عاجل
الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
الإعلام "والحرب الممنهجة " علي الشباب

الإعلام "والحرب الممنهجة " علي الشباب

بقلم : اسلام ابو المجد

فى البداية نحمد الله ان اليوم الاول من انتخابات مجلس النواب الضلع الاخير والمتمم لخارطة الطريق لم يشهد اى تجاوزات او مخالفات لافتة لانه لم يشهد ناخبين اصلا , فاللجان بدت خاوية على عروشها تبحث عن ناخبين,  فلم يلبى النداء سوى العجائز والشيوخ  نحسبهم جميعا من الصالحين والاعلى قدرا واحتراما لكنهم للاسف ليسوا الشريحة المستهدفة من هذا الاستحقاق  ولا المنوط به صناعة مستقبل مصر الجديدة . 



 

نعم سيادة الرئيس لم يشارك الشباب فى الانتخابات ولن يشاركوا رغم دعوتك لهم بالمشاركة  في خطابك الأخير وهذا ليس من باب العناد مع رئيس الجمهورية الذى أتى بإرادة شعبية لاخلاف عليها وإنما من باب اليأس والاحباط والإهانة .

 

لن يشارك الشباب لإن الإعلام  استخف بعقولهم  ونسج روايات لا تمت للواقع بصلة عن حروب كونية ومؤامرات من المريخ , بل الأدهى أنه دأب على اتهام الشباب كافة " المسيس وغير المسيس " , بالخونة  والعملاء والتافهين  والمأجورين والعاطلين وقليلى الخبرة والفاشلين ، رغم انهم كانوا  المحرك الاساسى لثورتى   ٢٥ يناير و٣٠ يونيه  ,  نعم هم فقط من أطلقوا  الشرارة والجميع سار خلفهم .

 

لن يشارك الشباب لان قنوات بعينها تابعة لرموز في  الحزب الوطنى المنحل  وصفت ثورة الخامس والعشرين من يناير بالمؤامرة ضاربين  بدستور عام 2014 عرض الحائط  والذى نص قولا   "  وجاهدنا نحن المصريين للحاق بركب التقدم، وقدمنا الشهداء والتضحيات، فى العديد من الهبات والانتفاضات والثورات، حتى انتصر جيشنا الوطنى للإرادة الشعبية الجارفة فى ثورة ” 25 يناير – 30 يونيه” التى دعت إلى العيش بحرية وكرامة إنسانية تحت ظلال العدالة الاجتماعية، واستعادت للوطن إرادته المستقلة.

 

ونص الدستور ايضا  " ثورة 25 يناير- 30 يونيه، فريدة بين الثورات الكبرى فى تاريخ الانسانية، بكثافة المشاركةالشعبية التى قُدرت بعشرات الملايين، وبدور بارز لشباب متطلع لمستقبل مشرق، وبتجاوز الجماهير للطبقات والإيديولوجيات نحو آفاق وطنية وإنسانية أكثر رحابة، وبحماية جيش الشعب للإرادة  الشعبية وبمباركة الأزهر الشريف والكنيسة الوطنية لها، وهى أيضًا فريدة بسلميتها وبطموحها أن تحقق الحرية والعدالة الأجتماعية معًا. هذه الثورة إشارة وبشارة، إشارة إلى ماض مازال حاضرًا، وبشارة بمستقبل تتطلع إليه الإنسانية كلها".

 

 لن يشارك الشباب لإن الاعلام  منذ الإعلان عن فتح باب الترشح لم يقدم لنا اى دور توعوى يتعلق بمجلس النواب الجديد وصلاحياته والمهام المنوط بها , بل تحولت شاشات الإعلام كل  مساء  الى ساحات للردح بين المرشحين  الاكثر جدلا والذى انتهى بهم المطاف الى استبعاد اغلبهم  من السباق الانتخابى فأى دور حقيقى قام به الاعلام طيلة هذه الفترة ؟ سوى انه قدم لنا نموذجا بغيضا عن المرشحين والعملية الانتخابية برمتها .

 

لن يشارك الشباب لإن اغلب القنوات الخاصة والتابعة لرجال اعمال حرصت على الترويج لقائمة انتخابية  بعينها  ومرشحين بعينهم  وتقديمهم على اساس انهم امتداد  طبيعي لخارطة الطريق وخير معين للرئيس على اداء مهمته ,دون ان يعرض لنا الاعلام بقية القوائم بشكل حيادى ومتساوى بل تجاوز هذه المرحلة لتصف بعض القنوات   مجموعة  من المرشحين بالخونة والعملاء نظرا لمواقفهم  وآرائهم التى تختلف بعض الشئ عن التوجهات الرسمية لكنها  فى النهاية تصب  فى صف الدولة  ونظامها القائم .

  

لن يشارك الشباب لانه لا يُعقل ونحن نسعى الى بناء دولة مدنية ان يطل علينا احد شيوخ الازهر الاجلاء عبر شاشات الاعلام ليصف مقاطعى الانتخابات او المعترضين عليها كتاركى الصلاة , فالشباب لا يريدون فى تذوق مرارة الحكم الدينى  مرة اخرى  ولا   يرغبون فى أن يروه  متجسدا فى مجلس النواب الجديد عبر احزاب دينية طرحت نفسها بقوة فى هذا الاستحقاق .

 

لن يشارك الشباب لإنه وبعد  تطبيق قانون التظاهر خرج  علينا احد مذيعى التلفزيون  الرسمى على الهواء مباشرة  وهو يطلب من وزارة الداخلية ضرب مجموعات الوايت نايتس  بالرصاص الحى  واستعمال أقصى درجات  القوة الامنية مع الجماهير  فى واقعة استاد الدفاع الجوى التى راح  ضحيتها العشرات من خيرة  شباب مصر  ,  واللافت انه لم تتم  محاسبة  هذا المذيع حتى الان رغم ان حديثه هو تحريض واضح على القتل  وهى تهمة يحاسب عليه القانون.

 

لن يشارك الشباب لان الإعلام وصل الى مرحلة متدنية وفقيرة وتفتقد للمصداقية  والمهنية بصورها , فعندما يعرض  احد  الإعلاميين  لقطات للعبة apache assault ويزعم انها  لقصف القوات الروسية لعناصر من تنظيم "داعش" الإرهابى فهذا ناقوس خطر على مستقبل الاعلام فى مصر ,وحين تنشر قناة خاصة صورة لزوجة قنصل مصر فى لبنان وتبرزُها على اساس انها قامت بالإدلاء بصوتها فى انتخابات مجلس النواب دون ان تتحرى الدقة فى صحة هذه الصورة التى تم التقاطُها منذ عامين او اكثر فى استحقاق اخر ، فهذا دليل على استهتار واضح فى المادة الاعلامية المقدمة للمشاهدين وخاصة الشباب الذين اصبحوا اكثر خبرة ودراية بالاعلام الجديد والسوشيال ميديا .

 

لن يشارك  الشباب فى الإنتخابات لإن  من يتحدثون بإسم الرئيس  في شاشات الإعلام , قد رسموا لنا  احلاما وردية عن مستقبل افضل وتحسن سريع  وفورى للاقتصاد وتوفير كامل لكافة الخدمات لكن كل هذا وغيره لم يتحقق والسبب ليس فقط فى تقصير الحكومة السابقة فى الاداء بمهمتها على افضل وجه ممكن وانما لإننا جميعا كمصريين  ورثنا تركة ثقيلة من الإهمال والتخلف والأمية والفساد والرشوة  تحتاج الى سنوات  طويلة للقضاء عليها ومواجهتها بشكل واقعى .

 

لن يشارك الشباب لإنهم  لا يريدون  برلمان فتحى سرور يعود من جديد , نعم  لا يرغبون في  برلمان مستأنس  تابع للسلطة التنفيذية ولا برلمان يعطل مسار خارطة المستقبل , وإنما يرغبون فى تنفيذ ما توافقت عليه الجماعة الوطنية فى الثالث من يوليو بكل ما ورد به وخاصة فيما يتعلق بميثاق الشرف الاعلامى , لإن الاعلام من وجهة نظري   يتحمل النصيب الاكبر مما وصلنا اليه فهو  الجانى الذى أفسد العرس الديمقراطى .  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز