عاجل
الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
أحزاب اللخبطة!!

أحزاب اللخبطة!!

بقلم : عاصم حنفى

نستحق وبجدارة دخول موسوعة جينز وعدد الأحزاب السياسية يزيد على 100 حزب..




 وزحمة يا دنيا زحمة.. وقد اختلط الحابل بالنابل.. وللأمانة  القيادة السياسية لم تقصر.. والسيسى شخصيا  دعا الأحزاب والتيارات للوحدة والاندماج.. لكنها لم تفعل.. معظمها يسعى للحصول على دعم الدولة الذى لو حدث فهى خيبة ثقيلة والله!


السادات كان ناصحا بامتياز.. وفى عام 1976 عندما سمح بقيام الأحزاب السياسية من جديد.. بعد حظرها فى بداية ثورة يوليو.. واكتشف ما يزيد على الثمانين حزبا تطلب تسجيل أسمائها.. واكتشف السادات أن برامجها متشابهة.. ما عدا التيار  الدينى الذى سعى فى الزحمة لدخول معترك السياسة.. ورفض السادات التيار الدينى واختصر الثمانين حزبا إلى ثلاثة فقط يمين وشمال ووسط.. مؤكدا أنه بعد نجاح التجربة الديمقراطية فسوف يسمح  بولادة أحزاب جديدة.. وهو ما حدث بالضبط عندما سمح لحزب العمل ثم للوفد الجديد ثم لحزب الأمة بالتواجد على الساحة السياسية التى اكتظت بعد ذلك بأحزاب الورق والكرتون.!


 وأقصد أن  البداية لابد أن تكون محكمة بحزبين أو ثلاثة .. ثم نفتح الباب بعد ذلك.. وكنت أحس أن الأحزاب والتكتلات الجديدة سوف تستجيب لدعوة السيسى بالتوحد والاندماج.. وهو ما لم يحدث..


ومن بين جميع الأحزاب على الساحة.. كنت أحسب أن الحزب الناصرى سوف يقود الناس فى الشارع.. معتمدا على الإنجاز التاريخى وعلى رصيده الأيديولوجى القديم.. وأقول  أحسب لأن الحزب الراهن خيب الظنون والحسابات تماما.. عندما سلق البيض واستسهل القفز فى مراكب الإخوان.. العدو التاريخى  لجمال عبدالناصر.. وقد تصور الناصريون الجدد أن الإخوان هم القوة الصاعدة.. شوية انتهازية على خفيف.. وشوية تمويل على ثقيل.. فخاض الانتخابات البرلمانية على قوائم الإخوان.. فلما سقط الإخوان سقط الناصريون سقوطا مدويا.. ولن تقوم لهم قائمة أبدا.. رغم أن الناس فى البيوت وفى الشوارع لا تزال ترفع صور جمال عبدالناصر.. لكنها لا تثق أبدًا فى القيادات التى باعتها وسلمت رايات واسم جمال عبدالناصر لجماعة الإخوان..!


على الساحة الآن 105 أحزاب  سياسية.. لا تعرف لها أصلا من فصل.. معظمها لقيط ولد سفاحا من وراء ظهورنا.. بفضل اللوائح العرجاء والتى تسمح لكل من هب ودب بتأسيس حزب سياسي.. وكان المقصود هو لخبطة الحياة السياسية.


 وقداختلط الجاد بالعابث .. والشريف بغاوى الشهرة.. والنتيجة أنك لن تعرف رأسك من قفاك ولا مؤاخذة..


 وزمان.. فى الماضى القريب عرفنا هذه النوعية من الأحزاب التى لا لزوم لها.. هى أحزاب بغرض لهف المعونة الحكومية.. لأن الحكومة الناصرية تدفع فلوس للأحزاب لكى تعارضها.. ولا أعرف إن كان هذا النظام استمر أو أن الحكومة توقفت عن هذا الدعم المريب.. ولعلك تذكر خناقات الأحزاب الداخلية للاستيلاء على المقر الرئيسي.. حيث توجد الخزينة والأختام.. وهل تذكر حزب الأمة لصاحبه الحاج أحمد الصباحى وولده.. وحزب الأحرار برئاسة مصطفى كامل مراد.. هى أحزاب لا تغضب الحاكم أبدا.. لا تهش ولا تنش.. أحزاب ديكورية كرتونية لزوم إرسال التهانى لحسنى مبارك فى عيد الأضحى ومولد النبي.. والحاج أحمد الصباحى رشح نفسه ثم انتخب المرشح المنافس.. على اعتبار أن أكل العيش يحب الخفية.. والحزب دائما تحت الطلب.. كما سيارات التاكسى والشقق المفروشة.. ولا بأس من تغيير البرامج والأفكار لم يركب من الزبائن.. والزبون دائما على حق كما يقولون!


ونعيد ونزيد.. ونؤكد أن الحياة السياسية لن تستقيم بغياب الأحزاب الجادة عن الساحة.. ولو أننى مسئول فى هذا البلد.. لدعوت ثلاثة من الشخصيات العامة لتأسيس ثلاثة أحزاب كما فعل السادات زمان.. يمين وشمال ووسط.
 مجرد بداية لعودة الحياة الحزبية من جديد.. بدلا من الفراغ الرهيب الذى تعيشه الحياة السياسية .. رغم زحام أحزاب الورق والكرتون..!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز