عاجل
الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
عن التهديدات الايرانية لأمريکا

عن التهديدات الايرانية لأمريکا

بقلم : سعاد عزيز

مع تصاعد التشديد الامريکي مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و الجدية الملفتة للنظر في التعامل مع الملف الايراني، والذي يتزامن مع تردي الاوضاع في إيران على أکثر من صعيد و بالتالي التراجع الذي طرأ و يطرأ على الدور الايراني في المنطقة و العالم، فقد عاد القادة و المسٶولون الإيرانيون الى إطلاق تصريحات نارية متشددة ذات طابع تهديدي ضد واشنطن ومن ضمنها کالعادة شن هجمات على مصالحها في منطقة الخليج، ولئن کانت طهران تسعى من جديد لإظهار قوتها و إبراز عضلاتها، لکنها في نفس الوقت لاتکاد تبدو في وضع يوحي بذلك.



السياسة الايرانية التي إعتمدت منذ بدايتها على مبدأ التلويح بالتهديد و شرعت في تمهيد أرضية مناسبة لذلك من خلال دأب طهران على تصدير التطرف الديني و الارهاب و التدخل في دول المنطقة من خلال تأسيس أحزاب و ميليشيات خاضعة لها فکريا و عسکريا، يظهر بأن الحمل قد صار ثقيلا على الکاهل الايراني و إن أعباء إدامة و إستمرار هذه السياسة ولاسيما التدخلات في المنطقة و تواجدها فيه، بات يٶثر سلبا على الاوضاع الداخلية له حيث إن التذمر الشعبي يزداد يوما بعد يوم فيما يزداد أيضا الرفض العربي و الاسلامي للدور الايراني و مشبوهيته و على مايبدو فإن طهران التي تعلم جيدا بأن دول المنطقة صارت تشعر بضعفها و بتزايد الضغوط الامريکية و الدولية ضدها، تريد التأکيد لهذه الدول من إنها لازالت في تمام عافيتها.

لئن کان هناك من يتصور بأن خوف طهران يأتي من جدية التهديدات الامريکية و الدولية ضده، إلا أن الحقيقة التي يجب أن لانتغاضى عنها أبدا هي أن الخوف الاکبر لإيران من الرفض و المقاومة الداخلية ضدها، خصوصا وإن الذي يجب أن نشير إليه هنا و نتوقف عنده ملية، هو إن هناك الکثير من المٶشرات التي تعطي إنطباعا بأن الاوضاع في إيران تسير بسياق متعارض مع مصلحة النظام، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، هو إنه وعندما قامت زعيمة المقاومة الايرانية مريم رجوي بإطلاق حملة مقاضاة القادة و المسٶولين الايرانيين لإرتکابهم مجزرة قتل 30 ألف سجين سياسي، فقد بادر نجل آية الله المنتظري الى نشر تسجيل صوتي لوالده أيام کان نائبا للخميني يشجب فيها هذه الجريمة و يعتبرها عارا على النظام و يندد بها و يطالب بإيقافها، وهو الامر الذي هز النظام هزا ولاسيما بعد أن بدأ الغضب و السخط الشعبي يتصاعد من هذه المجزرة حتى أضحت بمثابة حراك شعبي، فإن النظام يدرك و يعي جيدا بأن من يمسك بزمام الامور في هذه القضية مريم رجوي بنفسها، وهذا مايرعب طهران و يجعلها تفقد صوابها لأن العدو الوحيد الاخطر عليها و الذي يرفع شعار إسقاط النظام و يرفض کل أنصاف الحلول، هو المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بقيادة مريم رجوي، ولأن دور المقاومة الايرانية آخذ في تصاعد و تألق ملفت للنظر، فإن طهران تتخوف کثيرا في هذا الوقت من أية تهديدات خارجية ضدها ذلك إنه يساعد و بقوة على إذکاء الرفض الداخلي ضدها و إيصاله الى نتيجة حاسمة، وهذا هو أساس و جوهر التهديدات  الايرانية ضد واشنطن.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز