عاجل
الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
لسه فيه أمل "2"

لسه فيه أمل "2"

بقلم : محمد دويدار

إذا كنت عزيزي القارئ ممن تخطوا سن الاربعين او قاربوا عليها ولم تحقق احلامك ومازلت تكدح ليل نهار منتظر فرصه مناسبه او وظيفه جيده توفر لك سبيلا للوصول الي ما تطمح اليه فلا تفقد الامل ولا تركن الي سوء الحظ وشماعات الاعذار ولا تنتظر ان تمطر عليك السماء كنزا ولا تتوقع ان تفوز بكيلو ذهب في احدى مولات دبي.. فقط كل ما عليك فعله ان تقرأ هذا المقال بتأني وبعدها ستشعر ان الامل مازال قائما لكن بشروط..



سأستعرض باختصار مشوار شخصيات استطاعات بعد الاربعين ان تبدأ من الصفر ووصلت الي حلمها بل وخلدت اسمها في التاريخ.. اذن فلنبدأ..


هنرى فورد

رجل تدين له أمريكا بالفضل في بناء اقتصادها بل ويدين له العالم كله بالفضل لانه يعتبر المؤسس الأول لصناعة السيارات بالمعنى الحقيقى كما يعتبر فورد ذو ايادى بيضاء وبصمات قويه أدت لقيام ثورة زراعيه وصناعيه وثورة فى مجال الاتصالات بالولايات المتحده في بدايات القرن العشرين..ولكن من هو هنرى فورد وهل ورث تلك الأموال عن ابيه ام انها كانت ضربة حظ مثلا؟! دعونا نتعرف على قصة مليونير امريكى بدأ بعد الأربعين...

ولد فورد لعائلة متوسطة الحال فأبوه مزارع بمزرعه صغيره الحجم  وامه تعاون ابيه في الزراعه وله من الاخوه خمسه غيره..وعلى الرغم من نبوغه وذكائه الواضح الا انه اضطر ان يترك الدراسه في سن مبكره ليعاون ابيه في العمل الزراعى وأيضا لمشاكل كثيره جعلته يكره الدراسه فقد كان فورد دائم السؤال والنقاش والمجادله ولا يقتنع بما يمليه عليه مدرسيه من دروس نظريه دون ادله واضحه على صحتها مما كان يعرضه دوما للعقاب ..ظل هكذا لسنوات يعمل بالمزرعه رغما عنه الى ان قرر أخيرا ان يترك العمل الزراعى نهائيا بل ويترك المدينه بأكملها باحثا عن فرصة عمل أخرى وبالفعل تمكن من العمل في ورشة ميكانيكا (صبى ميكانيكى) وقد كانت حينها السيارات قليله ونادره ولا يملكها الى الأغنياء والصفوه فقط ولم تكن على هيئتها ولكنها كانت بدائيه جدا وظل يعمل سنوات بهذه المهنه حتى اكتسب خبره كبيره ولكنه في النهايه اضطر للعوده الى الزراعه مره أخرى حيث تزوج فورد وقد قارب عمره على الثلاثين ونصحه المقربين منه بالعوده والاستقرار والاعتماد على دخل شبه مضمون!

لم يصمد هنرى كثيرا فقد كان بداخله ذلك العبقرى الذى يحثه دوما على الابتكار والمجازفه باى ثمن كان.. ظل يبحث عن وظيفه مناسبه والتحق في تلك الفتره للعمل بشركات عديده اغلبها شركات هندسيه امدته بخبره مناسبه في المجال الهندسي ولكن ظل الطموح بداخله كامن ينتظر الفرصه الى ان جاءت له فرصة عمره حينما اخبره احد أصدقائه ان المخترع العظيم توماس اديسون يطلب مهندسين للعمل في شركته "مؤسسة اديسون" وهنا كان لابد له من خوض التجربه وبالفعل تقدم للوظيفه وحاز اعجاب اديسون بشده نظرا لذكاءه وتطلعه وخبرته في مجال الميكانيكا والهندسه فتم تعيينه كمهندس بالشركه وسرعان ما اثبت فورد جدارته بالوظيفه وابهر الجميع حتى تم تعيينه كبير المهندسين بالشركه وبالرغم من تحصله على راتب لا بأس به الا انه كان ينفق راتبه بالكامل على اختراعاته ومحاولاته الغير مضمونه اطلاقا ولكنه كان يصر على ذلك وكأنه واثق من النجاح الى ان نجح أخيرا وبعد مجهود كبير وسنوات أمضاها في البحث والعمل في صناعة اول سياره بمحرك تسير على اربع عجلات وكان حينها في منتصف الثلاثينات من عمره وبرغم النجاح الذى حققه الا ان الإحباط أصابه مره أخرى بعدما فشل في إقامة مصنع لصناعه وإنتاج سيارته ولم يستطع حينها اقناع احدا بمشاركته لبدأ مشروع عمره!

 ظل فورد يجتهد ويطور من اختراعه في صمت ويزيد من خبرته ويناضل من اجل اقناع المستثمرين حتى جاء العام 1903 وقد كان عمره وقتها أربعون عاما حيث اتفق ومعه احد عشر مستثمرا ان يؤسسوا شركة فورد لصناعة السيارات برأس مال 25 الف دولار امريكى

ولكن هل هذا هو كل شيء ؟ لا ..فقد عانت الشركه في بدايتها معاناه شديده واحاطت بها المشاكل حيث كان انتاج السياره الواحده يستغرق ما يزيد عن اثنى عشر ساعه وسعرها يزيد عن الستمائة دولار وهو مبلغ ضخم للغايه حينها وكذلك واجهته مشاكل العماله المرتفعة الثمن وكانت العماله دائمة التظاهر وتحميها المؤسسات العماليه والنقابيه .. كل تلك المشاكل كانت كفيله باجهاض حلم هنرى فورد الذى بدأ المستثمرين ينفضوا من حوله خوفا من تفاقم الخساره..كانت كل المؤشرات حينها تنم على اغلاق الشركه ولكن هنرى فورد قال كلمته الشهيره " المشكلات حتما ستأتى والناجح لا يتجنب المشكلات ولا يخافها ولكن ينتظرها ليواجهها ويتغلب عليها " ولأن الحاجه ام الاختراع فقد وجد فورد حلا عبقريا يسمى بخط التجميع للسيارات وهو ما احدث ثوره صناعيه في صناعة السيارات ومازال نظام خطوط التجميع قائما حتى الان كما انشأه هنرى فورد وكانت فكرته ان يتم تقسيم صناعة السياره الى عدة مهام ولكل مهمه محطه يتخصص عليها عامل يتقنها ولا يفعل غير مهمته فقط في كل سياره واستعان بعماله اسيويه رخيصه يقال انه ذهب بنفسه لاختيارهم مما أدى في النهايه الى خفض زمن انتاج السياره الى ساعه ونصف فقط وانخفضت تكلفتها الى النصف تقريبا ومنذ ذلك الحين انتعشت الشركه وباعت ملايين السيارات من الطراز الشهير FORD T حتى وصل عمر هنرى الى خمسه وخمسون عاما كان نصف عدد السيارات التي تسير في الولايات المتحده من طراز فورد تى .. ليس هذا فحسب ولكن ما فعله فورد أدى لثوره في مجال المواصلات والانتقالات حيث تمكنت الاسر متوسطه الحال من امتلاك سياره مما ساهم على العمران في المناطق الغير مأهوله وزياده الرقعه الزراعيه وانشاء المصانع والمتاجر ..حقا ساهم فورد في بناء مجد الولايات المتحده بفضل شركته العظيمه.

يعطى فورد نصائح لمن يسعى للنجاح فيقول:

ليس هناك شيء صعب لو قمت بتقسيم مهمتك إلى وظائف صغيرة
لو كان المال هو أملك الوحيد في تحقيق الاستقلال فإنك لن تحصل عليه دون ان تسعى للعلم والمعرفه وتطوير ذاتك
أفضل طريقة للنجاح هي استغلالنا الفرص وحساب المخاطر المرتبطة بها وتقدير قدراتنا على التعامل معها
الفشل هو بكل بساطة عبارة عن الفرصة للبدء من جديد ولكن بطريقة أذكى هذه المرة
حتى عمر الاربعين لم ادخر اى مبلغ من المال ولكنى ادخرت فائضا من العلم والمعرفه جعلنى قادرا ان اجنى الكثير من الاموال فيما بعد

هذا هو هنرى فورد المليونير ورجل المال والاقتصاد العملاق ولكن السؤال الان ماذا لو

ماذا لو استسلم فورد لرغبة والده وظل يعمل في المزرعه ؟

ماذا لو ارتضى فورد بالوظيفه في شركة اديسون العملاقه وقرر ان يدخر راتبه ولا ينفقه على اختراعه؟

ماذا لو استسلم فورد للمشاكل التي واجهته واغلق الشركه وعاد يعمل مهندسا ؟

الاجابه ببساطه لو ان هنرى فورد فعل واحده فقط مما سبق لما كانت هناك صناعة سيارات على هذا الوجه الان ولتأخرت كثيرا الثوره الصناعيه والزراعيه في الولايات المتحده ولكنه هنرى فورد المليونير المكافح الذى بدأ اسطورته بعد الأربعين

ولنا لقاء اخر مع قصة نجاح أخرى بدأ أصحابها بعد معاناه وكفاح ووصلوا لحلمهم في نهاية المطاف

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز