عاجل
الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

محطات تاريخية في ذكرى ميلاد شاعر النيل حافظ إبراهيم ودوره في الإبداع

حافظ ابراهيم
حافظ ابراهيم

رصدت "بوابة روزاليوسف" أهم المحطات الحياتية والإبداعية لشاعر الشعب "شاعر النيل" حافظ إبراهيم، وأهم ما مر بيه طوال حياته في ذكري ميلاده، حيث يعد مُحمّد حافظ إبراهيم، هو من أشهر شُعراء العرب المُعاصرين عامّة ومِصر خاصّة، وهو صاحب ألقاب "شاعر النّيل" و"شاعر الشَّعب"، والذي عُدّ أحد أعضاء مدرسة الإحياء والبعث الخاصّة بالشِّعر التي اشتُهرت بانتماء العديد من الشُّعراء إليها.



 

تمتّع شاعر النيل بالعديد من الصّفات التي جعلت منه شاعراً فريداً في زمانه، ومنها جزالة الشِّعر الذي كتبه، وقوّة ذاكرته التي بقيت كمِيزة له طوال عمره حتّى عمر السّتين.

 

كما أنّ ذاكرته كانت مليئة بآلاف القصائد العربيّة سواءً القديمة أم الحديثة، كذلك كانت تحتوي على عدد كبير يصل إلى المئات من الكُتب. كما شهد له أصدقاؤه باستطاعته قراءة ديوان شِعريّ كامل أو كتاب ما في دقائق معدودة.

 

نشأته

 

يعود مولد ونشأة الشّاعر حافظ إبراهيم:

لم يكن تاريخ مولد حافظ إبراهيم معلوماً ولا حتّى في أوراقه الرّسميّة الموجودة في ملّفات خدمته، إلّا أنّه بعد أن عُيِّن في دار الكتب طُلب منه تعيين يوم مولده، فتمّ إرساله في عام 1911م إلى لجنة طبيّة للنّظر في هذه الأمور لتقدير عُمره، فكان لهم أنْ قدّروه بتسعة وثلاثين عامًا.

 

وعلى إثر هذا التّقدير تم الإقرار بيوم مولده أن يكون 24 فبراير لعام 1872م، ويقول الأستاذ أحمد أمين في وِلادته على صفحة النّيل: "كان إرهاصاً لطيفاً، وإيماءً طريفاً، إذا شاء القدر إلّا بولد شاعر النّيل إلّا على صفحة النّيل".

 

 

دراسته

كما برزت حياة وتعليم الشّاعر حافظ إبراهيم، حيث نشأ والد حافظ إبراهيم "إبراهيم فهمي" في بلدة ديروط التابعة لبلدان الصّعيد، وفي عام 1870م أصبح مسؤولاً مع غيره من المُهندسين المصريّين على القناطر التي تُقام على نهر النّيل، وكان قد سكن في سفينة ذهبيّة مع زوجته هانم التي فيها كان مسقط رأس حافظ إبراهيم، إلّا أنّه قد فارق الحياة وحافظ في عُمر الرّابعة.

 

فعَمَدت أمّه إلى الانتقال به إلى مدينة القاهرة فكفله خاله الذي كان يعمل مُهندس تنظيم، فرعاه وقام بتربيته كما أنّه أرسله للالتحاق بالكُتّاب، وبعد ذلك إلى المدرسة، لكنّ حافظ كان يعيش حياة مُضطّربة لأنّه كان يتنقّل بين مدارس مُختلفة حتّى التحق بآخرها وهي المدرسة الخديويّة.

 

إلّا أنّه وفي نفس الوقت تمّ نقل خاله إلى بلدة طنطا فأخذه معه، لكنّ حافظ إبراهيم لم يلتحق بالمدرسة وهو في هذه البلدة إذ التحق بالجامع الأحمديّ بشكل غير مُنتظم، فحظي في هذا الجامع بالعديد من الدّروس التي تُشابه تلك التي تُلقى في الجامع الأزهر.

 

كما تدرجت مراحل عمل الشّاعر حافظ إبراهيم، حيث مرّ بالعديد من المراحل في حياته المليئة بالقلق وضِيق العيش كونه من أسرة مُتوسطّة الحال، بالإضافة إلى نشوئه يتيماً، فكان في حالة تجعله مُحتاجاً للعمل لإعالة نفسه، فعمل حتّى أُحيل إلى التّقاعد، ومن الجدير بالذِّكر أنّ حافظ كان صاحب إحساس رقيق ممّا جعله يشعر بعمق الأسى الذي يعيشه.

 

إلّا أنّه تجاوز ذلك في حياته إذ حاول العمل في صحيفة الأهرام، لكنّها لم تقبله فعَمَد إلى مُلازمة الشّيخ محمد عبده، وقال حافظ في ذلك: "فلقد كنت ألصقَ النّاس بالإمام، أغشى داره، وأردّ أنهاره، وألتقط ثماره"، وفي عام 1911م تمّ تعيينه بدار الكُتب المِصريّة في قسمها الأدبيّ تحديداً، ومن قِبل وزير التّربية والتّعليم حشمت باشا.

 

كما كان لوظيفته أثر فيما ينظمه من الشِّعر؛ فتوقّف عن نظم الأمور السّياسيّة والاجتماعيّة كما كان يفعل قبل توظيفيه في هذه المِهنة والتي بقي فيها حتّى عام 1932م.

 

 

زواج الشّاعر حافظ إبراهيم :

تزوّج حافظ إبراهيم عام 1906م من ابنة أحد أغنياء حيّ عابدين، إلّا أنّ هذا الزّواج لم يستمر طويلاً فقد دام أربعة أشهر فقط، فبعدها انفصلا ولم يُقبِل بعدها على زواج آخر، كما لم يكن للمرأة مكان في مسيرته إلّا زواجه ذلك.،وذلك بسبب ما لاقاه من ظروف حياته ووطنه، ففضّل أن يتّجه بهذه العاطفة إلى هموم وطنه وشعبه.

 

تُوفّي حافظ إبراهيم يوم الخميس في الحادي والعشرين لعام 1932م، ودُفن في إحدى مقابر السّيدة نفيسة، ومن الجدير بالذِّكر أنّه قبل يوم من وفاته تحديداً في ليلة العشرين دعى حافظ صاحبين له على طعام العشاء لكنّه لم يتناول معهما الطّعام لشعوره بالمرض، إلّا أنّ المرض اشتدّ عليه بعد أن غادرا بيته.

 

ورحل عن عالمنا وعن قلوبنا "شاعر النيل" وابن مصر حافظ ابراهيم تارك لنا ثروة كبيره من الفن والأدب والتاريخ لجميع العرب وللعالم جميعاً.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز