عاجل
الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

في شهادات حول كاتب متفرد بأعماله..

تفاصيل ندوة مناقشة كتاب "بين الصخر والبحر" للروائي صبري موسى بـ"الصحفيين"

جانب من المناقشة
جانب من المناقشة

ننشر "بوابة روز اليوسف" تفاصيل الندوة النقاشية التي عقدتها اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين حول إبداع الكاتب الكبير الروائي صبري موسى، التي دارت حول أعماله الأدبية ورحلاته الصحفية تزامنا مع صدور كتاب جديد عنه بعنوان "بين الصخر والبحر.. مصر كما رأيتها صبري موسى" الذي صدر عن دار ريشة للطبع والنشر والذي تم جمع مقالات صبري موسى في أدب الرحلات. وجاءت الندوة ضمن فعاليات ذكرى رحيل مؤسس أدب صحراء الأستاذ صبري موسى "رحمه الله".



شارك في الندوة النقاشية مجموعة من الكتاب والنقاد والصحفيين وزملاء الكاتب صبري موسى، وهم الكاتبة د. فاطمة الصعيدي والناقدة د. عزة بدر الكاتبة بمجلة صباح الخير ونائب مقرر لجنة السرد القصصي والروائي بالمجلس الأعلى للثقافة، والكاتب والناقد شعبان يوسف الذي أدار الندوة، وتحدث فيها الكاتب محمد بغدادي وبحضور الكاتبة الصحفية أنس الوجود رضوان "زوجة الكاتب الراحل صبري موسى"، كما أسهم في الندوة كل من الروائية أماني الشرقاوي، والكاتب الصحفي أيمن عبد المجيد رئيس تحرير بوابة روزاليوسف وعضو مجلس نقابة الصحفيين والكاتب الصحفي خيري حسن، كما تحدث د. محمد إبراهيم طه ود. عفاف طلبة بأكاديمية الفنون والشاعرة حنان شاهين والكاتب والمؤرخ محمد الشافعي، والكاتب والناقد شوقي عبد الحميد.

- تميز كتابات صبري موسى

وقدمت الدكتورة عزة بدر شهادة بعنوان "المتمرد في روايات صبري موسى" وقراءة في أعمال الأستاذ صبري موسى، التي أكدت فيها أن كتابات صبري موسى تميزت بفرادتها ومزجها بين مفردات الواقع وآفاق الخيال، وأن التمرد سمة من سمات أبطاله يتمردون على واقعهم، وبدأت رحلته الأدبية ومجموعته القصصية القميص عام 1908 وتوالت مجموعاته القصصية، لتحمل طابعه الخاص مثل "وجها لظهر"، وغيرها، كما أن للروايات القصيرة للأستاذ صبري "النوفلا"، و"حادث زواج في شارع مؤنس أفندي"، و"أنا بتاع شارع الأهواني"، و"أنيسة وأربعة رجال"، وفيها طابع خاص، كما أن صبري موسى قد شكل عالمه من رحيق خاص امتزج فيه عالم الصحافة بعالم الرحلة، بحدود خبرته الجمالية في الفن التشكيلي، ليحقق هذا النموذج الأسلوب الفريد الذي يخصه وحده، ويصنعه في مكانته المهمة والمتميزة في عالم القصة والرواية.

وقالت د. عزة بدر: إن أول تعارف بينها وبين الصحفي الكبير صبري موسى كانت في مجلة "صباح الخير" حيث عهد لها بقراءة روايته "حادث النصف متر" وطلب منها قراءتها وعرضها، لافتة إلى أنها كانت آنذاك في سن العشرينات.

وأضافت، أنه بعد أن قدمت عرضا لروايته طلب منها العمل مع الكاتبة زينب صادق في باب "القلوب الوحيدة" لتحرير رسائل القراء والرد على مشكلاتهم في هذا الباب، مؤكدة أن صبري موسى كان بمثابة "أستاذ العناوين الصحفية".

وقدم الناقد شعبان يوسف، شهادته قائلا': إن الكاتب صبري موسى نشر رحلته في الصحراء برسوم الفنان مصطفى رمزي، التي نشرتها “صباح الخير” وهو ما جمع فيما بعد العام الماضي في كتاب عن دار ريشة للنشر تحت عنوان "بين البحر والصخر"، موضحًا أن هذه الرحلة كانت مقدمة لرواية صبري موسى "فساد الأمكنة" في ستينيات القرن الماضي.

صبري موسى.. قنديل أم هاشم

وفي شهادة معاصرة للكاتب القدير صبري موسى، قدم الكاتب الصحفي محمد بغدادي، دراسة عنه أكد خلالها أن الكاتب صبري موسى، هو الأستاذ المعلم والصديق.. عاش رواياته.. وعاشت فينا.. هو واحد من كبار الروائيين العرب.. استشرفت أعماله أساليب حداثيةً جديدة.. هو صاحب براءة اختراعها.. وابتكر تكنيكا فنيًا خاصًا به للكتابة.. قبل أن يدرك الكثيرون الواقعية السحرية.. وعاش تجربة إنسانية متفردة.. وتجربة إبداعية لا شبيه لها.

وقال "بغدادي، أننا عشنا مع الأستاذ صبري تجربة العمل الصحفي في مطبخ مجلة "صباح الخير" لسنوات طويلة تزاملنا وتصادقنا.. كان فيها بطلًا متمردًا على كل شيء مألوف وتقليدي بالنسبة لجيلنا.. عاش هادئا مغردًا في ملكوته.. ولكنه أزعج العالم أديبَا وروائيًا وصحفيًا.. ورحل في صمت.. بعد رحلة مضنية مع المرض.. تحملت عبرها الكاتبة الصحفية أنس الوجود رفيق الرحلة مشقتها بنفس راضية.. تحمل يصل إلى حد الآلام الصوفية العذبة.. وقدمت من العطاء ما يعجز أن يقدمه أحد بهذا القدر من النبل الإنساني.. إنه قنديل أم هاشم الذي لن ينطفئ أبدًا.

وقال "بغدادي": كنا صغارا حين أدركنا الوعي مبكرًا.. في منتصف الستينيات.. وكان كتاب وشعراء ورسامو مجلة "صباح الخير" هم الأكثر تأثيرا في صناعة هذا الوعي المبكر.. وهذا التحرر المتمرد.. وكان الأستاذ صبري موسى.. أحد أعمدة هذا العالم الساحر الذي حقق الشعار الذي أطلقه أحمد بهاء الدين.. "للقلوب الشابة.. والعقول المتحررة".. فلم تكن مجلة "صباح الخير" آنذاك مجرد مجلة اجتماعية وفنية وثقافية وسياسية.. بل كانت خلطة سحرية.. معجونة بماء العفاريت.. والمشاكسين.. والمشاغبين.. والكتاب والشعراء والمبدعين.. وفجأة ظهرت رواية مسلسلة تنشر أسبوعيا على صفحات المجلة عام 1962 تحمل اسما غريبا "حادث النصف متر".

وأشار إلى أنه عندما نشر الأستاذ صبري رائعته "فساد الأمكنة" توحد مع المكان والزمان وأبطال الرواية.. فصار جزءا من هذا النحت الصخري في جبل الدرهيب.. ففي عام 1963 أمضى صبري موسى عبر رحلة صحفية ليلة في جبل الدرهيب بالصحراء الشرقية بالقرب منطقة "برانيس" و"مرسى علم" و"مرسى طلمبة" و"القصير" و"الحمراوين" في تلك الليلة وُلد بداخله حب غامض للمكان.. وفي الزيارة الثانية عاش تفاصيل الاحتفال بمولد سيدي أبو الحسن الشاذلي.. وفي تلك الزيارة قرر أن ينتقل ليعيش بين هذه الجبال التي يستخرجون من مناجمها الذهب بطرق بدائية.. وتفرغ للإقامة في الصحراء لمدة عام من نوفمبر 1966 إلى نوفمبر 1967.. ليعود إلينا برائعته الفريدة "فساد الأمكنة" التي تعتبر واحدة من أهم الروايات العربية.

ولفت "بغدادي" إلى أن كتابات صبري موسى كانت حالة جديدة لا شبيه لها.. إذ أمدته الصحافة بقدرة فائقة على الاكتشاف والبحث والتنقيب عن نماذج من البشر لم يقترب من ساحتهم مبدع من قبل.. فهو لا يكف عن الترحال بحثًا عن المناطق البكر التي لم يمسسها بشر من الكتاب.. وكان صبري واحدًا من أبرز كتاب أدب الرحلات.. وأشهرها: "في البحيرات" و"في الصحراء" ورحلاته لباريس واليونان.. إذ كان يعيش بداخل المكان كأنه ولد فيه.. أو كأنه جزء من معالمه وكائناته.. لذلك لم يكن يحب أن يكون مسؤولًا عن أحد.. وعندما صرنا أصدقاء سألته في إحدى الرحلات.. ونحن على شاطئ البحر في السويس.. في حضور الكاتبين الكبيرين عبد الله الطوخي وعلاء الديب.. ما هو سر هدوئك الرائق الممتع يا عم صبري؟ فأجاب بهدوء: الموضوع بسيط.. أن تحافظ على حريتك فلا يمتلكك أحد.. وأن تحدد ماذا تريد من الدنيا.. وأن يكون لديك هدف تسعى إليه دون غيره.

واختتم شهادته قائلا: "رغم هذا الكم الرائع من الجوائز والإبداعات المتنوعة.. كان شديد الاعتداد.. بالنفس شامخ القامة.. لم يتزلف لمسؤول قط.. ولم يسعِ للظهور الإعلامي.. رغم قيمته الأدبية والرفيعة.. فكان زاهدا مستمتعا بفلسفته في الحياة.. متصوفا في محراب كتاباته.

وكشفت الكاتبة الصحفية أنس الوجود رضوان، "زوجة الأديب والكاتب الكبير صبري موسى": إنّ مَن رشح روايته "فساد الأمكنة" لجائزة "شيل" الأديب يحيى حقي، وأول من اتصل به لإبلاغه فوزه بالجائزة؛ مشيرة إلى أن في تلك الفترة سنّت بعض الأقلام حملة ضد صبري موسى باعتبار أنها شركة خليجية ودولية، فكتب مقالًا من 4 صفحات في مجلة "صباح الخير" ليبلغ الجميع أنه تنازل عن القيمة المادية للجائزة مع احتفاظه بالقيمة المعنوية والأدبية للجائزة، موضحة أن روايته "فساد الأمكنة" تعرض في مكتبة الكونجرس والعديد من المكتبات الدولية، كما أن أعماله مترجمة لجميع اللغات.

ومن جانبه قال الناشر حسين عثمان، مؤسس دار ريشة للنشر، إن بداية معرفته بالأديب والصحفي الكبير صبري موسى كانت كقارئ لمجلة "صباح الخير" وأعماله فيها، إضافة إلى أعماله الأدبية والسينمائية كسيناريست.

وكشف أن الدافع لأن يتحمس لإعادة طباعة بعض أعمال صبري موسى عن دار النشر هو ما شكّل تكوينه من إعمال قرارها لصبري موسى خاصة أن مضمون أعماله قيمة، إضافة إلى أن من بين ما استفزه ما استمع إليه في بعض الندوات من خلط بعض الأفراد بين صبري موسى وموسى صبري، خاصة أن أعمال كل منهما مختلفة.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز