الأزهر.. مؤتمر اليوم الواحد والكتاب 2024 

مع إجازة نصف العام الدراسي، كان التجمع الثقافي والتربوي والفني، على أرض مركز مصر للمعارض الدولية، من خلال فعاليات النسخة الـ55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2024.

ورغم التحديات التي تشهدها دول العالم أجمع، من توترات و ارتفاع للأسعار، إلا أن المعرض شهد زيادة في  عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة بعدد 153 ناشرا مقارنة بالعام الماضي ليصل عددهم العام الحالي إلى 1200 دار نشر من 70 دولة. 

وبطبيعة الحال، هناك العديد من الفعاليات التي شدتني خلال زيارة المعرض، تستوجب إلقاء الضوء عليها، ولكن يأتي في مقدمتها، ما تتضمنه جناح الأزهر الشريف، من قطاعاته وهيئاته ومراكزه البحثية، وتميز ليس فقط بالإصدارات الدينية والفقهية والعلمية، ولكن حرص أن تكون الكتب باللغة العربية وأيضا إصدارات مختلفة مطبوعة ومترجمة لأكثر من لغة باللغات الأجنبية المختلفة.

كما شدني بجناح الأزهر الشريف، تخصيص ركن لأشهر كتب القصص القديمة في العالم للأطفال بعنوان "حكايات من التراث"، ومن أشهرها كتاب كليلة ودمنة، وهو من أشهر كتب القصص التي أعجبت الكبار والصغار، وتحكي على ألسنة الحيوانات، للمؤلف الكاتب الفارسي عبد الله بن المقفع، وتحتوي على الكثير من الأفكار الجميلة، والعبرة، والذكاء، والإثارة، وبصياغة ولغة مبسطة وشكل جديد.

ومنذ بداية المعرض حرص جناح الأزهر الشريف، على أن تكون القضية الفلسطينية على رأس العروض الفنية والتثقيفية بالجناح، حيث افتتح عروضه بمسرحية عن القضية الفلسطينية، قدمها براعم منطقة أسيوط الأزهرية دعما للقضية الفلسطينية، وشهدت إقبالًا كبيرًا.

كما جاءت القضية الفلسطينية على رأس الإصدارات لتعريف رواد جناح الأزهر، خاصة الأطفال والشباب على الحق الفلسطيني الضائع، مع التوعية بالقضايا الدينية والثقافية المتعلقة بالقدس، وكفاح شعبها الأبي والتذكير عبر اللوحات الفنية بواقع المرأة الفلسطينية وصمودها.

بالإضافة إلى عرض جهود بيت الزكاة المصري في دعم وإغاثة إخواننا الفلسطينيين من أبناء غزة.

كما انجذب زوار المعرض إلى بيت الزكاة والصدقات المصري بجناح الأزهر الشريف، وحضور المسابقة اليومية  التي ينظمها، طوال أيام المعرض بعنوان "معلومة وهدية حول الزكاة"، بهدف التوعية بفريضة الزكاة، من خلال طرح مجموعة متنوعة من الأسئلة، مع تقديم الهدايا القيمة.

وحققت مجموعة الفقرات الإنشادية والابتهالات الدينية وفنون إلقاء القصائد الشعرية، جذبا كبيرا  لرواد جناح الأزهر، حيث تفاعلوا معها بإنشاد وترديد البعض منها، مثل أنشودة "ياصلاة الزين على نبينا"، و"عليك سلام الله".      

وكان الأكثر لفتا للأنظار بجناح الأزهر، الإقبال الكثيف على ركن الفتوى من مختلف الفئات العمرية والجنسيات المختلفة، والتساؤلات الملحة بالنسبة لهم، والحصول على النصائح والمشورة في مختلف الموضوعات والقضايا الدينية والعقائدية والاجتماعية وقضايا المواريث والزواج والأسرة والشباب والمرأة وكيفية التعامل مع الأبناء وطلاب المدارس والجامعات وغيرها من التساؤلات. 

كما شدني من فعاليات بالمعر ض، أنه للمرة الأولى، يتم إقامة "مؤتمر اليوم الواحد"، الذي يتناول إحدى قضايا العصر المهمة منها الذكاء الاصطناعي، والملكية الفكرية وحماية الإبداع في الجمهورية الجديدة، ويقام المؤتمر يوميا، ويشهد إقبالا كبيرا من زوار المعرض.

كما توقفت أمام جناح الهيئة العامة لقصور الثقافة، الذي حرص رغم ارتفاع أسعار الورق وتكلفة الطباعة، أن يطرح الإصدارات المتعددة للكتب للجمهور، بأسعار منخفضة جدا بقيمة بدأت من جنيه واحد فقط.

وفي مقابل ذلك طرحت بعض دور النشر الكتب التراثية والموسوعات والمجلدات بسعر عالٍ جدا يصل إلى 30 ألف جنيه.

ألستم تتفقون معي، أن الإقبال من الدول  ودور النشر المختلفة، للمشاركة في معرض مصر للكتاب الدولي، بمختلف أنشطته، يؤكد أن الثقافة من تبادل الأفكار والمعلومات والفن واللغة وغيرها، هي القوى الناعمة في دعم العلاقات بين الشعوب والاحترام المتبادل بين الثقافات المختلفة، وتحتاج إلى توعية الأطفال والشباب بأهميتها والعمل على ترسيخها، مما يعزز الروابط الأخوية والمبادرات المشتركة بين الشعوب المختلفة.