عاجل
السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
هل حقا نمتلك معارضة سياسية

هل حقا نمتلك معارضة سياسية

بقلم : أحمد العمدة

بداية يجب التأكيد على إحترامنا المطلق لكافة الرموز السياسية المصرية لاسيما المخضرمون منهم , والذين أثروا بلاشك الحياة السياسية المصرية في أيام خلت كانت السلطة تصادر فيها وتمنع كل رأي يخالف رأيها وموقفها , ولكننا نصر مع ذلك على التساؤل هل حقا نمتلك معارضة سياسية ؟



بعد ثورة 25 يناير فُتح الباب على مصراعية لتكوين الأحزاب والعمل بالسياسة في مصر وتشكلت عشرات الأحزاب السياسية والتكتلات الحزبية وانضم إليها ملايين المواطنين , ورغم كل هذه الأحزاب والتكتلات لم تشهد مصر طفرة سياسية حقيقية متصلة بالواقع العملي للبلاد , ليس ذلك فقط بل برزت ظاهرة المال السياسي وتضائلت أحزاب عريقة في خضم هذه القوة المالية لبعض الأحزاب الوليدة وامتلاكها للمنابر الإعلامية التي تنافح عنها وتنشر أفكارها بما يسيطر على المشاهد .

وفي الواقع يبدو أن هناك نوع من الخلط في فهم كنه المعارضة ومفهومها حيث إعتبرها البعض مجرد التربص للنظام الحاكم للسيطرة على الحكم بدلا منه , ويظهر هذا واضحا في كم التربص للأخطاء في كل موقف من المواقف لاسيما مع طوفان إعلام مواقع التواصل الإجتماعي الذي يهتم بعدد مرات الظهور والمشاركة والتعليقات أكثر بكثير من المصداقية و جودة المادة الإعلامية المقدمة من خلاله .

و المعارضة إذا تتبعنا صورها رأيناها تنقسم إلى ثلاثة أقسام فمنها " المستأنسة " وهي تلك التي لم تستطع أن تكون في الحكم فرضت بفتات ما يهبه لها الحزب الحاكم من مقاعد ومناصب وصارت تحت عبائته , ومنها " المستمرة " وهي تلك المعارضة التي تستمر في الرفض والصراخ طيلة الوقت بلا طائل , بل وربما خاضت الصراعات وألقت بمنتسبيها إلى آتون المعارك الدموية , ومنها "الإصلاحية " وهي تلك المعارضة الراقية التي لم تغفل عن سعيها في طلب الوصول للحكم لتنفيذ برامجها لكنها لم تعتبرها الغاية الوحيدة لوجودها بل سعت في تقديم يد العون للحكومة بالمشورة وتقديم الحلول والوقوف إلى جوار الدولة في أزماتها .

إن مصر في وضعها الحالي الذي يشهد لأول مرة في تاريخها الحديث رئيسا وحكومة بلا حزب , تمتلك فرصة ذهبية لتشكيل معارضة وطنية حقيقية هدفها الإصلاح والوقوف إلى جانب المواطن , لا نقصد من هذا مجرد الوقوف كما فعل النائب المحترم في إحدى جولات الرئيس ليطلب إيقاف تخفيض الدعم لحين وصول الحد الأدنى للأجور إلى ثلاثة آلاف جنيه فمثل هذه الخطبة العصماء قادر عليها كل أحد , وإنما نريد معارضة إصلاحية بحق إنتمائها الأوحد لدولتها وشعبها تقدم حلولا مدعومة بالدراسة والأرقام مشفوعة ببيان مدى قدرة الدولة في ظل وضعها الحالي على تطبيقها , معارضة تقف بجوار بلادها في الأزمات , لا تستغل الأزمات والمواجهات الإرهابية وسيلة لكسب النقاط في صراعها مع رئيس أو حكومة .

وحتى لا نكون كم انتقد دون تقديم النصح والمشورة فنقع فيما رفضناه نرى أن الوصول للمعارضة المفيدة يحتاج منا جهدا عظيما وسعي طويل المدى في إشاعة روح تقبل الآخر بيننا وفتح آذاننا لمخالفينا وتقبل إختلافهم مهما بدا لنا شاذا مُنكرا من خلال برامج تثقيفية واعية تعدها وزارة التعليم ووزارة التعليم العالي والأحزاب السياسية تجمع الجميع حكومة ومعارضة وأحزابا ومستقلين على هدف واحد هو الإصلاح وتقبل الآخر أي كان موقع كل منا قربا أو بعدا من دائرة الحكم , ووقتها نمتلك المعارضة الحقيقية التي ينصلح بها حال البلاد والعباد.

*باحث قانوني وسياسي

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز