عاجل
السبت 11 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
الناصـر صلاح السعدنى

الناصـر صلاح السعدنى

 «لولا عادل إمام ما كنت ممثلًا».. عنوان رئيسى  بالبنط العريض لأول حوار فى مشوارى الصحفى مع الفنان العملاق والراحل عن عالمنا صلاح السعدنى فى أوائل التسعينيات بعد النجاح الواسع للنجم الكبير فى تجسيد دور العمدة سليمان غانم فى ملحمة «ليالى الحلمية» والتريند الكبير الذي حققه بهذا الدور.



 

قيمة هذا اللقاء «ثلاثى الأبعاد 3D» ليس فقط لأنه أول حوار صحفى مع نجم عملاق حقق لى قفزة صحفية؛ بل إنه الدرس الأول فى مشوارى الإعلامى مع قامة كبيرة  فى أول سطوره يجسد معانى الوفاء العظيم لزميله عادل إمام بفريق التمثيل بكلية الزراعة الذي شجعه على خوض التجربة والتنازل عن مهنة مهندس زراعي، وظل مدينًا لنجم النجوم حتى آخر لحظاته ووضعه فى برواز صانع الجميل والنجومية، فضلا عن روحه الوطنية التي سادت اللقاء وحديثه عن الدور الحقيقى للفن والقوة الناعمة فى ترسيخ مبادئ المجتمع وأصوله.

صلاح السعدنى كان من الممكن أن يكون أيضًا كاتبًا لامعًا بحكم انتمائه لمدرسة شقيقه الأكبر عمنا الولد الشقى «محمود السعدنى» ولموقفه الفكرى والسياسى الثابت ووفائه للفكر الناصرى ولثقافته العميقة وتصنيفه في الوسط الفنى بأنه الفنان المثقف بين أبناء جيله وهذه الثقافة نجح باقتدار في نقلها فى أعماله والشخصيات التي قدمها بصدق على الشاشة وكان أحد رواد الدراما التليفزيونية منذ نشأتها وكان أحد أبطال عصرها الذهبي وعاصر كل مراحلها حتى صار عمدتها الأول والأخير راجعوا مسلسلات: ثلاثية  «الضحية عام 1964 ثم الساقية والرحيل» «ولا تطفئ الشمس»  و«القاهرة والناس» في الستينيات و«عادات وتقاليد» و«أبنائى الأعزاء شكرا»  فى السبعينيات  مرورًا بصيام صيام حتى ملحمة «ليالى الحلمية» بأجزائها فى الثمانينيات و«أرابيسك»  في التسعينيات حتى آخر أعماله «القاصرات» فى 2013. عمدة الدراما أهميته في السينما ترتكز على مشاركته فى أعمال تعد علامات فى تاريخها لعل أبرزهما فيلما «الأرض» إخراج يوسف شاهين و«أغنية على الممر» إخراج على عبدالخالق وجاءا ضمن قائمة أفضل 100 فيلم سينمائى بتاريخ السينما المصرية حسب استفتاء النقاد عام 1996، بينما جاء فيلمه «فوزية البرجوازية» تأليف الكاتب عاطف بشاى وإخراج إبراهيم الشقنقيرى في قائمة أفضل 100 فيلم كوميدى في تاريخ السينما فى استفتاء مهرجان الإسكندرية السينمائى منذ عامين.

صلاح السعدنى من النجوم القلائل الذين لهم موقف سياسى ترجمه  في لحظات النكسة والانتصار فى فيلمى «الرصاصة لاتزال فى جيبي» عن نصر أكتوبر وشخصية «رؤوف» أول جندى يرفع العلم بعد العبور المجيد  والذي استشهد فور رفع العلم برصاص العدو الإسرائيلى، وقبله فيلم «أغنية على الممر» الذي أجمع السينمائيون والنقاد أنه من أفضل الأعمال الحربية وأبرز  تجربة ملهمة وفريدة فى السينما المصرية عن معركة الاستنزاف وجهود جيش مصر التي مهدت للنصر العظيم في السادس من أكتوبر.

لم ينس أحد شخصية الجندى «مسعد» صاحب الروح البسيطة والعامل المرح الذي يحلم بالاستقرار مع زوجته، وهو ضمن فصيلة مشاة مصرية يتم حصارها أثناء حرب 1967 وهم يدافعون عن أحد الممرات الاستراتيجية فى سيناء ويرفضون التسليم، ويحكى كل جندى عن حياته ومعاناته الإنسانية.

فيلم «أغنية على الممر» استمر في سينما ديانا نحو 8 أسابيع  وسط حفاوة جماهيرية ونقدية وحضر العرض الخاص وزير الحربية الفريق محمد صادق، وسيد مرعى، وعبدالقادر حاتم، فى سينما ريفولى، وحصل الفيلم على عِدّة جوائز محليّة ودولية أهمها جائزة مهرجان كارلو فيفارى الدولى. وصارت أغنيته «تعيشى يا ضحكة مصر أبكى.. أنزف.. أموت، وتعيشى يا ضحكة مصر.. وتعيش يا نيل يا طيب.. وتعيش يا نسيم العصر» التي كتبها الراحل عبدالرحمن الأبنودى، واحدة من أهم الأغانى الوطنية ومرادفًا لمعنى الوفاء والتضحية والفداء للوطن الغالى.

صلاح السعدنى الذي تنتصر كل أعماله للإبداع نجم صاحب مقام فنى رفيع فى تاريخ الفن المصري والعربى  وضع حجر الأساس للدراما المصرية وشارك في تأسيس مسرح التليفزيون بجانب أعماله الخالدة فى السينما وقيمة كبيرة، على المستوى الإنسانى والإبداعى وسيظل نموذجًا فذًا للأجيال القادمة بوصفه من أبرز «أولياء مصر المبدعين».

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز