عاجل
الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
وزير خارجية النمسا والشباب المصري

وزير خارجية النمسا والشباب المصري

بقلم : بهجت العبيدي البيبة
لست ممن يؤمنون بأفضلية عرق على عرق ولا قومية على أخرى، ولا شعب على آخر، ولكني أيضا أرى في الشعب المصري على وجه العموم وشبابه على وجه الخصوص سمات يمكن أن تستثمر استثمارا جيدا، ومن ثم يتم الاعتماد على سواعد هؤلاء الشباب في بناء مصرنا الحديثة، ذلك البناء الذي يجب أن ينقلها إلى مصاف دول العالم المتقدم، فهذا هو شأن ذلك البلد العظيم، الذي يجب أن يعلمه كل أبناء شعبنا  وشباب مصر على رأسهم.

إن الشباب في مصر يمثل نسبة كبيرة من عدد السكان،  فنسبة الشباب في الفئة العمرية 18 -29 وصلت الى 7ر23% من السكان أي حوالى 20 مليون نسمة، ذلك حسب ما أعلنه الجهاز المركزي للإحصاء  بمناسبة اليوم العالمي للشباب في أغسطس
2014
وهذا العدد من الشباب يعادل ثلاثة أضعاف جميع سكان دولة النمسا، التي  أعلن مستشارها ميخائيل شبيندليجر في  ديسمبر 2013 عن اختيار سباستيان كورتس 27 عاما وزيرا لخارجية النمسا وهو عضو في حزب الشعب النمساوي ÖVP""

وخرج الوزير الشاب للعالم بوجه وسيم وشكل أنيق يجذب إليه الأنظار، ويدعوا للإعجاب، ويصبح حديث الإعلام، ويترك أسئلة كثيرة مصحوبة بإعجاب أحيانا، وتعجب وإنكار أحيانا أخرى، ليس لاختياره أصغر وزيرا منذ إنشاء الجمهورية في النمسا، بل إنكار واستنكار من شبابنا بل وشيوخنا في عالما العربي ومصرنا الغالية، بسؤال يُطْرَح: لماذا لا يكون لدينا وزيرا في مثل هذه السن، ونحن نمتلك هذه الثروة الشبابية الهائلة!!؟

وبدا هذا السؤال المصحوب بالاستنكار موضوعيا منطقيا، اتهمت في الإجابة عليه، القوى الرجعية التي تتحكم في مصير البلد تارة، وسيطرة الشيوخ على مقاليد الحكم تارة أخرى، وعدم إفساح المجال للشباب تارة ثالثة، خاصة وأن مصر كانت تمر بحالة مخاض ثوري ساهم فيه بكل فاعليه فئة الشباب، حتى وسموا ثورة يناير بثورة الشباب، على الرغم من مشاركة كل فئات المجتمع فيها، وظلت صورة ذلك الشاب النمساوي الذي أُسْنِد إليه وزارة الاندماج، بعد ذلك، ليصبح وزيرا للخارجية والاندماج، تلح بسؤال هام: أليس لدينا في مصر شاب أو شباب في قدرات هذا الشاب النمساوي، ويمكنهم تقلد منصب رفيع كهذا الذي يشغله الشاب النمساوي الوسيم!؟

أما الإجابة على نصف هذا السؤال الأول فهي بكل تأكيد بالإيجاب، وهي أن لدينا شبابا بقدرات هذا الوزير وربما تفوقه، ولكن المعضلة تكمن في نصف السؤال الثاني وهي قدرته على تقلد منصب بهذه المسؤولية، والإجابة الصادمة أننا لا يمكننا أن ننصب شابا لهذا المنصب، على الرغم من إثباتنا أننا نمتلك طاقات شبابية هائلة، ولو أردنا أن نتعرف على الأسباب، لَلَمَسَتْها أيادينا دون عناء، حيث أننا افتقدنا للمؤسسات الحزبية التي يلتحق بها الشاب منذ نعومة أظافره، والتي هي المنوطة بإعداده إعدادا مناسبا ليتولى المناصب السياسية، بعدما تقوم بتربيته تربية سياسية ناضجة، يؤمن من خلالها بمبادئ حزبه التي ينشأ عليها ويزود عنها، ويعمل بكل ما أُوتَى من أجل تحقيقها، وهو ما تم مع الشاب النمساوي الذي يضرب بإدارته لوزارتي الخارجية والاندماج المثل، حيث أن الأحزاب هنا فاعلة حية، متواصلة ومتفاعلة مع الشارع، تؤثر فيه تأثيرا قويا، ويؤثر فيها فيجعلها دائمة البحث عما يجعله راض عنها، فيمنح لهذا الحزب أو ذاك صوته، لتحقق له ما يصبو إليه من حياة كريمة. 

ولعل ما تقوم به مؤسسة الرئاسة في برنامج إعداد القادة، وما يوجه به الرئيس عبد الفتاح السيسي بالدفع بقيادات شبابية في مواقع صنع القرار في الوزارات المختلفة والمحافظات، ما يكون بديلا عن دور الأحزاب المصرية التي دخلت غرف العناية المركزة منذ عدة عقود، خسرنا خلالها مواهب شبابية كان يمكن أن تعيد صياغة الحياة السياسية في مصر.



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز