المؤامرة !

بقلم : ياسر صادق

اندهش جدا عندما اسمع البعض مما يطلقون علي أنفسهم خبراء لما يقولوا أن مصر بتتعرض لمؤامرة من الغرب عقب حادث الطائرة الروسية التي سقطت في سيناء بداية شهر نوفمبر الجاري و راح ضحيتها 224 شخص .. علي اعتبار يعني أن التاريخ كان بيقول ان الغرب طول عمره بيحب مصر و الدول العربية و الشرق الأوسط .. و أن الغرب كان بيساعدنا و واقف بجانبنا و أن الذي احتل العراق و دمرها لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية .. أو أن الذي اطلق وعد بلفور وزير خارجية بريطانيا في 2 نوفمبر 1917 بانشاء وطن لليهود في فلسطين بالرغم أن اليهود لم يزيد تعدادهم عن 5% من تعدادا السكان في ذلك الوقت وهو الوعد الذي عرف بمن لا يملك اعطي لمن لا يستحق .. أو كأن بريطانيا الأمبراطورية السابقة و التي غابت عنها الشمس لم تكن تحتل مصر لمدة 74 سنة من 1882 و حتي خروج اخر جندي انجليزي من مصر في 18 يونيه 1956 ..

ألم يكن هذا الغرب " فرنسا – بريطانيا – اسرائيل " الذي ضرب مصر في عام 1956 فيما عرف بالعدوان الثلاثي .. لماذا اندهشنا عندما وجدنا بريطانيا تقوم بسحب رعاياها من مصر عقب سقوط الطائرة؟ .. هل كنا نعتقد أنها ستقف بجانبنا؟! .. كما انه من الطبيعي أن تخاف علي رعاياها .. لكن الغريب أنها لم تنتظر و سارعت باتخاذ القرار و الأغرب أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان متجها لزيارة بريطانيا كما أن الأنجليز قاموا بالأطمئنان علي الناحية الأمنية في مطار شرم الشيخ منذ عشرة اشهر وفق ما قاله رئيس الجمهورية .. ثم تجد من يقول أن اسرائيل هي التي سربت خبر وجود عمل ارهابي في سقوط الطائرة للغرب .. و لماذا لم تبلغ مصر بالرغم من وجود معاهدة سلام بيننا " مقال الدكتور عمرو عبد السميع في الأهرام " ..

يا دكتور عمرو هي اسرائيل بتحبنا و لا ايه علشان تقف بجانبنا؟ .. اسرائيل و الغرب يتمنون لنا أي كبوة أو مصيبة علشان تنقض علينا هذه هي فرصتهم و هذا هو الشرق الأوسط الجديد الذي ينتظرونه خاصة بعد مافشل مخططهم بتقسيم مصر مثلما حدث في السودان و سوريا و العراق و اليمن و الصومال و سيطروا علي الخليج و تحديدا قطر .. بالضبط عندما اجد العرب يستنجدون بالغرب في قضيتهم الأزلية الأبدية مع اسرائيل .. اذا كان الغرب و اسرائيل هم طرف واحد وجزء لا يتجزأ .. و اذا كانت امريكا تعتبر اسرائيل هي بنتها المدللة و كل ما تفعله ضد العرب يصب في صالح اسرائيل قلبا و قالبا .. و لا نندهش ايضا من الموقف الروسي بقطع رحلاتها من و الي مصر .. فروسيا لا يهمها الا مصلحتها أولا و اخيرا .. الغريب أن طائرة روسية سقطت في السودان بعد الطائرة الروسية في مصر وراح ضحيتها 40 قتيلا لم نسمع من الغرب أو روسيا اي رد فعل لا قطع رحلات أو علاقات .. كما أنني اندهش ايضا من طريقة و اصرار المسئوليين في مصر تجاه اي أزمة وهو النفي ثم النفي لأي شئ و عدم الأعتراف بوجود اي تقصير فالدلائل تشير الي ان الطائرة انشطرت في الهواء و قبل ارتطامها بالأرض و هو ما يعني أن انفجار ما أو قنبلة قد انفجرت .. فاذا صح ذلك فكيف مرت القنبلة و التي كانت داخل احدي الحقائب كما قيل من اجهزة الكشف بالتأكيد تقصير أمني و لو أن الأمن في يقظته ما كنا سمحنا للمتربصين من الغرب أن يفعلوا معنا ما فعلوا ..

ملاحظة اخري تتعلق بهبة القنوات الفضائية و الفنانين و لاعبي الكرة بزيارة شرم الشيخ .. هذا امر جيد بالنسبة لتشجيع السياحة الداخلية لكن ليس له علاقة من قريب أو من جديد بجذب السياح الأجانب لأنهم لا يشاهدون قنوانتنا أو يعرفون اللغة العربية من اساسه .. كما أن الهدف من حضور السياح هو الحصول علي عملاتهم الأجنبية و التي نعاني من نقص شديد بشأنها الا اذا كانت القنوات الفضائية و الفنانين و لاعبي الكرة كانوا بيشتروا اشيائهم و احتياجتهم بالدولار و اليورو ! .. لابد من انشاء قناة فضائية باللغات الأنجليزية و الفرنسية لمخاطبة العالم و توضيح وجهة نظرنا و للدفاع عن أنفسنا و توضيح الأمور و كشف الحقائق طالما أن وزارة الخارجية و التي لديها سفارات في معظم دول العالم فشلت في ذلك .. اخيرا اخشي من الهجمات الأرهابية التي حدثت في فرنسا و راح ضحيتها 172 شخص أن يكون لها تبعات سلبية علي الشرق الأوسط و أن يحملونه ما حدث مثلما حدث في سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة الأمريكية..!