانت تسألني عن الساعة كنت أقولها الصغيرعلى أربعة والكبير على سبعة"، أنا من الجيل اللي كان قطر الموت بنركبه في دريم بارك وبس، مش بنركبه دلوقتي في كل حتة وأي اتجاه".

أنا من الجيل اللي الأسامي فيه كانت محمد ومحمود وأحمد وخالد وإبراهيم وعمر وعلي وفاطمة ومروة وهبة وسعاد وأمل وزينب ووفاء وليلى وسماح ومنى وسلوى وأميرة، أسامي نعرف ننطقها لأنها سهلة وبسيطة ومباشرة مفيش فيها لف ولا دوران، بعضها كان مبيعجبناش زي قرني ونشأت وعنيات ورسمية وفتحية وعطيات وسنية ونعيمة وبهانا ونحمده وبخاطرها وكيداهم وأسامي كتير أوي غيرها.

عرفت من أمي إن اسمي كان هيبقى واحد من تلاتة خالد هشام مجدي وبقدرة قادر بقى سمير، عرفت كمان الطريقة اللي سموني بيها، أربع ورقات صغننة علي كل ورقة اسم، ومطبقة بعناية ومحطوطة في سلطانية ازاز كانت مخصصة للبونبو والفوندام، وأصغر عيل في الأسرة يسحب ورقة واللي تطلع في ايده تبقى اسمك اللي هتلبسه يا حلو ويعيش معاك العمر كله، وفي ثواني لبست اسمي، وضحكت لما الصحف كتبته اكتر من مرة سمية ، بس برضه أرجع وأحمد ربنا على اني فلت من زمن كانت الأهالي تسمي ولادهم أسامي غريبة عجيبة عشان ما يتحسدوش ولا يموتوا، زي شحته ومشتقاته الشحات وشحاتة ومشحوت – هنشحت يا ولاد الدوج – وخيشه وأبو خيشه وأبو شوال وأم محمد أيوه أم محمد؛ كنت في أولى ابتدائي وزميلتي في الفصل – قبل ما يبقى اسمه الكيلاس – اسمها أم محمد، كنت هتجنن، البنت اتجوزت وخلفت وإحنا قاعدين، رجعت البيت سألت ماما: ازاي زميلتي صغيرة وعندها ولد اسمه محمد، وحلفت لأمي والله يا ماما بيقولولها  يا أم محمد، فهمت بعدين أن مش كل أم هي أم بجد،  ومش كل اسم أوله أم تبقى صاحبته أم، عشان كده مفيش ست أو بنت اسمها أم أربعة وأربعين، ولا أم قويق، صحيح العقارب البشرية على قفا مين يشيل والستات والبنات اللي مبتبطلش عياط وزن ونكد زي الهم على القلب، بس مفيش حد اسمه كده، وبرضه مفيش حد اسمه أبو رجل مسلوخة.

لكل واحد من اسمه نصيب، وياما ناس كانت أساميها مبهجة مفرحة وحياتها تعيسة والعكس، وياما أسامي سببت إحراج لأصحابها مش بس اللي تمشي حريمي ورجالي زي رضا وعفت المدرسة بطلة مسرحية مدرسة المشاغبين، لأ الأنقح بقا أن فيه أسامي سببت عقد نفسية لأصحابها بسبب السخرية اللي تعرضوا لها، خد عندك عائلات البرص والأعرج والحيوان والأطرش وبربور والأخرس والعبيط والبقري والأهبل والجربوع والخول والجحش، الخول كان أشهر محل فسخاني في مصر في حي الضاهر، والجحش أشهر محل فول في السيدة زينب، مش متخيل لما حد يجي يسأل عنه وهو صغير: الجحش موجود يا حاجة ؟ أيوه يا ابني موجود جوه مع أخواته!!

وإلا شخة ، معرفش ده اسم والا شتيمة، يعني تروحي لصاحبتك وتنادي عليها من بره: يا أم شخة ؟ يا شخة؟ حاجة تقرف بصراحة. نجيب محفوظ من الناس اللي أسمهم سبب لهم معاناة ومشكلات كبيرة، وفيه ناس ثارت على أساميها وغيرتها، اشمعنى الممثلين والمطربين ليهم أسامي شهرة غير أساميهم الحقيقية، محدش أحسن من حد.

ومن مرحلة اختيار الأسامي بالقُرعة، ومرحلة لو جه ولد هاسميه على أسم بابا ولو بنت على اسم ماما، لمرحلة الأسامي المركبة من إسمين، وبعدها دخلنا مرحلة تسمية العيال بأسامي الفواكه والخضروات والطيور والحيوانات ما يضرش برضه، تبص للواد من دول وتسأله أسمك إيه يا حبيبي؟ يرد عليك ويقول نمر وأسد وفهد، ولو عطست في وشه هيختفي!

السعودية جابت من الآخر، وأصدرت قايمة بالأسامي الممنوعة لمخالفتها الشرع والدين، زي عبد النبي وعبد الرسول وبسملة – اللي مغرق مصر – ولوران ونردين وتبارك وتولين وارم ورتال وساندي وراما وتالين وملاك وايمان وبيان وابرار ولورين ولارين ويارا وبولاند  وقايمة طويلة أكتر من خمسين اسم، خير وبركه.

شوية شوية الزمن جري بينا في مصر، وسمعنا فيروز وهي بتقول: "أسامينا شو تعبوا أهالينا" لكن طنشنا مش همه اللي عايزين خلفة يشربوا بقا، الناس اتغيرت فعلاً وكمان الأسامي على عكس ما قالت الست ذكرى اللي بقت ذكرى:" الأسامي هي هي والقلوب اتغيرت". خد عندك أعرف واحد صاحبي طلق مراته بسبب اختلافه معاها على تسمية ابنهم أول فرحتهم، هو عايز يسمي محمد على اسم أبوه، والمدام رأسها وألف شوز تسمي الواد "نيار"، متسألنيش يعني إيه نيار، لأن مرات صاحبي هتقولك نيار يعني " كحة الطاووس اليتيم وقت الغروب"، القصد كل اللي أعرفه إن صاحبي ركب دماغه، وراح سجل ابنه باسم محمد ، وكانت النتيجة أن الست أم محمد طلبت الطلاق وقد كان، افرحي يا ست أم نيار بالطاووس بتاعك!

اليومين دول بقا تسمية المواليد بقت حدوتة كبيرة أوي تطير فيها رقاب، مش الواد على أسم أبويا والبنت على أسم أمي، لا ده كان زمان يا محترم طظ في أبوك وطظين في أمك عادي، الموضوع بقا قاعدة كبيرة بالساعات قدام الكمبيوتر وحملة تفتيش في منتديات أسامي المواليد موديل العام، وخناقات ليل نهار، وقعدات على الفيس بوك وبوستات فقع مرارة من نوعية: أصحابي وصاحباتي عايزه اسم جامد فشخ لولد/بنت..عندكو مقترحات، وتوصف حالتها وتقول: تشعر بالحماسة أو مفيش اسم عجبني، أو ده اسم تقابل بيه ربنا؟

تجاوزنا بمراحل زمن أسماء الأب والأم والجدود، وتجاوزنا مرحلة أسماء الأنبياء والصحابة وأولياء الله الصالحين، والعشرة المبشرين بالجنة للعشرة المبشرين ببورتو طرة، تجاوزنا مرحلة أسماء المفكرين والزعماء ورؤساء الدول، وبقدرة قادر دخلنا مرحلة ملهاش وصف، شوية أسامي فارسي على تركي على شامي على حبة حنين للعهد الملكي..فريدة وفوزية ورقية وفاروق وياسين وفؤاد ومروان وعبد الرحمن، واسحب معايا لاسامي اليومين دول: لجين وهيا ومايا ولانا ولارا وايثار وليال، وأدخل بقلب جامد على مرحلة التمسح بالدين والعتبات المقدسة والمحن السايح اللي طفح من الصفايح، مش كفاية في الفيس بوك تلاقي واحد مسمي نفسه " شارب كولا وعيني حولا" وباعت لك طلب صداقة، طبعاً اللي زي ده لو حتى " شارب تفاح وجسمه كله أملاح" عمري ما أقبل صداقته، ومن هنا دخلنا على اسامي نيروز واياس وسادن وتليد وسنمار وآصف ويامن وبتال وفي البنات ايدك معايا في الطلعة دي: آسيل وأناهيد وبيلسان وتوسل وتيجان وجنى وثويبة وجورية وحوراء وخزامى وديالا وديمة وريناس وأختها ريماس ولمار وبرجس وريتاج وريناد، ولما تيجي يا مؤمن تنطق الأسامي تتعقد، ويا سلام لو جربت وسألت عن معانيها، تسمع موشحات وشروح ولا تلاقي ربعها في الموسوعة البريطانية، فتعرف إن ريتاج ده مفتاح الكعبة عشان لما تروح تعتمر تفتح وتزور على طول، وريناد بقا ده بخور وتراب الجنة، لما زبل الحمام - بالذات أنثى حمام الحرم – لما ينشف ويجف ويبقى تراب، كانت تتكحل بيه الستات الصالحات ، ويوصي بيه خبراء التجميل ياعيني ع الصبر!

بلاش عناد وبلاها ريناد خدوا الأمور ببساطة ، أقولك سمي الواد مرسي أو السيسي ولو جت بنت سميها نهضة أو رفال، رفال دي نوع طيارات اشترتها مصر من فرنسا السنة دي 2015، طبعاً خدها مني نصيحة: اللي هيسمي بنته رفال هيضمن انها متقعدش في ارابيزه وتعنس وتبور والقرف ده كله، البنت هتتجوز بسرعة الطيارة مش الصاروخ ، ومش بعيد تتجوز طيار كمان، طب جرب كده وانطق الاسم : رفااااااال ياااه على الموسيقى ، ويا سلام لو الأب اسمه عبد العزيز، أنا راضي زمتك، اسم رفال عبد العزيز مش ألطف كتير من دلال عبد العزيز النجمة بتاعت السيما ؟

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز